تقليد نسبة الأخبار إلى مسؤول رفض ذكر اسمه بدأ في عهد كيسنغر


واشنطن ـ لندن، الشرق الاوسط


حصل الصحافيون المرافقون لنائب الرئيس الاميركي ديك تشيني، خلال رحلته من افغانستان الى عمان، على مقابلة صحافية مع شخص جرى تعريفه فقط بأنه laquo;مسؤول كبير في الادارةraquo; ولكن هوية المسؤول لم يكن صعبا استنتاجها ولم تبق سرا لفترة طويلة. وطوال 9 ايام في جولته تجاهل تشيني الصحافيين ثم وافق على مقابلتهم بشرط واحد هو ألا يذكروا اسمه، لكن الصيغة التي نقلت بها التصريحات اثارت موجة تعليقات في الصحافة الاميركية لانها كانت مباشرة وبصيغة لا تخفي ان هذا المسؤول هو تشيني نفسه.
فالمفارقة، وحسب تقرير لـlaquo;واشنطن بوستraquo; هي ان هذا المسؤول نسب اليه laquo;فلتسمحوا لي بتعليق صحافيraquo; بخصوص محادثات نائب الرئيس الاميركي مع الزعيم الباكستاني. وقال laquo;لقد اطلعت على بعض التقارير الصحافية التي تشير الى ان تشيني ذهب ليهددهم. وهي ليست الطريقة التي اعمل بها. لا اعرف من الذي كتب ذلك، او ربما حصل عليها شخص من مصدر ما لا يعرف ما افعل، او لا يشارك فيه. ولكن فكرة انني أهدد شخصا ما هي غير صحيحة، وفهم غير صحيح، للطريقة التي اعمل بهاraquo;.

وكشف استخدام صياغة ضمير المتكلم شخصية laquo;المسؤول الكبير في الادارةraquo; الا انها اثارت تساؤلات: لماذا شعر تشيني بالحاجة الى الحديث بصيغة لا تكشف عن شخصية المتحدث، ولماذا التزم الصحافيون السبعة المرافقون بذلك ؟

وحسب laquo;واشنطن بوستraquo; فإن مارك سيلفا من صحيفة laquo;شيكاغو تريبيونraquo;، الذي كان بين الصحافيين المرافقين لتشيني في الرحلة، هو من الذين ضغطوا على طاقم نائب الرئيس لتقديم تصريحات مباشرة.

واوضح سيلفا laquo;في بداية اجتماعنا مع مسؤول كبير في الادارة، حيث نصحنا بضرورة ان يكون الحديث في اطار خلفيات، سألناه ايضا ان يتحدث باسمهraquo;. ووافق تشيني على الكشف عن هويته فقط وهو يناقش الهجوم الانتحاري في قاعدة باغرام الجوية في افغانستان التي جرت وهو هناك.

يذكر ان كبار المسؤولين الاميركيين اعتادوا التحدث للصحافيين بدون ذكر اسمائهم، منذ بداية عهد هنري كيسنغر وزير الخارجية السابق في رحلاته الى الشرق الاوسط.