خلف الحربي


ما هي النقطة التي تتوحّد عندها مصالح المنظمات الإرهابية بمصالح أجهزة الاستخبارات الغربية؟! الجواب: دون شك هو موقع الساحات الذي أعلنت الاستخبارات الأمريكية أكثر من مرّة حرصها على بقائه لمتابعة نشاطات وبيانات إرهابيي القاعدة، والذي ضم في السنوات الأخيرة حشدا لا يُستهان به من المرضى النفسانيين الذين لا همّ لهم سوى إثارة الفرقة والشقاق بين أبناء المجتمع الواحد وتقسيمهم إلى إسلاميين وعلمانيين ورافضة ومبتدعة، وغير ذلك من التقسيمات التي ما أنزل الله بها من سلطان.. والتي تتعارض مع طبيعة المجتمع الذي يوحّده الإسلام ويشترك أبناؤه في حب الوطن.

وقد احتفى هذا الموقع أكثر من مرّة بالعمليات الإرهابية التي حدثت داخل المملكة وخارجها، وقام بالتحريض ضد النشاطات الثقافية والإعلامية في البلاد؛ مما أدى إلى بعض الأعمال الغوغائية التي تم تداركها بفضل الله.

وفي هذا الموقع تتم مهاجمة جميع المسؤولين والوزراء دون استثناء، كما يتم التشهير بجميع رؤساء تحرير الصحف والكتَّاب والأدباء واختلاق القصص الوهمية حولهم، ولا أظن أنه يوجد شخص فاعل في هذا المجتمع لم يتم التشهير به في الساحات، أميرا كان أو وزيرا أو إعلاميا أو تاجرا، أو غير ذلك.

وبالطبع فإن جميع أعضاء الساحات لا يملكون قدرة حقيقية على الكتابة؛ لذلك لا نقرأ لهم في الصحافة المحلية أو في المواقع الأخرى، وهم مثل الكثير من المرضى الذين يتسللون إلى المراحيض العامة ويكتبون كلاما يظنون أنه خطير جدا، فيخرجون مزهُوِّين بشجاعتهم المزيّفة وبسالتهم الوهمية، وقد يُنسيهم الزهو الاغتسال فيتعرّف عليهم الجميع من رائحتهم!

نعم، فمعظم كتَّاب الساحات رغم اختفائهم وراء أسماء مضحكة (أحيانا أسماء نسائية بسبب عُقد داخلية!)، إلا أنهم أصبحوا معروفين ومكشوفين تماما؛ فالبعض منهم كانوا أشباه صحفيين تم طردهم من صحفهم إما لرداءة أخلاقهم أو ركاكة لغتهم أو نشرهم لأخبار كاذبة، فوجدوا في هذا الموقع المشبوه ضالتهم المنشودة؛ لأن شروط المصداقية معدومة تماما وشروط القدرات الكتابية مسحوقة إلى أبعد الحدود وأبواب الانتقام الشخصي مفتوحة على مصراعيها. أما البعض الآخر فهو مرتبط بشكل أو بآخر بالمنظمات الإرهابية ويحملون سجلات أمنية خطيرة، وهناك فئة قليلة منهم بحثت عن حرية التعبير فأخطأت الطريق. ومن اللافت للانتباه حقا أن أجهزة رقابة الإنترنت سجلت رقما قياسيا عالميا في عدد المواقع المحجوبة؛ وهو الأمر الذي كان له تأثير سلبي على تصنيف الحريات الإعلامية إلا أن هذا الموقع بقي سافرا دون حجب أو حجاب!

عموما، مهما حاول بعض إرهابيي الساحات الاختفاء خلف أقنعة التقوى فإن كل مسلم يدرك أن ديننا الحنيف نهى عن نهش الأعراض والقذف والكذب والتكفير؛ فهل يعرف هؤلاء الخفافيش مبادئ الإسلام؟ هل هم مسلمون حقا؟ هل فكّروا لحظة في يوم الحساب؟ أم أنهم فعلا يعملون لصالح جهات مشبوهة؟

رئيس تحرير جريدة شمس السعودية
[email protected]