الإثنين: 2006.09.25


جنبلاط يصر على وصف جمهور حزب الله بالحديدي

بيروت - الخليج

انتقد رئيس الهيئة التنفيذية لـrdquo;القوات اللبنانيةrdquo; سمير جعجع ورئيس ldquo;اللقاء الديمقراطيrdquo; النائب وليد جنبلاط خطاب الانتصار الذي ألقاه الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصر الله يوم الجمعة الماضي. وقال جعجع إن منطق الخطاب يعرقل بناء الدولة اللبنانية القوية العادلة التي يريدها نصر الله، وأنه عندما يتم إيجاد حل لسلاح حزب الله يصير بناء الدولة كما يجب ممكنا، وقال: إن ldquo;أي سلاح لن يرغمنا على التسليم بالأمر الواقعrdquo;. ومن جانبه، رفض وليد جنبلاط الطلب الضمني الذي وجهه إليه نصر الله بالاعتذار لجمهور حزب الله حين وصفه بالشمولية والحديدية، وقال إنه يصر على هذا الوصف. وقال إن نقطة الخلاف مع نصر الله هي ldquo;التصاقه مع النظام السوريrdquo;، ووصف خطابه بأنه انقلابي.

وساءل سمير جعجع حزب الله: أين هو النصر في الحرب ldquo;الإسرائيليةrdquo; الأخيرة على لبنان طالما أن أكثرية اللبنانيين لا تشعر به؟ ورد في خطاب ألقاه أمس في قداس أقيم لراحة نفس ldquo;شهداء القواتrdquo; في الحرب الأهلية اللبنانية على خطاب الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصر الله في مهرجان الانتصار يوم الجمعة الماضي، وقال: إن المطالبة بحكومة وحدة وطنية ليست مشروعة إذا صدرت عمن يبدي اعتزازه بالعلاقة مع سوريا، ودعا المطالبين بحكومة وحدة إلى تحقيق الوحدة الوطنية أولا، واتهم حزب الله من دون أن يسميه بعرقلة قيام الدولة، لأنه يقيم إلى جانبها دويلة، ويمرر السلاح تحت أنفها.

وقال جعجع أمام عشرات الآلاف الذين شاركوا في القداس في مزار سيدة حريصا في كسروان في شمال بيروت انه عندما يتم إيجاد حل لسلاح المقاومة يصير في الإمكان بناء الدولة كما يجب، ووصف الرهان على الاحتفاظ بسلاح المقاومة من خلال القوة بالخاطئ، وقال: ldquo;أي سلاح لن يستطيع إرغامنا على التسليم بالأمر الواقعrdquo;.

وقال القطب المسيحي البارز ردا على مطالبة نصر الله بالدولة القوية العادلة: ldquo;كيف يمكن أن تكون هذه الدولة قوية، ويمر السلاح كل يوم على أراضيها بمعزل عن إرادتها، وكيف يمكن أن تكون هذه الدولة محترمة والبعض يلزمها باستراتيجياته من دون علم منهاrdquo;، واعتبر أن توجه حزب الله الذي يحدد ldquo;الأهداف والأولويات وطرق العمل للدولة اللبنانية من دون أن يحق لها أن تناقشه ليس منطق بناء الدولة، بل منطق عرقلة بناء الدولةrdquo;. وأضاف: عندما نجد حلاً لسلاح حزب الله يكون في الإمكان بناء الدولة كما يجبrdquo;.

ورأى أن وعي القيادات والشعب اللبناني هو الذي حمى لبنان من الحرب الأهلية، وليست المقاومة هي التي فعلت ذلك، كما جاء في خطاب السيد نصر الله، داعياً إلى ترك الشعب اللبناني ليتحمل المسؤولية بالطرق الديمقراطية وفق قاعدة ldquo;أن لا قتال شريف بالفرض والإكراهrdquo;.

وعن قول نصر الله: إن من انتصر مشروعه يرى في الحرب الأخيرة انتصارا، رد جعجع بالقول ldquo;انتصر مشروعنا، لأننا كنا نطالب منذ البداية بانتشار الجيش اللبناني في الجنوب، معززا بالقوات الدولية، لكننا لا نشعر بهذا الانتصار، لأن أكثرية الشعب اللبناني لا تشعر بهrdquo;، وعقب على قول نصر الله أن الدموع لا تحمي الوطن، في إشارة إلى دموع رئيس الحكومة فؤاد السنيورة في مؤتمر وزراء الخارجية العرب في بيروت بالقول إنها كانت خير تعبير عن شعور أغلبية اللبنانيين في فترة الحرب.

ووصف رئيس ldquo;اللقاء الديمقراطيrdquo; النائب وليد جنبلاط خطاب السيد حسن نصر الله يوم الجمعة الماضي بالانقلاب، وقال: إن ldquo;نقطة الخلاف الأساسية مع نصر الله هي التصاقه بالنظام السوريrdquo;، وذكر عددا كبيرا من الجنود السوريين يدخلون ويجتازون الحدود اللبنانية السورية يوميا، وrdquo;إن رموزا اجتمع بهم الرئيس السوري وأعطاهم المال والسلاح لافتعال فتنة في الشارع السني وضد النائب سعد الحريريrdquo;، وردا على مطالبة نصر الله له بالاعتذار قال إنه يعتذر فقط من والده الراحل كمال جنبلاط على التسوية مع النظام السوري الذي قتله، حسب تعبيره.

وجدد وصف جمهور حزب الله بأنه حديدي وشمولي، وخلفيته كذلك، وارتباطه من لبنان إلى سوريا إلى إيران، وقال إنه يصر على كلامه هذا، وقال إن الفرق ليس بمن يستطيع أن يجمع العدد الأكبر من الناس.

وجاء حديث جنبلاط أمام كوادر منظمة الشباب التقدمي ومسؤولي الجامعة اللبنانية والجامعات الخاصة في قصر المختارة، وتساءل عما يقصده السيد حسن نصر الله بالدولة العادلة والقوية والقادرة، وأضاف أن الدولة التي توصف بذلك هي دولة القانون الواحد والسلاح فيها بيد الجيش اللبناني، وقرار السلم والحرب يكون قرار الدولة اللبنانية، ويحدده اتفاق الطائف، ويطبق فيها اتفاق الهدنة في الجنوب.

واعتبر جنبلاط أن الحرب الأخيرة كانت استباقية قررتها إيران عبر النظام السوري من أجل مواجهة أمريكا وrdquo;إسرائيلrdquo;، وهناك ملف أكبر هو الملف النووي، والملف السوري الذي هو محاولة الاكماش مجددا بلبنان. واعتبر أن حكومة وحدة وطنية بالموازين الحالية قد تؤدي إلى الفراغ، لأن هناك استحالة لتشكيل مثل هذه الحكومة، والفراغ هو الفوضى، ويعني تعطيل قرار مجلس الأمن الدولي ،1701 وتعطيل اتفاق الطائف والمحكمة الدولية في قضية اغتيال رئيس الوزراء الأسبق رفيق الحريري.

ورد رئيس اللقاء الديمقراطي على انتقاد نصر الله الضمني لدموع السنيورة في مؤتمر وزراء الخارجية العرب في بيروت، وقال: ldquo;عيناه دمعتا على لبنان على الدمار في بنت جبيل وصريفا وحريصا وصور والنبطية وغيرها وعلى بيروت وعلى بعلبكrdquo;.