2 فبراير2007

لندن - عمر حنين

أكد دبلوماسي ldquo;إسرائيليrdquo; متقاعد علناً للمرة الأولى أنه عقد ldquo;محادثات سريةrdquo; مع سوريا في أحد الفنادق الفاخرة في سويسرا، وأنه تمكن لمدة ثلاثة أعوام من إخفاء هذه الاتصالات عن الصحافة.

ورسم ألون ليل الذي كان مسؤولاً رفيعاً في وزارة الخارجية ldquo;الإسرائيليةrdquo; صورا نادرة عن ldquo;الدبلوماسية الخلفيةrdquo; المضنية في المنطقة. وكشف في تصريحات نشرتها صحيفة ldquo;الديلي تلجرافrdquo; البريطانية عن سفره في ldquo;جولات مكوكيةrdquo; من وإلى سويسرا لعقد هذه الاجتماعات السرية مع رجل الأعمال الأمريكي من أصل سوري إبراهيم سليمان ldquo;الذي يرتبط بعلاقات وثيقة مع دمشق. وقال إن المناقشات شملت خطة لإنهاء النزاع بين سوريا وrdquo;إسرائيلrdquo; التي عرضت إعادة هضبة الجولان لسوريا مقابل أن تنهي دمشق دعمها لحركة حماس وحزب الله.

وأوضح ليل أن المحادثات استمرت على الرغم من الأزمة الصحية التي تعرض لها رئيس الوزراء ldquo;الإسرائيليrdquo; السابق ارييل شارون بعد إصابته بجلطة دماغية، وكذلك المشاكل التي تعرض لها الرئيس السوري بشار الأسد بعد الأزمات التي وقعت في لبنان في أعقاب اغتيال رئيس الوزراء اللبناني الأسبق رفيق الحريري.

ولكن المحادثات أخفقت في نهاية الأمر خلال الصيف الماضي بسبب ممارسة واشنطن ضغوطا على ldquo;إسرائيلrdquo; لمنعها من إجراء أي اتصالات مع سوريا التي يعتبرها الرئيس الأمريكي جورج بوش مرتبطة ldquo;بمحور الشرrdquo;.

وقد توفقت المحادثات منذ عدة أشهر مما دفع ليل إلى أن يخرج عن صمته، حيث كان يأمل كما تقول الصحيفة في أن الدعاية التي ستحيط بهذا الأمر قد تؤدي إلى استئناف الاتصالات مع سوريا، وذلك حتى يتم إقناعها بإنهاء دعمها لحركة حماس. وقال ldquo;إن إحساسي هو أن سوريا مستعدة الآن لتغيير اتجاههاrdquo;. وأكد أن ldquo;قيام سوريا بهذا التحول في الاتجاه سيكون أكثر أهمية بالنسبة للغرب بدلاً من السعي لإنهاء النزاع بين سوريا وrdquo;إسرائيلrdquo; على حد قوله.

وقال ليل ldquo;إذا ما تمكنا من إبعاد سوريا عن معسكر المتطرفين الإسلاميين، وكذلك فك ارتباطها مع حزب الله وحماس والمتمردين في العراق فإن هذا الأمر ستكون له فائدة كبيرة بالنسبة لنا جميعاًrdquo;.

وأماط اللثام أن المحادثات تركزت خلال مئات الساعات على مرتفعات الجولان، مشيراً إلى أن الحقيقة الماثلة بأن ldquo;الجنود ldquo;الإسرائيليينrdquo; بوسعهم أن يلقوا نظرة على دمشق عبر هذه المرتفعات لا تزال شوكة في خاصرة العلاقات بين الجانبين، ولكن دعم سوريا لجماعات مثل حماس معناه أن أي محاولات للتفاوض بشأن إعادة الجولان قد باءت بالفشلrdquo;. ولكن الدبلوماسي ldquo;الإسرائيليrdquo; ذكر أنه ldquo;اكتشف أن الظروف قد تغيرت هذه المرة، حيث إن إبراهيم سليمان كان يعبّر عن موقف مختلف في نظام الرئيس بشار الأسدrdquo;.

وذكر ليل أنه توصل مع سليمان إلى خطة يمكن ل ldquo;إسرائيلrdquo; من خلالها أن تتخلى شفهياً عن مرتفعات الجولان من دون إعادتها إلى سوريا لمدة 15 عاماً، تبرهن خلالها سوريا على أنها لم تعد تقدم الدعم للجماعات المناهضة لrdquo;إسرائيلrdquo;.

وتحدث ليل عن الطريقة التي تم عن طريقها تنظيم سير المحادثات. واعترف بأنه قد أصابته الدهشة لأنه في هذا العصر الذي يتميز بتسريب المعلومات والأسرار إلى الصحافة، وكذلك توافر أساليب المراقبة التكنولوجية المتطورة للغاية، فإن الطرفين حافظا على هذا الطابع السري لمدة ثلاثة أعوام.

وأشاد بمهارة المسؤولين السويسريين وتحليهم بروح مهنية عالية خلال عملهم كوسطاء وكذلك تحملهم مسؤولية المحافظة على سرية المحادثات وإخفاء مكان انعقادها.

وأوضح أنه تم اتباع أسلوب حاذق بحيث يمكن أن ينفي المسؤولون ldquo;الإسرائيليونrdquo; أي صلة للحكومة في تل أبيب بهذه الاتصالات. وقال إنه كدبلوماسي سابق لم يكن يتلقى رسمياً أي مرتبات من الحكومة ldquo;الإسرائيليةrdquo;، وعلى الرغم من أنه كان يقدم تقارير عن كل اجتماع إلى الحكومة، إلا أنه لم يحصل مطلقاً على تفويض كامل بأن يمثل ldquo;إسرائيلrdquo; في هذه الاتصالات وقد سمح ذلك لحكومة إيهود أولمرت بأن تستبعد أهمية هذه المحادثات وتوضح أنها خاصة على نحو كامل ومن دون أي ldquo;مباركة من حكومتهrdquo;.وفي الوقت نفسه فإن إبراهيم سليمان ذكر أنه كان يمثل الرئيس الأسد، على الرغم من أن الرئيس السوري كان يعلم أن السوريين لن يؤيدوا تقديم أي تنازلات ل ldquo;إسرائيلrdquo; ولذلك فإنه نفى علناً أي علم له بهذه المحادثات الثنائية.