السنيورة يستبعد التغيير الوزاري وبري مع التهدئة ولا يجاري «حزب الله»

أنان يفشل في إقناع اسرائيل برفع الحصار... والأسد يعتبر القرارات الدولية هيمنة أميركية ...

باريس , الناصرة , بيروت، دمشق - اسعد تلحمي , رندة تقي الدين

لم ينجح الأمين العام للأمم المتحدة كوفي انان في إقناع اسرائيل برفع حصارها الجوي والبحري عن لبنان. واشترط قادة اسرائيل، لرفع الحصار، تنفيذ كل بنود القرار الدولي الرقم 1701، بما فيها اطلاق الجنديين الاسيرين لدى laquo;حزب اللهraquo;. وفيما اعتبر الرئيس السوري بشار الاسد امس ان القرارات الدولية المتعلقة بالشرق الاوسط هي نتيجة الهيمنة الاميركية، حذرت ايطاليا دمشق من ارسال اسلحة الى لبنان ومن أن العالم لن يقف مكتوف الأيدي في مثل هذه الحال.

في موازاة ذلك، تمحور الاهتمام الرسمي اللبناني على خطين، الأول مواكبة نتائج المحادثات التي اجراها أنان مع رئيس الوزراء الاسرائيلي ايهود أولمرت، لإقناعه برفع الحصار الجوي والبحري، في ضوء توقع رئيس الحكومة فؤاد السنيورة ان يكون هناك مجال لرفعه في الأيام القليلة المقبلة... والخط الثاني متابعة تفاصيل خطة النهوض بالبلد من العدوان المدمر، والتي أعلنها الأخير قبل ساعات من توجهه الى استوكهولم على رأس وفد وزاري وإداري لحضور المؤتمر الدولي للمانحين الخاص بإعادة إعمار لبنان، والذي دعت اليه السويد بمشاركة 60 دولة.

ولعل الاهتمام الرسمي برفع الحصار، وبإطلاق عجلة الإعمار مدعومة بالتعويضات التي ستقدمها الحكومة للمتضررين استناداً الى الاحصاءات الرسمية التي اشارات الى تضرر نحو 80 ألفاً بين منزل ومؤسسة منها نحو 19 ألف وحدة سكنية دمرت بالكامل او جزئياً، لم يحجب الأنظار عن ترقب ما سيصدر من مواقف عن رئيس المجلس النيابي نبيه بري، في الخطاب الذي يلقيه مساء اليوم في مدينة صور، في الذكرى الثامنة والعشرين لاختفاء رئيس المجلس الإسلامي الشيعي الأعلى ومؤسسه الإمام السيد موسى الصدر في ليبيا.

فرئيس المجلس النيابي سيكون هذه المرة الخطيب السياسي الوحيد في هذه المناسبة التي تنظمها حركة laquo;أملraquo;، بخلاف المناسبات السابقة التي كان يتحدث فيها عدد من المرجعيات الروحية، مسيحية وإسلامية، اضافة الى قادة الأحزاب، وبالتالي سيكون مضمون خطابه بمثابة مؤشر الى ما سيكون عليه الوضع السياسي في المرحلتين الراهنة والمقبلة.

وفي هذا السياق، علمت laquo;الحياةraquo; من مصدر قيادي بارز في حركة laquo;أملraquo; ان بري سيطلق مجموعة من المواقف من شأنها ان تساهم في تهدئة الوضع في لبنان، وفي تعزيز الاستقرار العام. وعزا القيادي السبب الى ان الرئيس بري لن يبادر الى شن هجوم على الحكومة أو افتعال مشكلة معها، بمقدار ما يتوخى من خطابه تعداد مجموعة من الملاحظات حول أداء الإدارات العامة والرسمية المعنية بإزالة آثار العدوان الاسرائيلي، تحت سقف ضرورة الحفاظ على الوحدة الوطنية، وتكريس الجهود لإعادة لملمة الشمل، من دون أن يغيب عن باله التحذير من استمرار الحصار الجوي والبحري على لبنان، والتهديد بخطوات تصعيدية، محملاً المجتمع الدولي وتحديداً الولايات المتحدة مسؤولية خاصة على هذا الصعيد، لا سيما ان لبنان يتجاوب مع القرار الدولي 1701 ويلتزم بكامل بنوده.

وإذ يتمايز بري في خطابه عن حليفه laquo;حزب اللهraquo; في موقفه من الحكومة التي تتعرض باستمرار الى حملات من النواب المنتمين الى laquo;كتلة الوفاء للمقاومةraquo;، فإنه يلتقي بطريقة أو أخرى مع تأكيد السنيورة في مؤتمره الصحافي امس ان الحكومة laquo;باقية ولا استقالة ولا تغييراً ما دامت تتمتع بثقة المجلس النيابي، وليرتح كل الذين ينادون بغير هذا الأمر، وليخيّطوا بغير مسلةraquo;.

واعتبرت مصادر وزارية كلام السنيورة عن بقاء الحكومة بمثابة رد غير مباشر على الدعوة التي أطلقها اخيراً الأمين العام لـ laquo;حزب اللهraquo; السيد حسن نصرالله لتشكيل حكومة وحدة وطنية.

وأبلغت المصادر ذاتها laquo;الحياةraquo; انها تتفهم الأسباب والظروف التي أملت على السيد نصر الله مطالبته بحكومة جديدة، خصوصاً لجهة مكافأة شريكه في ورقة التفاهم، رئيس laquo;تكتل التغيير والإصلاحraquo; العماد ميشال عون، على مواقفه المتضامنة مع الحزب طوال فترة العدوان الاسرائيلي. وأضافت أنها ما زالت تتعامل مع دعوة نصرالله من باب رغبة الحزب في مسايرة حليفه laquo;التيار الوطني الحرraquo; بالتالي فهي تنظر اليها باعتبارها دعوة الى التغيير الوزاري بالتي هي أحسن، من دون ان يذهب الحزب الى افتعال ازمة وزارية من خلال مبادرته الى سحب وزيريه (محمد فنيش وطراد حمادة) من الحكومة... خصوصاً ان بري، وحتى إشعار آخر، لا يجاريه في أي موقف قد يترتب عليه laquo;تطييرraquo; الحكومة في هذه الظروف، خوفاً من جر البلد الى فوضى بسبب وجود صعوبة امام التفاهم على تركيبة الحكومة الجديدة.

لذلك، تعتقد المصادر ذاتها بأن الحزب أراد من خلال دعوته الى التغيير الوزاري، تسجيل موقف اعتراضي يتجاوز الحكومة الى القوى الداعمة لها، تحديداً رئيس laquo;كتلة المستقبلraquo; النيابية سعد الحريري الذي تمر علاقته بالسيد نصرالله في حال من الفتور، بعدما كان تواصله مع الحزب انقطع أواخر الأسبوع الأول من العدوان.

وفي القدس المحتلة، أخفق الأمين العام للأمم المتحدة الذي يصل الى دمشق اليوم من عما، في تحقيق اختراق للموقف الاسرائيلي واقناع المسؤولين الإسرائيبليين، وفي طليعتهم رئيس الوزراء ايهود اولمرت، برفع الحصار الجوي والبحري عن لبنان والانسحاب من اراضيه، حتى بعد اكتمال نشر ما يصل الى خمسة آلاف جندي دولي في نطاق laquo;يونيفيلraquo;. واشترط اولمرت ووزيرة الخارجية تسيبي ليفني laquo;التطبيق الكامل لبنود القرار الدولي 1701 واطلاق سراح الجنديين الاسرائيليينraquo; مقدمة لرفع الحصار، ولمحا الى ان الحكومة laquo;تعطي عقد اتفاق سلام مع لبنان اهمية اكبر من مسألة رفع الحصارraquo; ويرون ان laquo;الفرصة سانحة الآن لذلكraquo;.

ويعول انان في نجاح مهمته على محادثات دمشق حيث laquo;سيناقش مع كبار المسؤولين فيها امكانات المساهمة في الحل اللبنانيraquo; قبل الانتقال الى طهران السبت حيث سيُثير مع القيادة الايرانية laquo;المسألة اللبنانيةraquo; على اعتبار ان laquo;علاقات خاصةraquo; تربط طهران مع laquo;حزب اللهraquo;.

ورأى الرئيس السوري، في مؤتمر صحافي مشترك مع الرئيس الفنزويلي هوغو شافيز الذي يزور سورية ان laquo;القرارات الاخيرة لمجلس الامن الدولي حول قضايا الشرق الاوسط ... اصبحت تدخلاً في الشؤون الداخلية للدول... وهي نتيجة هيمنة الولايات المتحدةraquo;. واضاف: laquo;اذا استمر دور المجلس بهذه الطريقة فالأمور لا تدعو الى التفاؤل على الاطلاق، وربما يؤدي هذا الشيء الى المزيد من الفوضى والمزيد من الدماءraquo; قائلاً laquo;ويصبح السلام أبعد منالاً بكثير عن منطقتناraquo;.

واعطى الاسد مثالاً القرار 1680 الصادر العام 2006 الذي يطلب خصوصا اقامة علاقات ديبلوماسية بين سورية ولبنان وتحديد الحدود بين البلدين. قال ان هذا الامر laquo;هو من سيادةraquo; الدول.

في موازاة ذلك، ذكرت وكالة الانباء الايطالية أن وزير الخارجية الايطالي ماسيمو داليما قال ان المجتمع الدولي laquo;لن يقف مكتوف اليدينraquo; اذا أرسلت سورية أسلحة الى لبنان. واضافت الوكالة أن داليما قال في مقابلة اذاعية: laquo;في سورية يجب ان يعرفوا أيضا أنه اذا وصلت أسلحة من سورية... فسيعرف المجتمع الدولي بها ولن يقف مكتوف اليدينraquo;.

وفي باريس، استقبل الرئيس الفرنسي جاك شيراك أمس قائد laquo;يونيفيلraquo; الجنرال آلان بيلغريني الذي سيستمر في قيادة القوة حتى شباط (فبراير) 2007. ويأتي اللقاء في وقت يثور جدل في أوساط فرنسية يتناول عدم وجود تغطية جوية للقوة الدولية في لبنان. وحذر مراقبون من أن منطقة وجود القوة قد تكون مهددة بقصف إسرائيلي، لا سيما أن الفصل السادس من ميثاق الأمم المتحدة الذي يستند اليه القرار 1701، لا يحظر تحليق الطيران الحربي.

وأعلنت الحكومة الفرنسية أمس أن رئيسها دومينيك دو فيلبان سيلتقي نظيره الإيطالي رومانو برودي في روما غداً، للبحث في laquo;الوضع في الشرق الأوسطraquo;، فيما أكدت ألمانيا أنها لا تزال تأمل في تعاون سورية، للمساعدة في حل الأزمة اللبنانية