أبو خلدون


في منتصف الثمانينات من القرن الماضي أثار طفل دون السابعة من العمر، من منطقة الحسكة في سوريا، اهتمام أجهزة الإعلام عندما زعم أنه ليس من هذه الأرض وإنما من الفضاء الخارجي، من كوكب يحمل اسم ldquo;كرايتونrdquo;، وقد قابلت الطفل وسألته عن هذا الكوكب الغريب الذي لم نسمع به، وعن الحياة في هذا الكوكب، فقال لي، وبراءة الأطفال في عينيه: إن الحياة على كوكب كرايتون أجمل بكثير من الحياة على الأرض، والناس اكثر جمالا، ويتخاطبون بلغة تختلف عن لغتنا (وذكر لي بعض جمل بهذه اللغة يبدو أنه يحفظها عن ظهر قلب، بدليل أنه كررها برتابة، ولم يتفاعل معها كما يحدث عندما يتكلم العربية). وقال إن الناس في كوكب كرايتون لا يستخدمون وسائل نقل مثلنا، ولا يمشون، وعندما يرغب أحدهم بالانتقال من مكان إلى آخر، أو حتى من كوكب إلى آخر، يضم يديه إلى بعضهما بعضاً أمام صدره، كما يفعل البوذيون عند التحية، ويغمض عينيه، فينتقل في غمضة عين إلى المكان الذي يريد. وقد خرجت بنتيجة أن الطفل من مدمني الرسوم المتحركة، وأنه تأثر بهذه الرسوم فاخترع قصة الكوكب كرايتون، أو أن أحد من يصلحون لإعداد هذه الرسوم اخترعها له.

وتتحدث البرافدا الروسية (وهي ليست صحيفة الحزب الشيوعي المشهورة التي توقفت عن الصدور عام ،1991 وإنما صحيفة تحمل الاسم نفسه) عن طفل روسي في العاشرة من العمر، يتميز بعينين واسعتين، يقول إنه جاء من المريخ.

وقصة هذا الطفل، وهو من منطقة فولجوجراد، ويدعى بوريس، بدأت عندما كان في السابعة من العمر، عندما زار مخيما لبعض العلماء الذين يعملون في تلك المنطقة النائية من روسيا وقال لهم إنه يريد أن يحدثهم عن المريخ وسكانه والرحلات الفضائية التي يقومون بها إلى الأرض. ثم بدأ يتحدث عن المريخ، وطبيعته، ومناخه، والمدن المزدهرة التي كانت تقوم عليه، وقال إن هذا الكوكب كان في الماضي، موطنا لحضارة اكثر تقدما من حضارة الأرض الحالية بكثير، وقد ابيدت هذه الحضارة بحرب نووية مدمرة بين المريخيين. وأضاف إن هذا الكوكب لا يزال مسكونا ولكن سكانه يعيشون تحت أرضه، ويستنشقون غازات كربونية ولا يستطيعون العيش في جو كوكب الأرض. ثم تحدث عن حضارة لوميرا التي تقول الأساطير إنها كانت قائمة إلى جانب حضارة اطلانطيس على الأرض قبل ما يزيد على 100 ألف سنة، وقال إن سكان المريخ زاروا الأرض عدة مرات عندما كانت هذه الحضارة قائمة، وتعرفوا إلى سكانها، كما إنهم كانوا يقومون برحلات فضائية إلى المجموعات الشمسية الأخرى. ثم بدأ يعد المجموعات النجمية ويتحدث عن النجوم والكواكب وأقمارها، وذكر أسماء عدة كواكب لم يكتشفها العلماء حتى الآن.

وطوال ما يزيد على الساعتين، ظل العلماء يستمعون إليه باهتمام بالغ وهو يتحدث عن هذا الكون الغريب الذي يحيط بنا، واعترف العلماء بأنه يمتلك معلومات واسعة عن الفضاء الخارجي، فضلا عن أن المعلومات التي ذكرها عن حضارة لوميرا غير متوفرة إلا للباحثين المختصين، إضافة إلى أنه كان يستخدم مصطلحات علمية دقيقة لا يعرفها الناس العاديون عندما يتحدث عن المجموعات النجمية وكواكبها وأقمارها، وقال أحد العلماء إنه يستبعد تماما أن يكون حديثه مجرد خيال أطفال، أو أن يكون أحدهم قد ابتدع هذا الحديث له.

والروس بحاجة الآن، أكثر من أي وقت مضى، إلى تسلية تصرف نظرهم عن المعاناة التي يعيشونها، ويبدو أن قصة البرافدا تدخل في هذا الإطار.