المعارض السوري دعا مواطنيه إلى مواجهةأنفسهم وأخطائهم قبل مواجهة العدو



السياسة


أكد المعارض السوري البارز عبدالمجيد منجونة أن النظام يعتبر أن الشعب ليس أهلاً للديمقراطية, مشيراً إلى أن raquo;قانون الأحزابlaquo; سيكون مصاباً بالمنغوليا مباشرة لأنه سيصدر على المقاس الخاص للسلطة.
وتساءل منجونة في حوار مع موقع raquo;اللقاء الديمقراطي السوريlaquo; وتنشره raquo;السياسةlaquo; لماذا يخاف حزب raquo;البعثlaquo; من المعارضة وعدد منتسبه تجاوز المليونين? ولماذا لم تكتشف مساوئ عبدالحليم خدام إلا عندماخرج وبدأ يتحدث ويتبارى أعضاء مجلس الشعب في حالة هستيرية في الهجوم عليه وكأنهم لم يكونوا يعلموا شيئاً عنه?, لافتاً إلى أن هناك المئات من عبدالحليم خدام في السلطة من دون محاسبة.

وتطرق منجونة إلى الوضع اللبناني قائلاً أعتقد أن الساحة اللبنانية تتسع لكل من له مصلحة فيها ولاتستطيع إغفال وجهها عمن له مصلحة في الدخول إليها, ولماذا يقبل لبنان التدخل الأميركي والفرنسي ويرفض التدخل الآخر علماً أن التدخل الأميركي على الأقل يخدم المخطط الإسرائيلي, مضيفاً أن المصلحة السورية بنظر القوميين العرب أكبر من أي مصلحة أخرى من ناحية تسوية الأوضاع مع لبنان وتنقية الأجواء وبالتالي مطلوب الآن من سورية أن تعطي أكثر من أن تأخذ من لبنان.
وعرج منجونة الذي كان وزيراً ونائباً في سبعينات القرن الماضي على مسألة الجولان مستذكراً اعتراف الرئيس الراحل حافظ الأسد بستراتيجية السلام وأن موضوع الحرب ليس وارداً في هذه الستراتيجية متسائلاً لماذا لم تقم مظاهرة في الجولان أثناء الحرب على لبنان كما تقوم أي مظاهرة في عيد الجلاء.

منجونة شن كغيره من المعارضين السوريين هجوماً لاذعاً على النظام والقمع والفساد واصفاً الدولة بالمزرعة السائبة التي تسرق وتنهب على مرأى القانون والجهاز القضائي الذي أصبح تابعاً للسلطة والحزب.

وفيما يلي نص الحوار:

هل الحرب كانت على لبنان أم في لبنان?

- بتصوري الأمر لا يقاس بهذا الشكل, ولكي أستطيع تحديد أن الحرب في لبنان أم على لبنان يجب أن أبحث في النتائج والدوافع بمجملها.
حتى لا أفصل كثيراً, أنا أرى أن العدوان الصهيوني كان حرباً على لبنان مقصودة ومخطط لها , وبالتالي حرباً في لبنان لأن كان المقصود فيها لبنان, لبنان المقاومة ولبنان الصيغة الديمقراطية القائمة على التعددية والتآلف والتوافق الوطني الذي كان في لبنان قديماً ولا زال قائماً رغم بعض الثغرات, ويشكل كصيغة لبنانية نموذج لكيفية تعايش الرأي والرأي الآخر وكيف يتعاونان من أجل مصلحة الوطن.

هل يحقق حسن نصر الله ما عجز عنه عبد الناصر ويغرق اليهود في البحر الميت? ألم ينته الوجود السوري في لبنان, فمن يحرك البيادق هناك, وهل ما يجري في لبنان يبرهن على عودة قوية للهيمنة السورية-الإيرانية على مفاصل القرار اللبناني?

- لا يمكن قياس واقع تاريخي على واقع تاريخي آخر إلا إذا تماثلت الظروف, وتماثلت القدرات والإمكانيات , جمال عبد الناصر كان يقود حروب دولة في مواجهة دولة وفي ظروف مختلفة كلياً عن الظروف الراهنة, والحرب النظامية لها معطياتها ونتائجها المختلفة عن الحرب غير النظامية بين مقاومة وجيش نظامي, لذلك أرى أن القياس يظلم أحد الطرفين, لذا يجب القول هل حقق raquo;حزب اللهlaquo; انتصاراً في هذه المرحلة على المستويات العسكرية والسياسية أم لم يحقق? ولماذا لم يتحقق إذا كان انتصارا كما كان يجب أن يتحقق في زمن عبد الناصر?

أرى أن ما حدث خلال 33 يوماً من الحرب كان بنتائجه انتصاراً بكل معنى الكلمة عسكرياً ومعنوياً وسياسياً, والدور الذي مارسه حسن نصر الله كان دوراً ناجحاً على المستوى السياسي بشكل جيد, من هنا تكاملت المعطيات في الساحة اللبنانية وضمن إطار اللبنانيين الذي أتحدث عنه الآن, أما بالنسبة لعبد الناصر أقدم نموذجاً: ما جرى في حرب 1956م ( العدوان الثلاثي على مصر), عبد الناصر عسكرياً لم يحقق شيئاً لكنه سياسياً حقق غلبة هائلة على قوى العدوان بحيث أسقط رئيس وزراء بريطانيا, وأسقط رئيس وزراء فرنسا وأفل نجم بن غوريون في ذلك الوقت وأصبح عبد الناصر قائد الأمة, سلم له الجميع ليس بقدرته العسكرية لأنها انكشفت كما نعرف لكن بالدور السياسي الذي أداه قبل المعركة وخلالها وبعدها, من هنا يمكن القول إن raquo;حزب اللهlaquo; حقق انتصاراً عسكرياً وسياسياً بشكل متميز, وهناك تحقق انتصار سياسي كبير بآثاره وأكبر بكثير من الذي تحقق في لبنان حديثاً لأنه أثر على المنطقة والعالم كله, وفي حرب العدوان الثلاثي أصبح الصمود الذي قدمه عبد الناصر نموذج يحتذى في العالم حيث إن غيفارا جاء إلى القاهرة ليتعلم من عبد الناصر كيف يمكن مقاتلة قوى الامبريالية والطغيان, من هنا أجد أن المقاومة تصبح مقبولة.

ألم ينته الوجود السوري في لبنان, فمن يحرك البيادق هناك, وهل ما يجري في لبنان يبرهن على عودة قوية للهيمنة السورية-الإيرانية على مفاصل القرار اللبناني?
- أعتقد أن 29 سنة من الوجود السوري في لبنان كان من المفترض أن تكون نتائجه أكبر وإيجابية أكثر بكثير مما حدث, بتصوري أن الأخطاء التي ارتكبت في لبنان وخاصة إيكال لبنان إلى أجهزة الأمن وعدم وضعها في أيدي السياسيين أدى إلى ممارسات لا يقبلها أي إنسان في لبنان ما خلق ردة فعل وأذكر أنه في طرابلس كانت المظاهرات تطالب بالتوحد مع سورية وكانت تأتي مظاهرة تضم آلاف مؤلفة من البيروتيين والصيداويين إلى دمشق في سنوات(1958-1959-1960-1961), كانت تطالب بالوحدة من مختلف الفئات رغم أن الجيش المصري لم يدخل لبنان.

أين هذا الالتفاف الجماهيري حول دور دمشق الآن, المقارنة أعتقد أنها تعطي أبعاداً كبيرة جداً و مؤسفة جداً بالنسبة للنتائج, أنا قلت إن التجديد للرئيس أميل لحود لم يكن موفقاً و لم يكن مطلوباً أن يتدخل رئيس الجمهورية السورية للضغط من أجل التمديد له, وبعد 29 سنة إذا لم يكن سوى إميل لحود ضمانة فالمصيبة هنا.. لماذا لم تخلق اطر و هيئات لبنانية تناصر الخط السياسي السوري و كان مختصراً كضمانة أن إميل لحود هو الضمانة, لماذا?.

كان هناك كثير من الشخصيات موجودة ومن الدخول في مسألة التمديد و تعديل الدستور دون أعطاء سلاح للمتربصين في لبنان ضد العروبة وضد أي اتجاه و لقاء التوحد مع العروبة.
هناك تدخل إيراني و سوري من دفع رئيس الوزراء اللبناني فؤاد السنيورة لكي يستنكر التدخل خارج الحدود المقبولة لوزير الخارجية الإيراني, لكن بنفس الوقت أقول من يرفض التدخل السوري والإيراني عليه أن يرفض التدخل الأميركي والفرنسي, أم القبول بتدخل أميركي وفرنسي ورفض تدخل الجار السوري- رغم كل الآلام- والتدخل الإقليمي الإيراني, هنا يطرح السؤال نفسه لماذا يقبل التدخل الأميركي و الفرنسي ويرفض التدخل الآخر علماً أن التدخل الأميركي على الأقل يخدم المخطط الإسرائيلي هذه نقطة و النقطة الأخرى هل عاد الوجود السوري أم لا?

أعتقد الساحة اللبنانية تتسع لكل من له مصلحة فيها ولا تستطيع الساحة اللبنانية إغفال وجهها عمن له مصلحة في الدخول إليها

هل يمكن اعتبار ما يجري في لبنان في صالح التحولات الديمقراطية في سورية ولبنان معا?

- على ما يبدو أن النظام السوري أصلب من أن يتأثر بأي تحولات أو تغيرات في المنطقة, لأن مبدأه المتخشب إلى درجة أنه غير قابل للتغيير و التبديل الذاتي لأوضاعه و عمارته و هيكلته السياسية القائمة, لكن أقول إنه راض عما أقامه السلف (حافظ الأسد) الذي ما زال يحكمنا حتى الآن وبالتالي لا يقبل أي تغيير فيه, وبالعكس في الفترة الأخيرة صار هناك نكوص عن بعض لمسات الانفراج هنا وهناك بحيث باتت الاعتقالات تتم بناء على رأي معين أو على موقف معين والتضييق على المعارضة وأشخاصها والمراقبة العلنية لأشخاص المعارضة أمام بيوتها ومحلاتها والتهجم على البعض منها والعزل نهائياً عن أي نشاط وطني ممكن أن تشارك في معرض أو معارضة, والحظر على أي نشاط يمكن أن تقوم فيه.
كل هذه المعطيات تضع أمامك صورة أن هذا النظام لا يمكن أن يتغير بذاته وإن كان القول: إن الظروف الخطيرة التي تحيط بسورية تستدعي لأي ذي عقل يفكر أن يقف أمام نفسه قبل أن يقف أمام العدو ويقوم بنوع من المراجعة ويتساءل أين توجد الثغرة, أين يوجد الخطأ?

يحاول تعديلها, إلا أننا ليس لدينا الوقت للمراجعة, كما يبدو قيادتنا مشغولة بأشياء و تقول ليس لدينا الوقت لمراجعتها.

سورية وإيران.. من يستخدم من? وما هي أوراق سورية اليوم?

- بين الدول لا أحد يستخدم أحد, هناك دوائر مصلحة لكل دولة تلتقي هذه الدوائر مع بعضها البعض و تشكل قوساً مشتركاً وتتباعد فتشكل قوساً متباعداً, هناك مصلحة تلتقي مع مصلحة وبالتالي هناك مصلحتين سورية وإيرانية, قد تكون المصالح الإيرانية أكبر ولها مرتكزات أكثر, دعنا نقول مبررات أكثر من المصلحة السورية المباشرة, ألا نبقى بنظرنا كقوميين عرب نجد أن المصلحة السورية أكبر من أي مصلحة أخرى من ناحية تسوية الأوضاع مع لبنان وتنقية الأجواء معه, وبالتالي المسؤولية الدائمة لسورية والدور التاريخي لسورية فرض عليها دور أن تعطي أكثر مما تأخذ وبالتالي مطلوب الآن من سورية أن تعطي أكثر بكثير من أن تأخذ من لبنان, على الأقل للحفاظ على ما يمكن تسميته نصراً ما حققته المقاومة سياسياً وعسكرياً وعدم دفع الأمور للانشغال الداخلي والتقاتل الداخلي.

كيف تقرأ الضغوط التي تواجهها سورية اليوم? وهل ستؤدي لتغيير النظام بالمطلق أم تغيير سلوكه فقط?

- أعتقد أن الضغوط لم تعط نتائج مباشرة, هناك شيء لا بد من تقديمه وهي مسألة الجولان, حافظ الأسد أعترف مراراً بستراتيجية السلام, أي أن موضوع الحرب ليس وارداً في هذه الستراتيجية وهذا بمعناه الحقيقي أنه لا مانع لدينا إعطاء إسرائيل ما تطلب بمقابل إعطائنا ما نطلبه هذا كعنوان, تعثرت في ظروف سابقة معينة بشأن الاتفاقيات لأسباب عديدة لا مجال لشرحها الآن.. أما الآن في خطاب الرئيس بشار الأسد لا يزال الحديث عن ستراتيجية السلام ومازال الحديث يقول ستراتيجية السلام ليست أحادية الجانب وإنما يمكن اللجوء إلى أساليب أخرى والمقاومة فكر وليست حرب فقط من هنا أقول مازال التوجه العام للنظام في سورية, العمل على تسوية الأمر مع الكيان الصهيوني وحل مسألة الجولان, ومنذ زمن رئيس المستوطنين الإسرائيليين في الجولان أدلى بتصريح raquo;خلال حكم حافظ الأسدlaquo;: ليس لدي مانع سواء كان فوقي علم سوري أم علم إسرائيلي مادمت أنا أعمل وموجود في أرض فليس هناك فرق وهناك قوانين سائدة, هل هذا القول في ذلك الوقت يعني بقاء المستوطنات في الجولان وبقاءها تحت السيادة السورية وخاصة أن الجولان سيكون منطقة معزولة السلاح وغيرها من الشروط التي تسربت عن المفاوضات التي كانت تجري في ذلك الوقت.

ما تفسيرك لعدم فتح جبهة الجولان والتملص من ترسيم الحدود وجنسية شبعا بينما يحارب النظام إسرائيل في جنوب لبنان, أليس الجولان أقرب وأجدى?

- أنا من الناس الذين طالبوا بفتح مقاومة من الجولان وذلك في مؤتمر نقابة المحامين السوريين قبل الحرب على لبنان وقلت إن الرئيس دائماً ينادي بالمقاومة ويقول ندعم المقاومة في فلسطين والمقاومة في لبنان ولكن أين المقاومة في الجولان?

طالما أن تحرير الأراضي لا يتم إلا عن طريق المقاومة فلماذا لا نلجأ إلى المقاومة في الجولان? حقيقة الأمر بتصوري أكبر من الطاقة والإمكانية الموجودة والمسألة كما أتصور لا تستدعي وفق وجهة نظر سورية أن تتدخل عسكرياً فلماذا لم تقم مظاهرة في الجولان أثناء الحرب على لبنان مثلاً هذه ملاحظة, ألا تقوم أي كما كانوا يقومون في عيد الجلاء واحتلال الجولان ولماذا لم تتحرك أي مظاهرة هناك, أتساءل لماذا?

على الأقل لكي تقول أجهزة الإعلام أن أهالي الجولان قاموا بمظاهرة, بتصوري أن النظام أختار مسألة الانتظار ولم ينتقل إلى مرحلة المشاركة لأنه قد وجد نفسه لا يملك القدرة على المشاركة والاستمرار إذا يكون الوضع كما في يونيو عام 1967م أو حرب أكتوبر عام ,1973 أتقدم ثم أرجع وأرجع وأرجع عن أراضي جديدة فهذا غير مقبول ومشكلة حقيقة.
أما بشأن ترسيم الحدود مع لبنان ومسألة مزارع شبعا فرأيي أن موقف النظام غير مبرر ويجب أن نقف مع لبنان في هذه الظروف لا أن نقف أمامه, تم منذ فترة ليست ببعيدة عملية إلقاء القبض على صيادين لبنانيين يصطادون في المياه الإقليمية لسورية وأتساءل منذ متى كان هناك مياه إقليمية بين سورية ولبنان?

إنها المرة الثانية التي يتم فيها مثل هذا الأمر, النظام السوري يمارس على أرض الواقع حدود مياه إقليمية وحدود برية ويقول يجب أن نُرسم الحدود لكي تحل مسألة مزارع شبعا, وقد أدلى وزير الخارجية السوري وليد المعلم مرات عدة أن مزارع شبعا لبنانية, وفي لبنان يطالبون فقط بموقف, حددوا لنا موقف وقولوا لنا أن مزارع شبعا لبنانية لكي نقبل, هذا الموقف غير موضوعي ويقرأ الواقع المتموج في المنطقة, ومن الخطأ الفادح ارتكاب أعمال تزيد الهوة بيننا وبين الشعب في لبنان وليس النخبة الحاكمة, أنا لا أراهن على التصريحات أراهن على الشعب, حينما توقف الشاحنات على الحدود أيام عديدة محملة بالخضار والفواكه والمواد وأغلب المواد لسورية, لكن أن تعطل السيارات من اجل مبرر يقال أمني وأتساءل قبل نهار لم يكن هناك أمن وبعدها هناك أمن هذا غير مقبول, واعتقال الصيادين الذين اجتازوا المياه الإقليمية غير مبرر.

ما قراءتك للأيام المقبلة مستقبل المنطقة لشرق أوسط كبير أو واسع أو جديد?

- المنطقة مقبلة على حالة تفتقد إلى التوازن هناك قوة هاجمة تريد انجاز خلال فترة زمنية معينة مخططات عديدة في المنطقة خاصة وأن الأمة العربية قلب العالم الإسلامي إضافة لموقعها الجغرافي وثرواتها, هناك ثلاث حلقات فهذه المنطقة رسم لها مخططات سميت من قبل الشرق الأوسط الكبير وبعد احتلال العراق وأفغانستان سميت الشرق الأوسط الجديد هناك أقوال كثيرة تقول إن هناك مؤتمراً للسلام قادم, مدريد (2) أو واشنطن(1), لا أعرف ماهي مسميات الأرقام, وأن ما يجري في فلسطين الآن والتحول الذي جرى لmacr; raquo;حماسlaquo; بقبولها بميثاق الأسرى ثم إعلانها أخيراً وقف إطلاق الصواريخ.

ومطالبتها بإخراج السجناء والوزراء ومجلس النواب والدعوة لإقامة حكومة وطنية كل هذه الأمور تحولات تجري في فلسطين تعطي مؤشرات ومعطيات لما هو قادم.
ثانياً: المسألة في العراق لا بد أن تخرج من إطارها الراهن والإطار الراهن هو تكريس الانفصال, أميركا دخلت العراق وفي تصورها أن الأمور ستكون سهلة وتبقي على العراق, الآن الأمر مختلف وتتحول المعركة إلى معركة طائفية يوم بعد يوم فبدل القتال والنضال ضد الاحتلال الأميركي أصبح القتال فيما بينها وهذه تلعب فيه المخابرات البريطانية والمخابرات الأميركية, وكما نعرف تم ضبط عدد من عناصر بريطانيين يرتدون الزى العربي ومعهم أسلحة متفجرات ويتكلمون العربية وقاموا بمهاجمة مخفر شرطة ثم تم إخراجهم من قبل القوات البريطانية, كذلك الأميركان تم ضبطهم.

المخطط بالنسبة للعراق خطير رغم كل المساعي من الواعين وإعادة الأمور إلى نصابها, لكن الآن على سبيل المثال كردستان أخذت وضعها والآن عبد العزيز الحكيم يطالب باستقلال إقليم الشيعة ومن هنا الخطورة, يا ترى هذا الذي يجري في العراق هل هو مقدمة لما يجري في المنطقة, هناك صحيفة أميركية نشرت خارطة الشرق الأوسط الجديد, حيث أخذت أراضي من سورية للأردن وأراضي من العراق لكردستان الكبرى.

ولكن هذا هل يمكن أن يتحقق? برأيي ليس له من فرصة أن يتحقق إلا إذا استمرت الحالة الآن اللامتوازنة, هناك أميركا والصهيونية تدعمها أوربا وعلى رأسها بريطانيا لتنفيذ هذا المخطط.

هناك عدم توازن في المنطقة حيث لا يوجد وزن في المنطقة العربية أي ليس هناك كتلة تستطيع الوقوف في وجه المخطط الأميركي الصهيوني والقول أنا أريد هكذا فكما يقول حسنين هيكل أن وزراء الخارجية العرب اجتمعوا بموافقة إسرائيل, فما الذي نريده أكثر من هذه المهانة والذل?

وكما يقول الناس جميعاً عوض أن تقف مع المقاومة كائنة من كانت وقفت في وجه هجمة مرتبة مسبقاً أن تأتي وتضعف المقاومة معنوياً وذلك من خلال وقوف أنظمة عربية ضدها, فمثلاً انكشف أن الملك حسين يقبض من أميركا 9 مليون دولار مقابل نقل أخبار الاجتماعات العربية والاجتماعات الأخرى, فيا للعجب كم واحد يقبض الآن ويوصل كل الإخبار ويتلقى التعليمات.

برأيك ما المطلوب من سورية كسلطة ومعارضة لإحداث التغيير دون إرهاصات تتبعها خسائر كارثية?

- هناك معارضة قدمت مبادرات عديدة من أجل البحث المشترك للخروج بسورية مما تعانيه سواء أقر الجميع أو لم يقر أن هناك أزمات متحكمة بالوضع السوري, وأن هذه الأزمات ليست في طريق الحل وعلى رأسها الفساد والعمارة السياسية القائمة التي لا بد من إعادة النظر فيها, وفي زيل القائمة الغلاء وتدني المداخيل للمواطن السوري, إذا كان هناك ثمة ترتيب وكلهم سواسية أي كلهم في خندق واحد, هذه المبادرات للمشاركة في إيجاد حل إلا أن النظام لم يستجب, بل كما تحدثنا سابقاً أغلق كل ما قد فتح من منافذ سواء من مبادرات المعارضة أو حتى من سكوت النظام عن هذه المبادرة.

وأصبح القانون سلاحاً في يد السلطة وحينما يصبح الجهاز القضائي جهازاً تابعاً للسلطة والحزب تلتغي حياديته ونزاهته, وبالتالي يصبح أداة في يد سلطة القمع والاستبداد عوضاً عن أن يكون مؤسسة لإنصاف الناس ولتحقيق العدالة, من هنا بدأت السلطة تحيل كل من يتوقف لديها للقضاء وهي مرتاحة إلى أن مؤسسة القضاء هي ملتزمة بجانب السلطة التنفيذية أكثر مما هي ملتزمة للقانون وآخر ظاهرة على ذلك حتى لا يناقش أحد ويقول هذا ظلم هي: أن المحامي العام في دمشق يدخل في مفاوضات مع الموقوفين قضائياً من أجل إصدار تصريح يستنكروا فيه اعلان دمشق - بيروت, وإعلان بيروت- دمشق, عوضاً عن أجهزة الأمن, وبالتالي هذه صورة تعطيك مؤشر على دور السلطة القضائية في سورية.

أجمعت مختلف فصائل المعارضة على التغيير الديمقراطي السلمي, ما الذي يعيق توحيد ممارساتها ميدانيا وفشلت أغلب محاولات لم الشمل في مؤتمر وطني عام يضم الجميع?
- المعارضة كلها تطالب بالتغيير السلمي التدرجي حتى يستوعب الناس ذلك, لأن الناس في سورية حسب رأي السلطة ليسوا أهلاً للديمقراطية, ونحن نقول للسلطة سنجعل التغيير تدرجي ونمشي خطوة وراء خطوة, تراكماً لنصل إلى العمارة الصحيحة السياسية التي تجسد إرادة المواطن في شؤون بلده وفي سياسة بلده.

المشكلة عند السلطان وابنته, حزب البعث في مؤتمره العاشر أكد وثبت المادة الثامنة من الدستور(حزب البعث العربي الاشتراكي قائد للدولة والمجتمع) وأي شيء يمكن أن يخرج تحت ظل هذه المادة لا يمكن أن يكون فيه ولو هامشاً للديمقراطية, حتى قانون الأحزاب سيكون مصاب بالمنغوليا مباشرة لأنه سيصدر على المقياس الخاص للسلطة, كما صدر قانون المطبوعات رقم 50 الذي لم يعط صاحب المطبوعة الحق في الطعن في قرار إلغاء مطبوعته ولم يعطي أي مرجع لأي احتجاج, أما في القانون السابق له إذا ألغيت المطبوعة يحق لصاحبها الطعن بقرار الإلغاء.

فإذا صدر قانون الأحزاب سيقال فيه: الالتزام بقرارات حزب البعث ومؤتمراته, فما هذا القانون وماذا تعني الأحزاب? أرى قانون الأحزاب شوربة.

أما بالنسبة لعقد مؤتمر وطني فقد تولى أخونا الأستاذ حسن عبد العظيم الأمين العام للحزب بمبادرة وطنية منه بالدعوة إلى مؤتمر وطني من قبل بشار الأسد وكرر هذه الدعوة مرات عديدة إلا أن السلطة لم ولن تريد أن تسمع بها, وعبد الحليم خدام قبل أن يعصي النظام كانت له مقابلة مع الأخ حسن عبد العظيم وصار استعراض للتاريخ والماضي وكانت هناك مناقشة لأسباب ترك حزبنا للجبهة, ثم قال: طيب أرجعوا للجبهة.

نحن تركنا الجبهة لأسباب موضوعية, ثم نرجع إليها بدون تغيير يحصل فيها وفي مواد الدستور, هل نحن نلعب?.

أنا أعتقد أن النظام نتيجة الهيكلية القائمة فيه ومع ما أستقر عليه الأمر يعتقد أن هذا مريح له, لا يقبل بالتغيير لأنه يعتقد أن فتح أي ثغرة في جدران هيكليته القائمة وإعطاء منافذ للديمقراطية سيفتح عليه أبواب الشيطان ونار جهنم, فالأسلم له يكون على مبدأ (الباب الذي يأتي منه الريح أغلقه وأستريح).

في هذه المرحلة التي تعد أكثر مرحلة خطرة تمرُّ فيها سورية يجب أن تتشارك كل الأطياف والفئات في المساعدة للخروج من هذه المرحلة بأقل الخسائر, أما في البعث المعظم يعتبرون أنفسهم يحققون أعلى مستوى من الوحدة الوطنية وأعلى مستوى من المشاركة بواسطة الرابوت الموضوع حولهم بالجبهة والذين يتحركون بواسطة أزرار السلطة.
النظام مقنع نفسه أن هذا هو نموذج الوحدة الوطنية الراسخة والقوية, هذه بلية الأنظمة الشمولية الديكتاتورية ليس فقط لا ترى الواقع ومتغيراته وما يستوجب هذا الواقع من ضرورات لإعادة التنظيم.

طالما أن حزب البعث يدعي أن عدد منتسبيه 2 مليون فلماذا يخاف من المعارضة ولا يعطيها حريتها وحتى حرية صحافة لها, أنا باعتقادي أن النظام يخاف من الناس حتى وهي ضعيفة وأنا أقول هذا الكلام لأن المعارضة ضعيفة لم تتحول إلى حامل جماهيري حقيقي حتى الآن, وبالتالي هي ضعيفة وهو واقع يجب أن نعترف فيه, النظام لا يقارن بها لأنه أقوى بكثير فهو لديه الجيش وأجهزة الأمن ولديه الحزب ولديه الشبيبة المطواعة (الشباب المتطوعة كعناصر أمنية).

أين ترون قوة المعارضة وما مقتلها وما أماكن قوتها وماذا يجمعها?

- هناك ثلاث سمات للمعارضة:

السمة الأولى : مصداقيتها مع الذات ومع الناس.
السمة الثانية: إمساكها بالخط الصحيح الوطني والقومي.
السمة الثالثة: إدراكها لمدى أهمية الديمقراطية في بناء الأوطان ونضالها من أجل هذا الأمر.

المعارضة ليس لها مطلب وليس هناك من خوف عليها إلا من عدم قدرتها للتحول لحامل شعبي حقيقي لمطالبيها في الديمقراطية والحرية والعدالة ومكافحة الفساد وإقامة سياسة عربية حقيقية تبحث عن مصلحة الوطن وليس عن مصلحة النظام.
ومقتلها الآن أنها لم تتحول إلى حامل شعبي ويجب أن تكرس كل ما لديها من قوة لكي تصل إلى كل الناس ببرامجها وشعاراتها المتواضعة من أجل أن تلتقي بالناس إلى مواقف متقدمة مازال شعبنا يحيا حياة الخوف وكل منا في داخله رقيب كبير بحيث يحاسبه قبل أن يقدم على أي تصرف.

كيف ستستطيع المعارضة نشر ثقافة مضادة لثقافة الخوف?

- بتصوري استمرار الحال من المحال والتغيير لا بد أن يأتي قد يطول زمنه لضعف أدواته لكن لا بد أن يأتي, قلت أن ميزات المعارضة كما الآتي: يجب أن تكون المعارضة رأس حربة السعي للتغيير, و أقصد برأس الحربة أن تكون في مواقع الصف الأول لما تقتضيه مصلحة الوطن ومصلحة المواطن, الإنسان أغلى شيء في الدنيا والوطن أغلى شيء بالنسبة للإنسان ولذلك كل ما يقدم من أجله من تضحية تهون أمام تحقيق استقرار وأمن الوطن وأمن وأمان ورفاهية المواطن, وبالتالي على المعارضة أن تتحمل مسؤوليتها في مواجهة قضايا الوطن وأن تكون في الصفوف الأولى, أي أن تقدم نفسها كنموذج للمواجهة مادامت أغراضها ليست ذاتية وليست مصلحية, أغراضها من أجل الوطن والمواطن, وأعتقد النموذج الذي تم في مارس ,2006 نموذج الاحتجاج والاعتصام من أجل قانون الطوارئ والأحكام العرفية رغم أن العدد كان قليل , لكن وجدت تعابير كبيرة موجودة فيه ورغم مواجهة السلطة بأساليب لا يقبلها لا المنطق ولا العقل وزجها الطلاب(إن كانوا طلاب بالأصل) في مواجهة هذا العمل, أعتقد أنه نموذج لا بد أن يتكرر لا نملك سوى الجماهير والقدرة على التعبير عن مصالح الجماهير وقدرتنا على إقناع الجماهير بغية الوصول إلى إرادتها وقوتها ومشاركتها معنا في معركة التغيير السلمي التدرجي.

نحن ليس لدينا مصلحة ولا نقبل إطلاقاً أن نشغل الدولة في معارك داخلية في الوقت الذي تتعرض فيه لما تتعرض له, ولكن نطالب أن يكون لنا مكان في خندق المواجهة وأن تلتغي عقلية الإقصاء والإلغاء, وأن يكون هناك إقرار أن هناك وطنيين غيرنا وغيرهم موجودين في هذا البلد هذا الذي نريده, فعلينا واجب وحق مواجهة الخطر الخارجي وما يمكن أن يتعرض له الوطن.

ما إمكانية التوفيق بين أجندة السلطة والمعارضة للسير في إصلاح حقيقي بوتائر متسارعة وما هي عوائق وجود مثل هذا الوفاق طالما الكل ينادي بالإصلاح?

- اولاً: ليس لدى السلطة أجندة لتحقيق الإصلاح بوتائر لا مستعجلة ولا بطيئة, وكان خطاب الرئيس بشار الأسد واضحاً, لا الإصلاح الاقتصادي ولا الإصلاح الإداري نجح لأن أدواتنا عاجزة عن تحقيقهم, وذلك في خطاب رسمي وبالتالي الالتفاف حول ضرورة وأولوية الإصلاح السياسي هو التعرض لممارسة الدور الحقيقي, ولكي تستطيع أن تغير اقتصادياً وإدارياً وثقافياً واجتماعياً يجب أن تغير الهيكلية السياسية القائمة أي أن يكون لكل مواطن كفء الحق في أخذ مكان في هذا الوطن لا أن تكون مقتصرة على فئة معينة, وتم سرقة الدولة لحسابهم وجعلها مزرعة لهم, ولكن السؤال هناك أناس قادرين لماذا لا تعطونهم الفرصة للمساهمة? لذلك ليس هناك أجندة.