الجمعة 12 يناير 2007

الحكومة تمتدح مناقشة حزب الله ورقة quot;باريس 3quot; والبطريركية ترمم العلاقات المسيحية

بيروت - ldquo;الخليجrdquo;

وصف رئيس مجلس النواب اللبناني نبيه بري الوضع في بلاده بأنه خطير جدا، فيما لم تبد مؤشرات إلى قرب انفراج الأزمة السياسية الحادة، وتعتزم المعارضة توسيع اعتصامها السبت، وسعى الاتحاد العمالي المعارض إلى ترميم تحركه بعد فشل اعتصاماته الاحتجاجية ضد الورقة الإصلاحية التي ستطرحها الحكومة في مؤتمر باريس ،3 حيث ينوي تنظيم إضراب مفتوح في موعد عقد المؤتمر في 25 الشهر الجاري، وعقبت رئاسة الوزراء على بيان حزب الله الذي عقب على الورقة المذكورة بالثناء على هذه المبادرة، وأعلنت أنه لا اشتراطات سياسية مطلوبة من لبنان في المؤتمر. ونشطت البطريركية المارونية أمس في إحياء مبادرتها، وفي إصلاح العلاقات والصلات في الوسط المسيحي.

وحذر رئيس مجلس النواب اللبناني نبيه بري من أن الوضع في بلاده ldquo;خطيراً جداًrdquo;، وقال ldquo;إن المعارضة أثبتت أنها تحرص على التحرك السلمي وعلى المشاركة والوحدة الوطنيةrdquo;، وحذر من ldquo;استمرار تجاهل مطالب الناس التي باتت غير مقتنعة باستمرار وتيرة الضغط الحالية المتبعةrdquo;، وأضاف أمام زواره أمس ldquo;إذا بقي الموقف على هذا الشكل فسيوصلون البلاد إلى ما لا تحمد عقباه، ولا أعتقد أن هذا من مصلحة أحد وخصوصا الأكثرية الحاكمةrdquo;. وقال ldquo;تكلموا كثيرا لماذا الرئيس بري ما زال صابرا، والحقيقة أنها ليست قصة مزاج بل قصة وطن ومصير وطن، ويبدو أن الحكاية معهم كالمثل، قلبي على ولدي وقلب ولدي على الحجرrdquo;.

ورأت رئاسة مجلس الوزراء في بيان حزب الله حول مؤتمر ldquo;باريس 3rdquo; أول أمس جدية طيبة في التعاطي مع الورقة الحكومية الإصلاحية المقدمة إلى المؤتمر، وأعربت في بيان لها أمس عن تقديرها لما سمتها المبادرة البناءة المتضمنة رغبة حقيقية في الحوار والنقاش، ما سيؤدي بالتأكيد إلى ما فيه مصلحة المواطن اللبناني ومصلحة الاقتصاد اللبناني. وجددت التأكيد على أنه لا التزامات سياسية سوف تترتب على عقد المؤتمر من أي نوع كان، وهو أمر ليس مطروحاً بالمطلق للمساومة من الحكومة ولا من اللبنانيين.

واعتبر بيان رئاسة مجلس الوزراء أن ملاحظات حزب الله أنكرت على الورقة الحكومية إلى مؤتمر ldquo;باريس 3rdquo; تطرقها إلى مواضيع مهمة، مثل إصلاح وتطوير أجهزة الرقابة، مع أن الورقة تتضمن خطة فعلية، ورأت في الإشارة إلى أن الأعباء الضريبية تقع على عاتق ذوي الدخل المحدود أمراً يحتاج إلى تدقيق فيه، ولا سيما أن النظام الضريبي اللبناني فيه جوانب تصاعدية كثيرة تضع العبء الضريبي على أصحاب المداخيل المرتفعة أو على أصحاب الإنفاق المرتفع.

وعادت الأزمة اللبنانية سياسية بامتياز بعد فشل احتجاج الاتحاد العمالي، المفترض أنه مدعوم من قوى المعارضة، ضد ورقة الحكومة إلى مؤتمر ldquo;باريس 3rdquo; في إضفاء الطابع الاحتجاجي الاقتصادي عليها، في ما اعتبرته أوساط قوى الأكثرية الداعمة للحكومة ldquo;نكسةrdquo; لتحرك الاتحاد ldquo;الخجول جداًrdquo; أمام قدرة المعارضة التي قررت دعمه الهائلة على إنزال مناصريها إلى الشارع.

وسارع الاتحاد العمالي إلى محاولة تطويق هذه الثغرة التي لاحت بقوة في تحركه، بسبب ضآلة الحشود ldquo;العماليةrdquo; التي التزمت قراره الاعتصام ldquo;النقابيrdquo; على مدى يومين متتالين، وباشرت قيادة الاتحاد عقد اجتماعات ldquo;ترميميةrdquo; مفتوحة له، للبحث في تعديلات طارئة على خطة تحركه بما يحافظ على وحدته ويمنع انكشافه.

واستراحت المعارضة النقابية والعمالية أمس، وتستعد قوى المعارضة إلى إدخال تعديلات سياسية وحقوقية على تحركها، ضمن المرحلة الثانية من تحركها ضد الحكومة التي أعلنت عن دخولها حيّز التنفيذ الثلاثاء الماضي، تتهيأ خلالها لتنظيم اعتصام غدا أمام وزارة العدل، للتنديد بتقصير الحكومة وأجهزتها الأمنية في متابعة قضية اغتيال الوزير والنائب الراحل بيار الجميل بعد انقضاء نحو شهرين على اغتياله، وللمطالبة بالكشف عن مرتكبي هذه الجريمة السياسية.

وبرّر رئيس الاتحاد العمالي العام غسان غصن ضآلة الحشد في الاعتصامين اللذين دعا إليهما الاتحاد بالقول إن تحرك الاتحاد لم ينته، وسوف يتحول إلى إضراب مفتوح، كما أن 25 الشهر الجاري سوف يشهد تحركاً عمالياً كبيراً، وسوف يوجه خلاله الاتحاد رسالة احتجاج قوية ضد مؤتمر ldquo;باريس 3rdquo;، وضد ldquo;سياسة الحكومةrdquo; التي اتهمها بإفقار الناس.

ونفى غصن أن يكون هدف الاتحاد العمالي تعطيل الاقتصاد، واعتبر هدف تحركه هو من أجل إقامة سياسة اقتصادية حكومية تلبي حاجات الناس. واعتبر أن الحكومة الحالية تمتلك قرار أن تشارك في المؤتمرات الاقتصادية، لكن ldquo;الكلمة الفصلrdquo; للشعب اللبناني، ولفت إلى أنه كان الأجدى بالحكومة أن تستمع إلى الاعتراضات على سياستها الاقتصادية، وإلى الحوار للوصول إلى حلول توافقية حول أي سياسية اقتصادية نريد للبنان. وقال إن تحرك الاتحاد العمالي ليس محصوراً بفئة معينة، بل هو لجميع العمال، معارضة وموالاة.

وفيما لم تصدر أي إشارات حول حصول تطور إيجابي يستدعي استئناف الأمين العام لجامعة الدول العربية عمرو موسى مبادرته على خط الأزمة اللبنانية، وتسريع عودته إلى بيروت، تواصل تحرك السفيرين المصري حسين ضرار والسعودي عبد العزيز خوجة على خطوط أطراف الأزمة، في مسعى إلى تبريد أجواء الاحتقان المتزايد، وسعى ضرار إلى إضفاء حرارة على خط التواصل المقطوع بين رئيسي البرلمان والحكومة نبيه بري وفؤاد السنيورة. وقد زار بري أول أمس، وأعلن أمس عقب لقائه السنيورة أن الأزمة الراهنة طالت، ودعا المعارضة والأكثرية إلى القبول بحلول وسط تنهي الأزمة وتكبح جماحها.

وفي غياب أي تحرك جدّي لاحتواء مضاعفات الأزمة المتفاقمة، عاودت البطريركية المارونية تحركها، بعدما كانت طرحت للنقاش مشروعها لتسوية الأزمة الذي اصطلح على تسميته بrdquo;ثوابت الكنيسة المارونيةrdquo;، والذي أعلنت القوى السياسية جميعها تأييدها المبدئي له، واختلفت على أولويات بنوده.

ودارت وجهة تحرك البطريركية المارونية أمس على خط معالجة تداعيات الوضع المسيحي، والتخفيف من حدة الخلاف بين الأقطاب المسيحيين، وخصوصاً بين رئيس التيار الوطني الحر القطب البارز في المعارضة النائب ميشال عون ورئيس الهيئة التنفيذية في ldquo;القوات اللبنانيةrdquo; سمير جعجع والرئيس الأعلى لحزب الكتائب الرئيس الأسبق أمين الجميّل الذي رفض سابقاً استقبال النائب ميشال عون للتعزية بنجله الوزير بيار الجميل، عقب اغتياله.

ويسعى البطريرك الماروني نصرالله صفير إلى إحياء قنوات الاتصال بين أقطاب الشارع المسيحي، والبحث في إمكان عقد اجتماع للزعماء الموارنة، أو صدور بيان مشترك عنهم يتبنّى ldquo;ثوابت الكنيسةrdquo;، وأوفد لهذه الغاية وفداً من المطارنة الموارنة التقى أمس ميشال عون، ومن ثم سمير جعجع. وسبق اللقاءين اجتماع الوزير السابق، وأحد المعترضين على سياسة البطريرك صفير الحالية سليمان فرنجية ومساعده المطران يوسف بشارة، وأشارت مصادر الوفد إلى أجواء إيجابية طبعت اللقاءات، حيث جددت القيادات المسيحية إعلان دعمها ثوابت الكنيسة.