الجمعة: 2006.06.16

اكد انه لا يخطط للقاء جديد مع الرئيس السوري ..


نيويورك - راغدة درغام، الحياة

استبعد سيرج براميرتز رئيس لجنة التحقيق الدولية في اغتيال رئيس الحكومة اللبناني السابق رفيق الحريري أن يطلب مقابلة الرئيس السوري بشار الأسد مجدداً. وقال إن laquo;الاجتماع عُقدraquo;، وانه حصل على laquo;أجوبةraquo; وانه laquo;ليس لدي خطة حتى الآنraquo; لاجتماع آخر مع الرئيس السوري.

وقال براميرتز، في رده على laquo;الحياةraquo; أثناء لقائه الصحافة بعدما خاطب مجلس الأمن أمس الأربعاء: laquo;لا نعتقد بأن مهمة اللجنة هي الافصاح عن أسماء الذين قد يكونون ارتكبوا الجريمةraquo; وذلك احتراماً لـ laquo;الدفاعraquo;، وكذلك كجزء من laquo;استراتيجيةraquo; اللجنة. واعتبر أن كشف اسماء المشتبه بهم laquo;غير ملائمraquo; سوى laquo;أمام المحكمةraquo;.

وكان براميرتز ابلغ مجلس الأمن الدولي أمس، أنه يفهم الحاجة الى الحصول على أجوبة ذات علاقة باغتيال الحريري وبـ14 حالة أخرى من الاغتيالات ومحاولات الاغتيال، و laquo;لهذه الأسباب لا يوجد أي خيار بديل عن المضي بتركيز، فيما يتم التعاطي مع هذه الأسئلة، واحداً واحداً، بصورة متماسكة وبصورة توفر المستوى المطلوب من اليقين بالأدلة الذي تتطلبه أي محكمة، وذلك من أجل التوصل الى العدالةraquo;. وشدد على أن حجم المتفجرات التي وضعت على شاحنة الـ laquo;ميتسوبيشيraquo; وتفوق 1200 كلغ تفيد أن مرتكب الجريمة ليس مجرد laquo;فردraquo; وإنما وراءه laquo;بنية قويةraquo;، مفنداً نظرية laquo;أبو عدسraquo;.

وربط براميرتز بين اغتيال الحريري ورفاقه والحالات الـ14 الاخرى من الناحية laquo;التحليليةraquo;، لكنه قال إن الربط بـ laquo;الأدلةraquo; ليس متوافراً بعد، لأن التحقيق في أي من هذه الحالات laquo;لم يتطور لدرجة تسمح بتعريف وربط مرتكبيraquo; الجرائم. وكرر التشديد على ضرورة laquo;التنسيق الأفقيraquo; بين هذه الحالات، laquo;نظراً الى الأهمية البالغة لـ14 حالة واحتمال أهميتها للتحقيق في اغتيال الحريريraquo;. أعلن مجدداً أن التحقيق أحرز laquo;تقدماً كبيراraquo; وأنه يسير الى الأمامraquo;، مرحباً بفكرة التمديد للجنة التحقيق لسنة.

وأثناء لقائه بالصحافة، ورداً على laquo;الحياةraquo;، قال براميرتز laquo;في ما يخص مرتكبي الجريمة لا نعتقد بأن أفرادا يمكن أن ينظموا جريمة بهذا الحجم من منظور عملي وتكتيكي. نحن مقتنعون أن بنى قوية تسببت في الحادثة... لكن طبعاً هناك تفسيرات عدة محتملة ومنها ما قلته، ونحن ندرس احتمالات مختلفةraquo;.

وعن أسماء المشتبه بهم التي وردت في تقارير سلفه ديتليف ميليس، قال: laquo;لا نعتقد بأنه من مسؤولية اللجنة أن تسمي المرتكبين المحتملين. نعتقد بأنه من مصلحة حق الدفاع واستراتيجية التحقيق ألا نذكر أي اسماء في التحقيق، فسيعود الى المحكمة الدولية، وطنية أو دولية، القرار إذا كانت الأدلة التي جمعناها تكفي لمحاكمة الأشخاصraquo;.

ودعم كل من نائب وزير الخارجية السوري فيصل المقداد والسفير الأميركي لدى الأمم المتحدة جون بولتون نمط laquo;السريةraquo; الذي يميز أعمال براميرتز، لكنهما اختلفا على تقويم التعاون السوري مع التحقيق.

وسرد المقداد نواحي التعاون أثناء مخاطبته مجلس الأمن مؤكداً laquo;استجابةraquo; سورية لـ laquo;طلباتraquo; اللجنة كافة. ودعا الى اعطاء التحقيق laquo;الوقت الكافيraquo; وبعد ذلك فقط يمكن laquo;الانطلاق الى الخطوة التاليةraquo;، في اشارة الى المحكمة ذات الطابع الدولي. واعتبر المقداد ان التعرف الى الحقيقة في مصلحة سورية وحذر مما وصفه بـ laquo;استغلال بعض الأطراف في منطقتنا وخارجهاraquo; للتحقيق من أجل القفز الى laquo;استنتاجات مسبقةraquo;.

وأثناء لقائه الصحافة قال المقداد: laquo;يجب تأمين كل الظروف والشروط المؤاتية لأجل أن يكون هذا التحقيق غير خاضع لأي ضغوط أو لأي جهة كانت سواء كانت أمنية أو سياسية أو حقوقية لذلك نرى انه من الطبيعي تأمين الحماية المناسبةraquo;، للشهود. وعندما سئل استطراداً، من قبل من، أجاب laquo;الأمم المتحدة هي التي تقوم بهذا التحقيق. وهي الجهة الطبيعية للقيام بذلكraquo;. ورداً على سؤال عن الاجراءات السورية ضد شهود للتحقيق، بمن فيهم النائب وليد جنبلاط، قال المقداد: laquo;لا يوجد أي ملاحقات سورية. وليد جنبلاط ليس مهدداً من سورية ولن نهدد أي انسان يقول رأيه وكلماته. ومن المعروف من يعمل ويضغط ضد سورية ونعتقد بأنه يجب أن يتحمل مسؤولية أقواله السياسية ونحن لا نتعامل بغير ذلك... مواطن سوري عادي تقدم بدعوة أمام محكمة ولا علاقة للحكومة السوريةraquo;. وأكد المقداد ان laquo;سورية لم تقف مطلقاً ضد إنشاء محكمة لكن يجب على المحكمة أن تكون مبنية على حقائقraquo;.

الأمين العام بالوكالة في وزارة الخارجية اللبنانية السفير بطرس عساكر مدح laquo;المهنية العالية والجدية اللتين تميزان السيد براميرتز وطريقتهraquo; مرحباً laquo;بالتقدمraquo; الذي تحدث عنه التقرير. وأعرب عن laquo;الأمل بأن تؤدي مساعدة اللجنة للسلطات القضائية اللبنانية، الى تحديد المسؤولين عن الجرائم الارهابية الأخرى التي عانى منها لبنانraquo;.

السفير الأميركي جون بولتون قال الى الصحافة بعد اجتماع المجلس: laquo;اننا مسرورون بتقرير سرج براميرتز، وهو يبين التقدم المستمر والحرفية للتحقيق. وطبعاً هناك الكثير من التقدم منذ التقرير الأخير. وهناك دلالات مشجعة للتقدم في العديد من الحقولraquo;. وأضاف: laquo;وسندعم بشكل خاص طلبه لتوسيع وتوضيح تمكن اللجنة من منح المساعدة لحكومة لبنان بما يخص الاغتيالات الارهابية الـ14 الأخرى والتي يوثقها التقرير مطولاًraquo;.

وفي ما يخص التعاون السوري، قال بولتون: laquo;من الواضح جداً ان براميرتز لا يقول في تقريره ان سورية تتعاون بشكل كامل، هو يقول ان في فترة تقريره كان تعاونهم مرضياً بشكل عام، ربما اذا أخذنا مقياس السقوط أو النجاح، تكون النتيجة النجاح خلال هذه الفترة في التقرير وهذا بالكاد مصادفة. ويقول براميرتز انه في بعض الأحيان/ الحالات أُمنت أجوبة متكاملة وهذا طبعاً يعني أن في حالات أخرى وربما أغلب الحالات لم تعط أجوبة متكاملة. ويقول ايضاً ان هناك طلبات اضافية من الحكومة السورية واعتقد ان ذلك يعني كما يقول التقرير، ان هناك تعاوناً مرضياً من سورية في هذه الفترة لكن يبقى التعاون بعيداً عن التعاون الكامل الذي يتطلبه مجلس الأمنraquo;. ودافع بولتون عن عدم كشف براميرتز عن اسماء كما دافع عن سريته. وقال: laquo;لو كنت أقوم بهذا الأمر من البداية، لست متأكداً انني سأسأل محققاً بموقع براميرتز ان يسلم تقارير الى مجلس الأمن. اعتقد بأنه من الصعب ان يقوم أي مدعي عام بهذا الأمر خصوصاً ما يخص كشف المعلومات عن المدع عليهمraquo;. وأضاف: laquo;البعض الذين قرأوا التقارير السابقة وقارنوها بالتقرير الحالي يقولون ان هناك بعض الصعوبة في الادعاء... هذه ليست الطريقة التي قرأت فيها التقرير... يجب ان نأخذ موضوع حماية الشهود بشكل جدي واعتقد ان هذا دليل اضافي لتقدم التحقيق، فهناك شهود في خطر تم تحديدهم وهم يدركون انهم في دائرة الخطرraquo;.

واقرأ ايضا نص تقرير براميرتز