بينما الخلافات الحادة تعصف بقيادة quot;حزب اللهquot; حولالمسؤولية عن إشعال الحرب ومخاطر التبعية العمياء لطهران



أحمد الجارالله - السياسة


علمت raquo;السياسةlaquo; من المصادر المقربة وشديدة الخصوصية في بيروت أن خلافات حادة تضرب الآن صفوف القيادة في raquo;حزب اللهlaquo; حول المسؤولية عن إشعال الحرب, وحول ضرورة اتخاذ موقف نهائي من raquo;لبنانيةlaquo; الحزب, وضرورة خروجه من الوصاية الإيرانية واعتناقه لنظريتها السياسية المسماة raquo;ولي الفقيهlaquo;.

وقالت المصادر إن صفوف القيادة منشقة حول هذا الموقف الخطير, فالنائب عن raquo;حزب اللهlaquo; في البرلمان اللبناني الدكتورحسين الحاج حسين مازال يقود فريقاً في القيادة في اتجاه تعميق التبعية لإيران والمجاهرة باعتناق نظرية raquo;ولي الفقيهlaquo; وتقليد واتباع المرشد علي خامنئي, بينما هناك فريق كبير آخر يؤثر العودة إلى وطنيته اللبنانية, وإلى اتباع مراجعه بصورة متعددة كما هو التقليد المتبع من قبل علماء جبل عامل, وإلى الانضواء تحت جناح الدولة اللبنانية وإعلان الولاء لها, باعتبار أن هوية الحزب وأتباعه لبنانية, ومنابت الجميع لبنانية, والولاء للوطن اللبناني هو ما يجب أن يسمو على الولاءات السياسية وإن كانت تتمظهر بالدين, وبالمذهب الشيعي, وفريق الأكثرية هذا يعتبر أن إيران جرت الحزب إلى مواجهة مصطنعة مع إسرائيل, أدت إلى خراب لبنان , وبهدف تغطية برنامجها النووي الذي أسفر عن الانتهاء من إقامة معمل لإنتاج الماء الثقيل الذي يغني عن تخصيب اليورانيوم, كما أسفر في الوقت نفسه عن تصريح متراجع للرئيس الإيراني أحمدي نجاد أوضح فيه أن إيران الذرية لا تهدد أحداً ببرنامجها بمن فيهم دولة إسرائيل,وتسبب في إحراج مواقف raquo;حزب اللهlaquo; القائمة على التطرف والمعتمدة على إيران في مواجهة إسرائيل وتحرير القدس من احتلالها.

وأوضحت المصادر أن موقف الأمين العام للحزب الشيخ حسن نصرالله من هذا الخلاف المصيري مازال موقفاً غامضاً وعزت ذلك إلى موقف الرجل الذي قالت إنه موقف غير طبيعي هذه الأيام لأنه محرج من الخروج على الناس بعد أن أصابهم بكوارث وخسائر في الأرواح والأموال والممتلكات يصعب تبريرها أو تفسيرها, ووضعهم وسط نيران حرب يصعب القول إنها تخدم مصلحة لبنانية واحدة.

أما اجتماعات القيادة فتقول المصادر إنها تتواصل بشكل يومي, وتسود فيها الخلافات الحادة بين من يريد العودة إلى الوطن اللبناني وإعلان الولاء لدولته, ومن يريد البقاء في تبعية إيران والاعتماد على دعمها المالي والتسليحي, والمحافظة على اعتناق نظريتها السياسية لا الدينية المعروفة بولاية الفقيه. وحجة الجناح الداعي إلى العودة للولاء اللبناني ولمؤسسات الدولة اللبنانية قائمة على رفض جعل اللبنانيين أكباش محارق على مذبح المصالح الإيرانية, ويعتقد هذا الفريق في قيادة الحزب أنه إذا تعرضت إيران قريباً لأي هزيمة في مواجهة مرتقبة لها مع المجتمع الدولي, فإن شعبنا ساعتها سيحاسبنا وسيتهمنا بأننا نحن من ورطناه في الحرب لحساب الغير, وإن القول بوجود انتصار ما هو إلا كلام موهوم يدحضه الواقع اللبناني الذي يعاني من الدمار والحصار المثلث جواً وبحراً وبراً المفروض على كل لبنان من قبل إسرائيل, والحصار عادة يفرضه المنتصر على المهزوم لا العكس.

على صعيد التعويضات المالية التي بدأ raquo;حزب اللهlaquo; يصرفها للمنكوبين من أصل 150 مليون دولار جاءت إليه من إيران, وتم السكوت عنها الآن... على هذا الصعيد قالت المصادر لmacr; raquo;السياسةlaquo; إن المبلغ كان يصل إلى دمشق على دفعات, وصل بعضها ولم يصل الباقي, وداخل صناديق خشبية كانت تنقلها الطائرات الإيرانية والسورية.

وكشفت المصادر أن الدفعات هذه كانت تدخل في حسابات بنك لبناني له فرع في دمشق, وبرعاية وعناية رئيس الاستخبارات العسكرية السورية آصف شوكت, زوج أخت رئيس النظام, والذي كان يقتطع منها ما نسبته عشرين في المئة لحسابه الخاص, جراء خدماته, والباقي من الدفعات يقبضه رجال من raquo;حزب اللهlaquo; يذهبون به إلى بيروت ويوزع عن طريق الشيخ نعيم قاسم نائب أمين عام الحزب.

في هذا الجانب المتصل أكدت المصادر أن آصف شوكت, الذي يعتبر الحاكم الفعلي لسورية الآن, قد تلقى أخيراً هدية من السفير الإيراني في دمشق كناية عن عشر سيارات مرسيدس من طراز هذه السنة ,2006 أما شقيق زوجته رئيس النظام بشار أسد, فقد تلقى هو الآخر مبلغاً قدره بليون دولار أميركي له ولعائلته تقديراً من النظام الإيراني لولائه وإخلاصه وقوة خضوعه إليه, وقد تم نقل هذا المبلغ الضخم على الطائرة السورية القادمة من طهران وعلى متنها السفير السوري لدى إيران, الذي رتب كل هذه العملية, أحمد الحسن.

في هذا الجانب الموصول أفادت المصادر أن دمشق أصبحت الآن تعج بالإيرانيين من مختلف الوظائف والطبقات, وأن أكثر من خمسمئة حسينية قد تم افتتاحها في أكثر من منطقة في عاصمة الأمويين, ورأت المصادر أن هذا الارتباط الذي أصبح شبه عضوي بين طهران ودمشق وأدى إلى تشويه الصورة العروبوية للعاصمة السورية, وعبر بشدة عن تخلي بشار اسد عن عروبته, وعن خلعه لجلده العربي, هو الذي دفع طهران لمكافأته بمبلغ البليون دولار, والذي سيعوضه في الوقت نفسه عن المداخيل غير المشروعة التي كانت تأتيه من اغتصاب ثروات اللبنانيين وموجوداتهم في البنوك, بعد ان خرج من هذا البلد شبه مطرود وغير مأسوف عليه.

وعلى صعيد آخر ذي صلة افادت المصادر نقلا عن اوساط نائب الرئيس السوري السابق ان عبدالحليم خدام بدأ يحزم حقائب العودة الى دمشق. ونقل عنه ان هذه العودة قد تتم بعد شهر او شهر ونصف اذ من المتوقع سقوط النظام السوري في هذه المدة. ولدى خدام, كما تقول اوساطه, معلومات مؤكدة ان بشار اسد اصبح مطلوبا للمجتمع الدولي بعد ان اصبح معزولا في المحيط العربي, ويعتبر اخطر من صدام حسين بعد ان اشعل فتيل الحرب الاسرائيلية على لبنان بواسطة raquo;حزب اللهlaquo;, ويساهم, عبر تحالفه مع النظام الايراني, في تهديد امن الخليج واستقرار دوله. وتتحدث المصادر انه في غضون شهر او شهر ونصف سيتم احضار بشار اسد الى المحكمة الدولية بتهمة اغتيال الحريري, وهو الاحضار الذي سيكون بمثابة الخطوة الاولى في اتجاه اسقاط النظام ووضع سورية على طريق الديمقراطية واعادة البناء.

من جهة اخرى, اوردت المصادر ان حاكم قطر الامير الشيخ حمد بن خليفة آل ثاني قد عرض على اسد في زيارته الاخيرة ان يحاول ثانية مع اسرائيل كي تقبل باستئناف المفاوضات معه حسب طلبه, لكن الامير القطري اعرب له ان اسرائيل لا تزال حتى الان غير راغبة في الدخول بترتيبات الصلح مع سورية, واعتبارها النظام السوري الحاكم غير مؤهل للدخول في المفاوضات كونه غير ديمقراطي واستبداديا ولا يعتمد على المؤسسات.