quot;زيـانquot;
عندما يحضُّ عقلاء العرب quot;الاعتصامييّنquot; على التحلّي بالحكمة والتبصّر والابتعاد عن الاستفزاز بكل اشكاله واسمائه، ويحذرّونهم من العواقب الوخيمة للانجرار الى quot;حسابات خاطئةquot;، إنما يحاولون مساعدتهم وتنويرهم، وتالياً لفتهم الى خطورة المرحلة وتطوّراتها quot;التي لا تقبل الخطأquot;.
من تحصيل الحاصل أن تبذل السعودية قصارى جهدها، وان تظهر للبنانيين كل هذا القدر من التعاطف والدعم، وألا تترك وسيلة أو مبادرة أو واسطة أو محاولة الا وتقدم عليها، رغبة منها في مساعدة الوطن الصغير على الخروج من مأزقه سليماً معافى.
وأضعف الأيمان ان تقول مصر للقوى اللبنانيَّة المنهمكة في تصعيد التصعيد، انه ليس كل يوم يكون هناك باريس 3، ويكون مؤتمر عربي ودولي للنهوض بلبنان من كبوة حرب تموز، وتكون هناك فرصة دوليَّة بهذا الحجم، وبهذه التسهيلات التي تبلغ حدود الهبة، وبهذا القدر من الحماسة.
انها فرصة لبنان الوحيدة المتاحة اليوم، وقد تكون الأخيرة اذا تمكّن quot;المتضررونquot; من وضع عصيهم وعراقيلهم في دواليب المؤتمر، وتخريبه، ونسف البرنامج الاصلاحي الذي على أساسه سيطرح لبنان الثقة بنفسه أمام المؤتمر، وبموجبه سيطلب من المؤتمرين المليارات لا الملايين.
من هنا كان توجُّه وزير خارجيَّة مصر أحمد أبو الغيط الى ذوي الألباب، الى الاعتصاميين، الى المهووسين بالحصارات وقطع الطرق وحرق الدواليب، وقوله لهم ان خروج الخلاف عن نطاقه السياسي سيعرّض الاستقرار الداخلي للأخطار. وربما للعواصف والفوضى.
وجميع الغيارى في الوطن والمهجر والمنطقة، وفي الشرق والغرب، يلحون على اللبنانيين ان يعوا المخاطر التي يستدرجونهم ويستدرجون أنفسهم اليها، ويحثونهم على تضييع هذه السانحة، هذه المناسبة، هذه الهدية المتمثّلة بباريس 3.
فغداً يوم آخر. ومن يدري ماذا يحدث ماذا يطرأ على الصعيد الدولي أو في المنطقة. ومَنْ يمون على التطورات السياسيَّة، والأقدار، ومتطلبات المصالح العليا، وتوجهات سياسات الدول الكبرى؟
لذا يقول لنا ابو العتاهية: اذا هبَّت رياحك فاغتنمها، فان لكل خافقة سكون...
وتقول لنا الأيام والتجارب مَنْ يدري ماذا يدور فوق طاولات دول القرار وتحتها، وماذا يُطبخ في المنطقة ولها؟
مثلاً، مَنْ كان يفكّر، أو يعتقد، أو يخطر في باله ان حركة quot;حماسquot; ستعلن في عزّ التحامها بمواجهات دموية مع السلطة الفلسطينية وحركة quot;فتحquot;... اعترافها بوجود دولة اسرائيل؟
وليس هذا فحسب، بل ان القيادي خالد مشعل قال أمس quot;ان اسرائيل حقيقة، وستبقى هناك دولة اسمها اسرائيل، وان هذه حقيقة راسخةquot;.
ومنعاً للالتباس أضاف ان المشكلة quot;ليست في وجود اسرائيل، ولكن في تأسيس دولة للفلسطينيينquot;.
لن يكون من السهل على quot;الاعتصاميينquot; تجاهل أو تجاوز quot;مفاجأةquot; مشعل، ولا القفز فوق هذا الاعتراف الذي سيكون له تأثير مباشر على أحداث المنطقة.
ولبنان من المنطقة وفي صميم أحداثهاquot;.
التعليقات