مبشرا بأن الأيام الآتية ستشهد انفراجات طيبة quot;ستكون مريحة للجميعquot;


أحمد الجارالله - السياسة



في لقاء خاطف في جدة, من اجل استنارة الرأي, وتوقع ما تحمله الايام الآتية, سألت خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز عن حال واحوال الوطن العربي, وماذا ستكون عليه في المستقبل, وهل ثمة احتمال لاندلاع الحروب الطائفية والمذهبية فيه فقال: لن يحدث شيء مما قلت, سيما الحروب الطائفية والمذهبية, بل بالعكس فإن قادم الأيام سيكون افضل بالنسبة لقضايا كثيرة تشغلنا حاليا, ونعتبرها رهن المداولات العربية والدولية. وأنتهز المناسبة لأقول بأني مرتاح لما يجري في أراضي السلطة الفلسطينية هذه الأيام, وبالذات ما يتعلق بتشكيل حكومة وحدة وطنية من شتى الأطياف السياسية, لتحل مكان الحكومة الحالية التي تتشكل في معظمها من لون واحد.. تشكيل حكومة وحدة وطنية فلسطينية هو دخول في تحقيق مسار السلام في الشرق الاوسط, وهو المسار الذي اخترناه جميعا, وتقدمت المملكة لاجله بمشروع كامل, وحتى لايقال ان العرب ليسوا طلاب سلام, بل طلاب حروب, على حد ادعاء اسرائيل.

المنطقة العربية لن تشهد حروبا بين المسلمين على اي خلفية, مذهبية كانت او غير مذهبية, ولن تطغى طائفة عندنا على اخرى, فهذا امر غير وارد, على عكس ما تقوله بعض التحليلات.
عن اوضاع دول مجلس التعاون الخليجي في ظروف تحقق فوائض مالية كبيرة جراء ارتفاع اسعار النفط قال خادم الحرمين الملك عبدالله: مجلس التعاون الخليجي باق ومستمر, والمملكة, ضمن هذا التجمع الاقليمي, تعتبر الشقيقة الكبرى للدول المنضوية في عضويته.

واحب ان اقول في هذا الصدد ان اي منغصات تشوب مسيرته, وايا كان مصدرها, ومن اي جهة هبت رياحها ستجعلنا اكثر صبرا, ومن كاظمي الغيظ وذلك حرصا منا على هذا التجمع المهم, والذي نعتقد انه يعطي ثمارا جيدة لشعوب هذه المنطقة, كونه يتجه الى ربط مصالحها بشكل جيد في ظل هذه الفوائض المالية العالية والتي نعتبرها فرصة لدول المجلس كي تبني اقتصادها, وتستكمل بنيتها التحتية, وتقيم اقتصادا مترابطا يسمح باشاعة الرفاهية في سائر مجتمعات الخليج.

سنظل, كما قلت لك, نكظم غيظنا تجاه المنغصات ايا كان مصدرها من اجل اهلنا في المنطقة, خصوصا وقد بدأنا نشهد نوعا من الربط المصلحي فيما بيننا, كاتفاقاتنا الاعمارية مع الامارات بخصوص انجاز المدينة الاقتصادية, وهي اتفاقات تدلل على اتجاه لربط المصالح على اعلى مستوى, ويشمل كل دول الخليج ... سنظل نكظم غيظنا, ولن تستفزنا المنغصات من اجل ان يبقى هذا الكيان الخليجي المهم الذي يوجد هناك مع الاسف, من حاول اسقاطه وهدمه.

عن نواحي الاقتصاد داخل المملكة العربية السعودية, وآفاق العمل فيها قال خادم الحرمين الملك عبدالله بن عبدالعزيز : اننا نراجع اداء القوانين الاقتصادية النافذة من اجل تحسينه وملاءمته مع متطلبات المرحلة بحيث يكون هذا الاداء مريحا للمستثمر المحلي والاجنبي. وبواسطة مراجعة هذه القوانين فإننا نرمي الى احداث نقلة اقتصادية نوعية, اذ ستكون مرنة وسلسة بما يفترض ان تكون عليه.

عن هذا الرذاذ المتطاير ضد المملكة عبر المواقع الالكترونية على الانترنت قال خادم الحرمين الملك عبدالله بن عبدالعزيز: نحن نعرف انفسنا, ونعرف شعبنا, والفضاء اليوم مفتوح للجميع, للعقلاء وللمجانين, لكن الزبد هو الذي يذهب جفاء, وما ينفع الناس فيمكث في الارض... نعرف جيدا ان شعبنا العربي يحسن التقييم ويميز ما بين الغث والسمين, ويعرف ما الذي يبقى وما الذي يذهب جفاء كزبد الماء.

عن عدم تمتعه باجازة عمل في الخارج قال خادم الحرمين الملك عبدالله بن عبدالعزيز: الايام الماضية حملت قضايا مهمة في العالم وفي المنطقة واي قائد سياسي يرى نفسه مضطرا لمتابعتها. وبالتالي فان راحته يجدها في حل هذه القضايا لا في الراحة البدنية. لقد انشغلنا كثيرا بمتابعة امور محلية وغير محلية امتازت هذه السنة بالتأزم العالي, وتطلبت من اي قيادة واعية ان تكون على مقربة منها, وان تساهم في حلها.
ان الايام القادمة ستشهد انفراجات طيبة على المستوى الاقليمي والعربي, وستكون مريحة للجميع.
عن العلاقة مع الولايات المتحدة الاميركية قال خادم الحرمين الملك عبدالله بن عبدالعزيز: هناك ظواهر تطفو على سطح المجتمع المدني الاميركي, وهناك اصوات يتيح لها جو الحريات المفتوح فرصة التعبير عما في داخل اصحابها. علينا ان نلاحق هذه الظواهر, وان نستمع لهذه الاصوات, من باب اخذ العلم فقط. لكن على مستوى الادارة الاميركية فلا توجد في علاقتنا معها شوائب, وهناك تفهم فيما بيننا للمواقف الدولية, وكثيرا ما ننصح الادارة في كيفية التعامل في بعض القضايا, وغالبا ما تستمع الادارة لنصائحنا.