15 يناير 2007
كرم نعمة
يعيد مشهد أضواء عشرات العدسات التي حاصرت الفتاة كايت ميدلتون القادمة الى عالم الشهرة حديثاً أمس الاول في لندن، المشهد البارع للمخرج روجر ميشيل في فيلمه الشهير (نوتنغ هيل) عندما تكالبت العدسات على المنزل المتواضع لبطل الفيلم (هيو غرانت) لمجرد معرفة المصورين ان نجمة شهيرة (جوليا روبرتس) تزوره، الا ان المشهد يتحول الى كوميديا شبه عارية عندما يخرج صديق غرانت شبه المعتوه (رايس ايفانز) الذي يشاركه العيش في المنزل بملابسه الداخليه للمصورين الذين يبحثون عن النجمة الجميلة!
أراد المخرج روجر ميشيل العائد هذه الايام صحبة الشيخ بيتر آوتول في الفيلم الجديد (فينوس) أن يقول لنا، ان لاقيمة للنقد الموجه غالبا للمصورين حيال المال الذي سيدفع لهم مقابل اللقطات التي سيجلبونها للصحف، عليك الاتتحدث معهم عن أخلاقية المهنة واحترام خصوصية الاخرين، لانهم سرعان ما سيواجهونك بكلمات جاهزة تتلخص بضريبة الشهرة.
وبالامس دفعت كايت ميدلتون الفتاة الرشيقة والخجولة كما تبدي ملامحها ، أول ضريبة للشهرة التي تنتظرها لكونها صديقة الأمير وليام، نجل ولي العهد البريطاني الأمير تشارلز.
فقد حاصرتها عشرات العدسات أمام منزلها وتحديدا في يوم عيد ميلادها الخامس والعشرين من اجل صورة لها وُعد المصورون باربعين ألف دولار نقداً ثمناً لالتقاطها! فمن يستطيع بعد ذلك ان يتحدث عن احترام خصوصيات الاخرين لمجرد انهم وضعوا الخطوة الاول على بساط الشهرة المخملي.
كايت التي بدأت الصحافة البريطانية والامريكية تحاول التفريق بينها وبين بطلة فيلم (تايتانك) كايت وينسلت المعتدة بنفسها الى الحد الذي ترفض اقتناء مجلات الازياء لكي تحافظ على ذائقة ابنتها الصغيرة، وكايت موس العارضة النزقة والمتهورة التي لاتتردد بوضع كمية من المخدرات في حقيبة يدها عند السفر، انها فتاة من طراز آخر حسب وصف صحيفة (واشنطن بوست) فهي لا تختلف كثيرا عن فتيات الطبقة المتوسطة، ارتدت يوم عيد ميلادها رداءً بمقدورغالبية الفتيات اقتناءه لان قيمته أربعين جنيه استرليني فقط. وربما لهذا السبب أختارها الامير وليام زوجة لمستقبله الملكي، على الاقل ليتذكر التاريخ الانساني لأمه الراحلة الأميرة ديانا ويذكّر المصورين بموتها المريع وانهم كانوا بعض السبب... كان رجاؤه ان يدعوا صديقته وشأنها بعد يوم حافل جعل الفتاة ترتبك بمشيها عندما كانت تنتظرها العدسات والفرق التلفازية مقابل منزلها.
المفاجأة كانت باستجابة مجموعة (نيوز انترشونال) التي يمتلكها امبراطور الاعلام العالمي روبرت مردوخ وتصدرعنها أكثر صحف التابلويد ولعاً بالفضائح وصور المشاهير (ذا صن) و(نيوزاوف ذي ورلد)، حيث أبدت تجاوبها مع مطلب الأمير وليام بإعلانها وقف استخدام الصور التي يلتقطها مصورو الباباراتزي لخطيبته المقبلة كايت ميدلتون.
فهل حرك دافع مهني واخلاقي في احترام خصوصية الاشخاص قرار هذه المجموعة التي تقيس ارباح توزيع صحفها على صور الفضائح والمشاهير؟ (دعونا نتذكر ان صحيفة ذي صن هي نفسها التي اشترت بمبلغ ضخم لم تعلن عنه صور الرئيس العراقي الراحل صدام حسين بملابسه الداخلية في سجنه ونشرتها بتباه صلف).
أنا شخصياً لا اجد اجابة معقولة وحتى عندما اسأل أياً من القراء الانجليز الجادين، فاتوقع ان تكون اجابتهم لاتلقي بالاً للهراء الذي ينشر!
والحق أنني لم أخف ألمي وترددي الصحافي على الفتاة الجميلة المرعوبة وهي تغرق باضواء العدسات عندما شاهدتها على شاشة التلفاز.
التعليقات