السبت 17 فبراير 2007


نواكشوط - المختار السالم

عادت طائرة البوينج الموريتانية المختطفة، أمس من مطار في جزر الكناري في إسبانيا إلى مطار مدينة انواذيبو، وعلى متنها الركاب ال71 الذين وصلوا بسلام من دون أن يتعرضوا لأذى، باستثناء مضيفتين تعرضتا لحروق بسيطة إثر انسكاب ماء ساخن عليهما كان معدّا لصنع القهوة.

وقطع رئيس المجلس العسكري للعدالة والديمقراطية (الحاكم) العقيد إعلي ولد محمد فال زيارته لفرنسا، حيث كان يشارك في قمة فرنسا إفريقيا في كان، وعاد إلى نواكشوط صباح أمس لمتابعة الأوضاع في بلاده، عقب اختطاف الطائرة التابعة للخطوط الموريتانية أول أمس. وقالت مصادر مطلعة ل ldquo;الخليجrdquo; ان ولد فال غضب بشدة عند اطلاعه على تفاصيل عملية الخطف، خصوصا وأن الخاطف تمكن من دخول الطائرة، وكان يحمل مسدسين من دون تنتبه أجهزة الأمن في مطار انواذيبو.

وتم إنزال ركاب الطائرة في مطار انوذايبو، المدينة الاقتصادية في موريتانيا، وسط إجراءات أمنية مشددة، واستجوبت الشرطة الركاب تحت إشراف مباشر للمدير الجهوي للأمن في مدينة انواذيبو المفوض يحفظ ولد أعمر.

وعلمت ldquo;الخليجrdquo; أن المختطف يدعى محمد عبد الرحمن ولد محمد أحمد (32 عاما )، وهو شاب مغربي من الصحراء، قصير القامة، ويحمل جواز سفر موريتانياً يعتقد أنه مزيف. وكان يحاول الحصول على تأشيرة فرنسا، لكن القنصلية الفرنسية في نواكشوط رفضت طلبه. كما كان يعاني من مشكلات مادية لم تحدد طبيعتها، يعتقد أنها مع مؤسسات مالية موريتانية.

وروى ركاب، بينهم عمدة مدينة إنال التابعة لانواذيبو محمد ولد أحمد إبراهيم، لـ ldquo;الخليجrdquo; ما حدث على متن الطائرة الموريتانية التي اختطفت، وقالوا إنه بعد 35 دقيقة من إقلاعها (وقت الإقلاع 5.40 دقيقة مساء السبت) أشهر المختطف فجأة مسدسين، وتوجه إلى كابينة القيادة، وأمر الربان بالتوجه مباشرة إلى فرنسا، وبعد مفاوضات أقنعه الربان بأن الطائرة تحتاج للتزود بالوقود لتصل إلى فرنسا فقبل التوجه إلى مدينة الداخلة المغربية، ومنعت السلطات المغربية هبوط الطائرة التي عادت تحلق في الأجواء في انتظار مطار قريب يستقبلها. وفي هذه الأثناء، لاحظ ربان الطائرة، وهو الكابتن دحمودي ولد الحاج أن المختطف لا يعرف الإنجليزية، وكانت هذه فرصة الربان لوضع خطة سريعة ومستعجلة كشفها لمساعده بالإنجليزية من دون أن يعرف الخاطف.

وتوجه مساعد الربان إلى الركاب، وكان ربعهم من الرجال والبقية نساء وأطفال، وطلب منهم تشكيل فريق يساند الطاقم يقف قرب باب كابينة القيادة، وسيتم هبوط قوي يجعل الخاطف يسقط على الأرض، ldquo;وعندها عليكم الانقضاض ومساعدتنا للسيطرة عليهrdquo;، وأعطى مساعد الربان النساء توجيهات للتمسك جيدا، لئلا يتأثرن وأطفالهن بهذا الهبوط الذي سيجري بسرعة قوية وبضغط زائد لكوابح الطائرة.

وما إن وصل الربان إلى مطار لاس بالاس في جزر الكناري في إسبانيا، حتى أنزل الطائرة بسرعة كبيرة وقام بكبح شديد لآليات التوقف فسقط المختطف أرضا، فسارع طاقم الطائرة والرجال من الركاب إلى القفز باتجاه الخاطف، وسيطروا عليه وانتزعوا منه المسدسين قبل أن يتمكن من استيعاب ما جرى، ثم أبلغ أجهزة الأمن الإسبانية أنه تمت السيطرة على الخاطف.

وقالت امرأة كانت على متن الطائرة ل ldquo;الخليجrdquo; في اتصال هاتفي إن الهلع سيطر طوال الرحلة على الركاب، خصوصا وأنهم لا يعلمون إن كان الخاطف سينفذ في الطائرة عملية إرهابية. وأضافت أن أول ما خطر على بالها أن ldquo;القاعدةrdquo; تختطف الطائرة وبدأت تردد الشهادتين، وذلك لأن الرجل الثاني في التنظيم أيمن الظواهري دعا الموريتانيين قبل يومين إلى ldquo;الجهادrdquo;، وأضافت إن الركاب على الرغم من الجو المأساوي الذي عاشوه أظهروا شجاعة كبيرة وتسليما للقدر، ونوهت بكابتن الطائرة الذي تعامل مع الوضع بذكاء شديد وهدوء أعصاب.

وأصبح الكابتن دحمودي ولد الحاج بطلا بين الموريتانيين الذين بدأوا بالسؤال عن القبيلة التي ينتمي إليها، وهي ldquo;أغزازيرrdquo;، وتربى في مدينة أطار في ولاية آدرار في شمال موريتانيا.