عن لوس انجليس تايمز


اعترف فيدل كاسترو مرة بأن ثورته تحتاج إلى عدو لكي تتطور، ولمدة نصف قرن تقريباً عرف الكوبيون الأمريكيون أنفسهم اجتماعياً وسياسياً كنقيض لعدوهم نظام كاسترو.

الأخبار الأخيرة عن مرض كاسترو أطلقت العنان لتكهنات حول ماذا سيكون شكل كوبا بعد سقوط نظام كاسترو، ولكن هناك سؤالاً ملحاً آخر هو laquo;ماذا سيحدث للأمريكيين الكوبيين عندما تنفتح الجزيرة على العالم الخارجي؟

كل المجمعات الثقافية تعتقد بأنها متفردة، ولكن الكوبيين خاصة الكوبيين الأمريكيين يتمتعون بحس قوي بالتفرد وهم يعتبرون أنفسهم منفيين وليسوا مهاجرين.

هذا الشعور بالتفرد بالاضافة الى كراهية كاسترو وحقيقة ان كوبا تعتبر عدواً للولايات المتحدة، مكنت الكوبيين الأمريكيين من لعب دور في السياسة الأمريكية لا يتناسب مع قوتهم العددية التي لا تتجاوز نصف بالمائة من الشعب الأمريكي.

ومن الأمثلة على ذلك تعديل قانون اللاجئين الكوبيين عام 1966، وحتى تعديل القانون في عام 1996م كان من حق كل الكوبيين المهاجرين ان يقدموا للحصول على حق الاقامة الدائمة بعد سنة واحدة في الولايات المتحدة.

الشعور بالتفرد أقوى ما يكون لدى الجيل الأول من المهاجرين الذين وصلوا إلى أمريكا بعد الثورة في عام 1959م، الذين قاتلوا بضراوة لكي يظلوا كوبيين ثقافياً ويتوقون الى العودة الى كوبا المحررة، وقد انشأوا شبكة من المؤسسات للمحافظة على عاداتهم وتقاليدهم وللتأثير على سياسة الولايات المتحدة تجاه وطنهم الأم وظلوا يميلون الى الحزب الجمهوري بسبب سياسته المتشددة نحو نظام كاسترو.

وبالرغم من ان معظم الكوبيين الأمريكيين الذين ولدوا في الولايات المتحدة لم يزوروا كوبا قط إلا أن الكثيرين منهم قد ورثوا النظرة الرومانتيكية للوطن الأم من آبائهم واجدادهم، وأوضحت دراسة أجريت في عام 2004 على الكوبيين في فلوريدا ان 3 من 5 منهم يعتقدون انه ليس من المرجح ان يعودوا الى كوبا بعد تحريرها.

ومع سقوط الشيوعية في كوبا فإن منظمات الكوبيين الأمريكيين سوف تتجرد من سبب وجودها وسوف يفقدون تأثيرهم الخاص على السياسة الأمريكية، ولا شيء من هذا سوف يجرد الكوبيين الأمريكيين من احساسهم بالتفرد ويقول أحدهم ان كون الإنسان كوبياً شبيهاً بالمرض الوراثي المعدي وهذه الجزيرة سوف تستمر في الاستحواذ على مخيلاتنا.