تركي السديري


رئيس الوزراء العراقي المالكي قال إنه قد يضطر إلى إعادة النظر في العلاقات مع الدول التي استنكرت إعدام الرئيس صدام حسين باعتباره شأناً عراقياً خاصاً..
صحيح هو شأن عراقي خاص..

لكن يوم عيد الأضحى المبارك يعتبر شأناً إسلامياً خاصاً..

والترميز المتدني بين دفع الخراف ذلك الصباح نحو النحر ودفع صدام نحو المشنقة هو أمر استهجنته دول كثيرة .. بل الأغلبية العظمى وبالذات الاتحاد الأ وروبي وهناك دول أخرى رفضت مبدأ الإعدام..

الوحيد الذي اعتبر الأمر شأناً عراقياً خاصاً هو الرئيس الأمريكي بوش.. حيث بارك الأمر ورأى فيه قنطرة وصول إلى الفردوس الأمريكي الموعود quot;الديموقراطيةquot;.. لكن يبدو أن الذين حوله شرحوا له مسألة التصوير والحوار بين الرئيس والحضور والهتافات الطائفية بألفاظ قاسية واحتمال وجود زعامة طائفية بين الحضور جعله يتراجع عن تصريحه الأول وينتقد طريقة تنفيذ حكم الإعدام..

إذاً سيعيد الرئيس المالكي النظر في علاقاته مع مَنء؟..

هذه هي مشكلة العراق الرئيسية.. فقدان الموضوعية في كثير من الأقوال والمواقف..

وقد ذكر أن قوة أمن بغداد جاهزة للانطلاق وستكون مدعومة من القوة المتعددة الجنسيات وهو يعني القوة ذات الجنسية الواحدة quot;الأمريكيةquot;.. التي يرحب الجميع في أن تنجح في إيقاف مجازر التفجير في العراق لكن هل سيتحقق ذلك..؟ وللعراق كله وليس بغداد فقط..

قراءة مسلكية صدام تجعلك تجده قد حصد ما زرع وأنه مقتول واحد مقابل عشرات ومئات في العراق..

لكن كيف ترى الأمر حين تمارس قراءة مسلكية التنافس أو الصراع أو الاقتتال بين الفئات العراقية..؟

هل حدث أن وضعت مصلحة المجتمع العراقي ووحدته فوق مصلحة الصراعات الحزبية أو الطائفية قبل صدام؟.. هذا سؤال يستلزم الرجوع إلى الوراء.. إذا عرفنا أن مراحل ما قبل صدام منذ quot;14quot; تموز الشهيرة بل ما بين الاحتلالين الخروج البريطاني ثم الدخول الأمريكي جميعها مليئة بأبشع صور القتل..

السحل، الدفن أحياء، القتل بالبلطات.. وهذه الأخيرة تتم بواسطة مكلف بجريمة القتل يقوم بقرع الباب صباحاً ثم عندما يفتح الباب المطلوب يكون الطارق قد أهوى على رأسه بضربة بلطة تطرحه قتيلاً على الفور..

هل كان صدام وحشاً بمفرده؟.. أم أنه اضطر إلى ممارسة أعنف مظاهر القسوة لكي يلغي عنف غيره..؟

المأساة ليست في إعدام صدام ولا في نرفزة المالكي وإنما بتهيئة مظاهر تستفز الطوائف كي تدخل في صراعات أعنف..