عمان ـ خليل الشوبكي

انتقدت صحيفة quot;الرأيquot; الأردنية الأوسع انتشارا أمس بشدة الأمين العام لـquot;حزب اللهquot; حسن نصر الله واتهمته برهن لبنان وشعبة لمصلحة دول اقليمية تسعى لتحسين شروطها التفاوضية في صراع النفوذ والأدوار في المنطقة. وقالت quot;الرأيquot; في كلمة لمحررها السياسي على صفحتها الأولى، إن quot;ذرائع حزب الله وحجج امينه العام تسقط على أكثر من صعيد وخصوصا بعد أن انهارت الأسس الأخلاقية والسياسية التي قامت عليها حركة المعارضة الاحتجاجية والتي قامت في الأساس على محاولة شل حكومة الأغلبية البرلمانية التي يرأسها فؤاد السنيورة وكان حزب الله جزءا رئيسا منها بل وإن الحزب كان جزءا من التحالف الرباعي الشهير (مع تيار المستقبل بزعامة سعد الحريري واللقاء الديمقراطي برئاسة وليد جنبلاط) الذي استطاع أن يؤمن تشكيل الحكومة اللبنانية في توافق لم تعهده الحكومات اللبنانية السابقةquot;.
واتهمت الصحيفة نصرالله بالانقلاب quot;على هذا التحالف والخروج عليه تحت حجج وذرائع تبدو ألان مفتعلة ومقصودة وتخفي خلفها جملة من الأهداف التي لم تعد خافية على أحد وخصوصا الارتباط الوثيق بمعادلات وتحالفات واصطفافات إقليمية ما يعني ارتهان لبنان وشعبه لأهداف مغايرة بل ومتعارضة مع مصالحه الوطنية وحق اللبنانيين في الاستقلال والسيادة وعدم تحميلهم تبعات واستحقاقات خلافات الآخرين وحروبهم التي لا تقوم إلا على ارض لبنان باعتباره في نظرهم ساحة لتصفية الحسابات أو لتحسين شروط التفاوض أو لتعظيم الأدوار الإقليمية أو البحث عن نفوذ في لعبة الأمم الدائرة الان في المنطقة والتي تبدو فيها أطراف المحور الذي ينتمي إليه حزب الله واضحة ولا تحتاج الى فراسة أو ذكاء لاكتشاف الروابط والأهداف الاستراتيجية التي تجمعهمquot;.
وانتقدت الصحيفة الاعتصام في الوسط التجاري لبيروت. وقالت quot;ليس الطريق الى تشكيل حكومة وحدة وطنية يمر عبر وسط بيروت ومركزها التجاري وساحتي رياض الصلح والشهداء ومحاصرة السرايا والاعتصام الذي يعطل الحركة التجارية ويشل وسط أجمل العواصم وأكثرها حضورا في التاريخ والحضارة. وليس الحصول على الثلث المعطل أو الثلث الضامن أو أي تسمية يراد إطلاقها عليه يكون بشل الحكومة ومنعها من تنفيذ قراراتها ورفض عقد جلسة لمجلس النواب وهو السلطة المنتخبة من الشعب المشرعة والمراقبة للسلطة التنفيذية (الحكومة) وحيث هو المكان الدستوري الوحيد الذي تحاسب فيه الحكومة ويمكن سحب الثقة منها أو منحها إياها.. وليس من المنطق أو حق يمكن لأحد أن يتسلح به بعيدا عن الممارسة الديمقراطية الحقيقية وهنا لا يمكن لأحد أن يقبل بتغيير قواعد اللعبة في أثناء اللعب لكن الحزب وامينه العام الذي شعر أن الأرض تهتز من تحته وخصوصا بعد أن افقده القرار 1701 ساحة الجنوب التي بقيت حكرا على قواته طوال أكثر من عقد ونصف وجاء الجيش اللبناني الجيش الشرعي جيش كل اللبنانيين بطوائفهم ومذاهبهم الى الحدود الدولية كذلك قوات اليونيفيلquot;.
وقالت quot;لقد انقلب حزب الله بقرار من السيد (حسن نصرالله) الى اللعبة الداخلية لان ثمة مهمة جديدة بانتظاره إفشال المحكمة الدولية التي تريد معرفة من قتل وخطط ونفذ جريمة اغتيال رئيس الوزراء الأسبق رفيق الحريري والإبقاء على لبنان رهينة العدوان الإسرائيلي والمخططات الإقليمية لدولة غير عربية وجدت نفسها بعد التعثر الاميركي في العراق وافغانستان. انها الوحيدة الرابحة من كل هذه الحرائق المشتعلة فأرادت أحياء نزعاتها الإمبراطورية وهذيانها الطائفيquot;.