الثلاثاء: 2006.08.29

... وإيران تعلمت من هزائم صدام!

درس من حرب إسرائيل ضد quot;حزب اللهquot;، وإيران تعلمت من هزائم صدام حسين، وجدل في روسيا حول إرسال قوات إلى لبنان، ودعوة لاستيعاب لاجئي كوريا الشمالية في كوريا الجنوبية... موضوعات نعرض لها ضمن قراءة موجزة في الصحافة الدولية.

دروس جديدة في الشرق الأوسط

تحت هذا العنوان نشرت quot;جابان تايمزquot; اليابانية يوم الخميس الماضي، مقالاً لـquot;ديفيد هاولquot;، حاول خلاله التوصل إلى ما أسماه دروساً من القرن العشرين، يمكن للقوى الدولية الكبرى الاستفادة منها في حروبها ضد الميليشيات المسلحة وذلك بمناسبة فشل إسرائيل خلال شهر كامل من القصف الجوي على لبنان في هزيمة quot;حزب اللهquot; أو الحد من تهديداته لشمال الدولة العبرية. quot;هاولquot;، وهو عضو في مجلس quot;اللورداتquot; البريطاني ووزير سابق، ورئيس سابق للجنة الشؤون الخارجية في مجلس quot;العمومquot;، عرض تجارب لقوات مسلحة نظامية واجهت ميليشيات غير نظامية كما في ماليزيا وكينيا وإيرلندا الشمالية، وفي هذه الحالات تم الجمع بين الوسائل السياسية والعسكرية لحسم المواجهات أي أنه تم تطبيق سياسة القبضة الحديدية وأسلوب quot;القفازات الحريريةquot;. وفي فيتنام وأيضاً في الصومال وجد الأميركيون أن القوة العسكرية المفرطة المتمثلة في الغارات الجوية والهجمات بالمروحيات والسفن الحربية غير مجدية، واستخدموا في نهاية المطاف استراتيجيات أخرى تفادياً للهزيمة. وحسب الكاتب، فإن الأسلحة الصغيرة التي تمتلكها الميليشيات خاصة في ظل تقنيات حديثة متوفرة في أجهزة الحاسب الآلي والهواتف النقالة، تستطيع بها هذه الميليشيات إنهاك الجيوش النظامية والإفلات من ميزاتها التدميرية.. وفي الحرب الأخيرة بين إسرائيل وquot;حزب اللهquot;، فإنه إذا كانت تل أبيب فشلت -رغم إمكاناتها العسكرية المتطورة- في تدمير quot;حزب اللهquot;، فإن ذلك سيغير كل شيء ليس فقط في الشرق الأوسط، بل أيضاً في إدارة أبعاد الصراعات المسلحة في الوقت الراهن. ما يجب تعلمه من حرب لبنان هو أن على صُناع السياسة في الغرب أن يدركوا خطر انتشار التقنيات الفائقة التي ظهرت خلال العقدين الماضيين ضمن الثورة الإلكترونية ووصولها في أيدي مجموعات صغيرة، الأمر الذي أفقد أسلحة ثقيلة كحاملات الطائرات وأرتال الدبابات وأسراب الطائرات والصواريخ دورها في السيطرة على المعارك. quot;الصغير لا يزال جميلاً لكنه يصبح خطيراًquot;... هكذا اختتم quot;هاولquot; مقاله مشيراً إلى أن منْ يسعى لتدشين توازنات سياسية واجتماعية جديدة في الشرق الأوسط الخطير وغير المستقر، لابد وأن يدرك ويتعايش مع حقيقة الميليشيات الصغيرة.

إيران وهزائم صدام:

في افتتاحيتها ليوم الأحد الماضي، استنتجت quot;ستريتس تايمزquot; السنغافورية، أن إيران وجدت كيف أن صدام حسين قد هُزم مرتين وبسهولة، لأنه لم يكن يمتلك قدرات نووية، ولو كانت لديه هذه القدرات لكان من غير المحتمل هزيمته وتعرض بلاده للغزو، ويبدو أن إيران قررت المضي في طريق امتلاك التقنية النووية، ومن ثم يتعين على خصوم طهران أن يضعوا في اعتبارهم كيفية التعايش مع إيران ذات القدرات النووية.

موسكو وحفظ السلام في لبنان:

يوم أمس الاثنين، وفي تقريرها المنشور بصحيفة quot;ذي موسكو تايمزquot; الروسية، رصدت quot;أوكسانا يابلكوفاquot; الجدل الدائر حول ما إذا كانت موسكو ستشارك ضمن قوات حفظ السلام في الجنوب اللبناني. quot;أوكساناquot;، أشارت إلى أن القناعة السائدة لدى مسؤولي وزارة الدفاع الروسية هي عدم إرسال قوات إلى لبنان، غير أن بعض المراقبين السياسيين يرفضون موقف وزارة الدفاع، استناداً إلى أن إرسال قوات روسية إلى لبنان، يحمل في طياته فرصة من خلالها تستطيع موسكو استعادة بعض نفوذها إبان الحقبة السوفييتية. وثمة تقرير نشرته صحيفة quot;كومرسانتquot; يوم الجمعة الماضي مفاده أن موسكو سترسل 2000 جندي إلى لبنان، لكن وزارة الدفاع الروسية أنكرت ما ورد في التقرير. نائب رئيس أركان القوات المسلحة الروسية الأسبق quot;فاليري مانيلوفquot; يرى أن إرسال قوات روسية إلى لبنان سيكون سابقاً لأوانه لاسيما وأن إسرائيل تتجاهل قرارات الأمم المتحدة. أما رئيس لجنة الشؤون الخارجية بالمجلس الفيدرالي الروسي، فيرى أن عدد الدول التي ترفض المشاركة بقوات لحفظ الأمن في الجنوب اللبناني، أشبه بجرس إنذار، وفي رأيه، قبل أن يرسل بوتين قوات روسية إلى لبنان، عليه طرح المسألة للنقاش داخل البرلمان، علماً بأن الرئيس الروسي ألمح، أثناء قمة سانبطرسبرج إلى احتمال إرسال بلاده جنوداً إلى لبنان في حال قرر مجلس الأمن تشكيل قوة حفظ سلام في الجنوب اللبناني، لكن إلى الآن لم ينطق بوتين ببنت شفة عن هذا الأمر. quot;أوكساناquot; لفتت الانتباه إلى أن مشاركة روسيا في مهمة حفظ السلام بلبنان سيقوي موقف موسكو في الرد على الاتهامات الموجهة لقواتها المتمركزة في منطقة quot;نرانسيدنسترquot; في ملدوفا والمناطق الراغبة في الانفصال عن جمهورية جورجيا وأوسيتيا الجنوبية، حيث إن موسكو متهمة بنشر قوات لتشجيع انفصال هذه المناطق، في ظل مطالبات في جورجيا ومولدوفا برحيل القوات الروسية. وتجدر الإشارة هنا إلى أن روسيا، شاركت بقوات لحفظ السلام في يوغسلافيا السابقة وسيراليون، ولديها الآن قوات في ليبيريا وبروندي والسودان.

لاجئو كوريا الشمالية

حول هذا الموضوع، خصصت quot;كوريا هيرالدquot; الكورية الجنوبية افتتاحيتها ليوم الجمعة الماضي، مشيرة إلى أن حكومة كوريا الجنوبية تتبنى سياسة قبول جميع اللاجئين القادمين من كوريا الشمالية، أملاً في أن يستقر هؤلاء في الشطر الجنوبي من شبه الجزيرة الكورية، لكن ثمة أصواتاً قليلة في كوريا الجنوبية تبدي اعتراضها على هذه السياسة، استناداً إلى أن لاجئي كوريا الشمالية يحب التعامل معهم كأناس قادمين من نظام شيوعي، لم يتم إدماجهم في كوريا الجنوبية الرأسمالية. وحسب الصحيفة تجد سيئول الآن صعوبة في إيجاد المأوى لهؤلاء اللاجئين، ومن ثم يتعين عليها أن تبدي مزيداً من الحذر عند التفاوض مع البلدان التي يفر منها اللاجئون في اتجاه كوريا الجنوبية. وحسب الصحيفة، استقبلت كوريا الجنوبية، خلال الشهور السبعة الأولى من 2006 قرابة 1054، وهذا الرقم يشكل في حد ذاته زيادة في عدد لاجئي كوريا الشمالية المتجهين إلى الشطر الجنوبي قدرها 59% عن الفترة ذاتها من العام الماضي، لأن هؤلاء اللاجئين يفرون من الصين كونها ترحّلهم إلى بيونج يانج. ومن المتوقع أنه بنهاية العام المقبل، سيصل عدد اللاجئين الكوريين الشماليين في كوريا الجنوبية إلى 10 آلاف نسمة، علما بأن هناك 300 ألف كوري شمالي مختبئ في الصين، وهؤلاء يودون الاستقرار في كوريا الجنوبية ويخشون من أن يتم ترحيلهم إلى بيونج يانج. الصحيفة طالبت بتحسين البرنامج المعني بتسوية أوضاع هؤلاء اللاجئين، علما بأن سيئول أنفقت، خلال السنوات الثلاث الماضية، على كل واحد منهم، 15 مليون quot;وانquot; (الـquot;وانquot; يساوي 1.24 دولار أميركي) من أجل التدريب والتوظيف، لأن تسعة من كل عشرة اللاجئين الكوريين الشماليين مصنفون ضمن العمالة غير الماهرة في كوريا الجنوبية. من ناحية أخرى يمنح الدستور في كوريا الجنوبية لاجئي كوريا الشمالية الجنسية، وفي هذه الحالة سيحصلون على مزيد من العون لإدماجهم في المجتمع الرأسمالي بكوريا الجنوبية.

إعداد: طه حسيب