الخميس: 2006.09.14
أكد أن الفتنة مشروع مدمر تقوده المخابرات المعادية
بيروتـ الخليج
أكد الأمين العام ل ldquo;حزب اللهrdquo; السيد حسن نصرالله أن الحزب ليس نادماً ولا آسفاً على عملية خطف الجنديين ldquo;الإسرائيليينrdquo;، وقال إن التصريحات السابقة التي أدلى بها وفهم منها ندمه على تلك العملية جرى تحويرها، كما أكد أيضا أن نتائج الحرب الأخيرة بين الحزب وrdquo;إسرائيلrdquo; مثلت انتصاراً واضحاً لصالح الحزب، باعتراف ldquo;الإسرائيليينrdquo; أنفسهم. كما ذكر أن الحزب لم يخسر علاقاته العربية نتيجة تلك الحرب، مضيفا أنه تلقى دعوة لزيارة السعودية قبل تلك الحرب بشهر.
ونقل نصر الله عن وزيرة الخارجية الأمريكية كوندوليزا رايس قولها لأركان ldquo;لقاء 14 آذارrdquo; إن ldquo;حزب اللهrdquo; سيقضى عليه، وإن من يتبقى من أركانه سيزج بهم في السجون، وقال ldquo;ثم تراجعت الطموحات إلى حدود المطالبة بإبعاد ldquo;حزب اللهrdquo; عن الحدود اللبنانية مع فلسطين المحتلةrdquo;. وأضاف نصر الله في الجزء الثاني من مقابلته مع قناة ldquo;الجزيرةrdquo; الفضائية القطرية مساء أمس إن هذا الأمر لم يتحقق أيضاً، وكل ما حصل هو إلغاء ldquo;حزب اللهrdquo; لبعض المواقع العلنية في المناطق الحدودية، من دون أن يعني ذلك إلغاء وجود المقاومة التي لا يزال أفرادها متواجدين بحكم كونهم أبناء البلدات والقرى الجنوبية، ولا يستطيع أحد منعهم من ذلك.
ورد نصر الله على كلام رئيس الحكومة ldquo;الإسرائيليةrdquo; ايهود اولمرت الذي قال انه يتمشى في شمال ldquo;إسرائيلrdquo; أما السيد حسن نصر الله فهو في الملجأ، مؤكداً انه ليس موجوداً في الملجأ، وأنه لا يتجول لاعتبارات أمنية تعود إلى العام 1992 عندما اقدم الطيران ldquo;الإسرائيليrdquo; على استهداف سيارة الأمين العام السابق لrdquo;حزب اللهrdquo; السيد عباس الموسوي مع زوجته وولده القاصر.
ورداً على سؤال حول قوله إنه لو علم بأن ldquo;إسرائيلrdquo; سترد على عملية خطف الجنديين بحرب ضد لبنان لما أقدم على العملية، قال نصر الله إن ldquo;إسرائيلrdquo; كانت تحضر لحرب، بمعزل عن عملية الخطف، التي شكلت ذريعة لتقريب الموعد، مؤكداً أن الحزب ليس نادماً ولا آسفاً على عملية الخطف، بل هو يعتبرها توفيقاً إلهياً، يشكر الله عليه.وقال إن كلامه الذي أدلى به إلى محطة ldquo;نيو تي فيrdquo; حول الموضوع جرى تحويره، وهو رد على السؤال من زاوية احترامه لعقول المواطنين، وإدراكه لرغبتهم في معرفة حقيقة موقفه من الأمر، مجدداً القول إن الأسيرين غابا كلياً عن القرارات ldquo;الإسرائيليةrdquo; طيلة فترة الحرب، مما يعني ان قضيتهما لا تمثل الهدف الأساسي من وراء الحرب، التي كان معداً لها سابقاً، والتي حضرت بتنسيق ldquo;إسرائيليrdquo; وأمريكي سبق موعد العملية.
وقال إن القرار الأمريكي بسحق ldquo;حزب اللهrdquo; ونظرة البعض إليه بوصفه قدراً لا راد له، هو الذي جعل بعض الحكومات تقف موقفاً سلبياً من الحزب، وان حزب الله يتمتع بقبول ورضا الشعوب العربية والإسلامية اكثر من العديد من الحكومات. وأعرب عن استعداد ldquo;حزب اللهrdquo; لترميم علاقاته مع كل الجهات الراغبة في ذلك، وهو يريد الصداقة والمودة والتعاون مع الجميع بمعزل عما حصل، وأكد نصر الله ان قلقه كبير حيال ما يجري في فلسطين حالياً، وان الأولوية يجب أن تكون للفلسطينيين وللمعاناة اليومية التي يعيشونها،
ودعا إلى تعطيل أدوات المشروع الأمريكي للهيمنة على المنطقة والمتمثلة بالتباينات العرقية والطائفية والمذهبية، وهي مهمة مختلف الفئات بدءاً من علماء الدين مروراً بالأحزاب والشرائح الشعبية المختلفة التي تشكل الرأي العام. واصفاً المرحلة الراهنة بأنها مرحلة الفتنة التي يجدر بالجميع التصدي لها. وقال إن القلق من صراع بين السنة والشيعة يجب أن يظل قائماً لأن الهدف ldquo;الإسرائيليrdquo; الأمريكي البريطاني واضح في إثارة هذا الصراع، وأن أجهزة المخابرات المعادية تنفق مليارات الدولارات لتحقيق هذا الهدف. وأشار في هذا السياق إلى ان الحرب الأخيرة وصمود المقاومة فعلا فعلهما في التخفيف من حدة التباين، لكن ذلك لا يلغي ضرورة الاستمرار في مواجهة هذا المشروع المدمر. والمطلوب هو التأسيس على ما حصل والتقدم إلى الأمام.
وعلى الصعيد اللبناني الداخلي قال نصر الله إن الوضع اللبناني مختلف، وإنه لا يشعر بأي ذرة قلق حيال صراع طائفي أو مذهبي في لبنان، بالرغم من وجود بعض الحساسيات السياسية، لكنها لا تقف عند حدود الطوائف والمذاهب بل هي تتعداها إلى مراكز قوى داخل كل وسط مذهبي مناوئة للتوجه العام الذي تجسده الفئة المهيمنة على هذا الوسط، سواء لدى الشيعة أو لدى السنة.
وأوضح ان ldquo;حزب اللهrdquo; في ايمانه وثقافته وعاطفته ليس بوارد تحويل الاختلاف السياسي مع ldquo;تيار المستقبلrdquo; إلى صراع شيعي سني، خاصة أن الترابط وثيق مع حركات سنية في العالم العربي. وتساءل نصر الله عن سبب إقبال بعض الدول العربية والأوروبية على تسليح الجيش اللبناني الآن، بعد أن غضت النظر عن الأمر إبان فترة الاحتلال مؤكداً أن الجيش لن يكون في يوم من الأيام معادياً للشعب اللبناني.
التعليقات