حاورته جنان حسين

اوضح سفير المملكة العربية السعودية لدى الكويت الدكتور عبدالعزيز الفايز ان المملكة سعت الى عقد القمة العربية في موعدها وان استضافتها لها تأتي كجزء من احساسها بالمسؤولية القومية حيث ستشمل باهتمام القادة المشاركين فيها، كل القضايا العربية. واكد السفير الفايز في لقاء مع laquo;الرايraquo; ان قيادة المملكة لن تألو جهدا لتوفير اسباب نجاح القمة، مشيرا الى ان جهود المملكة تنطلق من رؤية ان التضامن العربي ومواجهة الاخطار المشتركة التي تواجه الأمة تتطلب ترجمة البيانات والأقوال الى أفعال. واكد السفير السعودي ان المملكة ماضية في مشاريعها وتحديث المجتمع السعودي وان مسيرة الاصلاحات السياسية لم تتوقف ابدا فيها.

وفي ما يلي نص الحوار:

bull; ماذا عن قمة الرياض المرتقبة؟ هل هي قمة لبنان والعراق؟
- القمة العربية المقبلة هي اولا قمة عربية ستشمل باهتماماتها لبنان والعراق كما ستشمل باهتمام القادة المشاركين فيها كل القضايا العربية، وفي مقدمها القضية الفلسطينية ومعوقات العمل العربي المشترك، وتفعيل الجامعة العربية وقضايا الأمن الاقليمي، فالقمة العربية في الرياض هي قمة ليست مقصورة على موضوع او موضوعين بل ان جدول اعمال المؤتمر يحتوي على تفعيلات اكثر وانا متأكد ان كل موضوع يخطر في ذهن المواطن العربي سينال اهتماما من النقاش والموضوعية.

bull; هل هذا يعني ان المملكة تحتضن القمة العربية وكلها امل في تحقيق نتائج إيجابية ومجدية؟
- المملكة العربية السعودية سعت الى ان تعقد القمة في موعدها وان تستضيفها كجزء من احساسها بالمسؤولية القومية، واؤكد ان المملكة بقيادة خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز وسمو ولي عهده لن تألو جهدا لتوفير اسباب نجاح القمة والمملكة بجهودها لإنجاح القمة تنطلق من مسؤوليتها القومية وكذلك تنطلق من رؤية ان التضامن العربي ومواجهة الاخطار المشتركة التي تواجه الأمة تتطلب ترجمة البيانات والاقوال الى افعال.

bull; ماذا عن مقاطعة ليبيا للقمة وإعلانها عدم الحضور، معللة ذلك بعدم جدية الدول العربية وما موقف المملكة العربية السعودية والقيادة من ذلك؟
- نعتقد ان هذا قرار ليبي، والمملكة حريصة على مشاركة كل الدول العربية لكنها لا تستطيع اجبار دولة على المشاركة ولن تمنع دولة عربية من المشاركة في القمة.

bull; كان لزيارة الرئيس الإيراني احمدي نجاد اهتمام اعلامي كبير كونها (الزيارة) تأتي في ظل الظروف الحالية، فهل هي خطوة في ايران لكسب ود المملكة في ما يتعلق بالملف النووي؟
- المملكة في سياستها الخارجية تسعى الى اقامة علاقات جيدة مع جميع دول العالم، فما بالكم بدول الجوار، والمملكة علاقتها بإيران جيدة وهناك مشاورات ايرانية - سعودية في الكثير من القضايا التي تسعى لتقريب وجهات النظر في هذه القضايا. اما الدوافع الإيرانية ففي اعتقادي ان ايران كدولة مجاورة ومسلمة حريصة على ان تكون علاقاتها جيدة مع المملكة وفيما يتعلق بتفاصيل المباحثات خلال زيارة الرئيس الإيراني احمدي نجاد فهي بين القيادتين.

bull; الجميع ينتظر ويتطلع الى تشكيل الحكومة الفلسطينية باهتمام كبير، هل هذا يعني ان تشكيل الحكومة هو تحقيق ايجابي ونجاح لاجتماع مكة؟
- كما يعرف الجميع، فإن خادم الحرمين الشريفين عندما دعا الى اجتماع مكة كان دافعه وقف الاقتتال ووقف نزيف الدم الفلسطيني والحيلولة دون ان يحمل فلسطيني السلاح في وجه اشقائه الفلسطينيين والاتفاق الذي عقد في مكة تم بحمد الله بالاتفاق بين المسؤولين الفلسطينيين المعنيين لكن في النهاية فإن نجاح اتفاق مكة يتوقف على استعداد الاطراف الفلسطينية على التقيد بما جاء فيه وتشكيل الوحدة الوطنية ووضع مصالح الشعب الفلسطيني فوق كل اعتبار.

bull; اعلن عضو المجلس التشريعي الفلسطيني والقيادي في حركة فتح محمد دحلان ان بديل اتفاق مكة هو حرب اهلية معتبرا ان من يكسر الاتفاق سيكون عاملا لمصلحة اسرائيل؟ فما رأيكم؟
- اعتقد انه كلام منطقي، وان المملكة وجميع المخلصين في عالمنا العربي يرون ان الدم الفلسطيني يجب ان تكون له حرمة وان الجهود الفلسطينية يجب ان توجه لتحقيق الاهداف الوطنية الفلسطينية.

bull; كان لاجتماع مكة لجمع الفرقاء العراقيين امل في تحقيق الاستقرار، ولكن مازال الجميع في انتظار ذلك، هل من مساع جديدة من المملكة لدعم الاجتماع؟
- عقد اجتماع مكة في رمضان الماضي لجمع الفرقاء العراقيين تحت مظلة منظمة المؤتمر الإسلامي، والمملكة لن تألو جهدا في العمل على استقرار الاوضاع في العراق ولكن كما تعلمون فإن ظروف العراق صعبة والتدخلات الاقليمية والدولية فيه واضحة، ومخاوف المملكة من ان يتحول العراق الى ساحة اقتتال مذهبي عبر عنها وزير الخارجية سمو الامير سعود الفيصل، والشعب العراقي يدفع ثمن اخطاء النظام السابق ويدفع ثمن التدخلات الخارجية.

bull; في اطار تواصل الجهود والمساعي الديبلوماسية الكثيفة للمملكة في اكثر من صعيد ماذا تريد المملكة تحقيقه في ظل ما تعيشه المنطقة من توترات؟
- ان المملكة العربية السعودية هي جزء من العالم العربي وتدرك مسؤولياتها الاقليمية والدولية وستبذل كل جهودها لتخفيف التوتر في هذا الجزء من العالم، وان يتم حل النزاعات فيه بصورة سلمية، لذلك جاءت المبادرات السعودية الاخيرة المتمثلة في لقاء مكة بين الفرقاء الفلسطينيين ومحاولة التقريب بين وجهات النظر بين الفرقاء اللبنانيين، من هذا المنطلق والمملكة دولة عضو في مجلس التعاون الخليجي تشارك في جهود مجلس التعاون لتخفيف التوتر الاقليمي المتمثل في الوضع المتردي في العراق والبرنامج النووي الايراني.

bull; تنظر الدول الخليجية اليوم نظرة ثاقبة وبرغبة الى تطوير برنامج نووي مدني سلمي، هل هناك دراسة في هذا المجال بالنسبة للمملكة العربية السعودية؟ وهل من قرار سيتخذ مستقبلا لتفعيل هذه الرغبة؟
- في ما يتعلق بموقف المملكة العربية السعودية تجاه التسلح النووي في المنطقة فهو موقف معروف وواضح والمملكة تدعو الى ان تكون منطقة الخليج ومنطقة الشرق الاوسط خالية من الاسلحة النووية وفي الوقت نفسه تؤكد المملكة ان اي استخدام للتقنية النووية يجب ان يكون للأغراض السلمية فقط ومن هذا المنطلق فإن الجهود الخليجية تتعلق باستعمال الطاقة النووية سلميا والذي اشارت اليه قمة مجلس التعاون الخليجي الاخيرة التي عقدت في ديسمبر الماضي في الرياض وهو يأتي تأكيدا لذلك فالجهود لاستعمال الطاقة سلميا اعلنت تحت مظلة مجلس التعاون الخليجي ويبدو لي ان القرار سيكون قرارا لدول المجلس في تحديد متى وكيف يكون استعمال الطاقة النووية للأغراض السلمية.

bull; حصلت جمعية حقوق الانسان السعودية على درع التميز الحقوقي للعام 2006 من قبل جمعية البحرين لمراقبة حقوق الانسان فهل يشكل موضوع حقوق الانسان حيزا كبيرا في سياسة المملكة المحلية والخليجية والعربية والدولية ، والى ماذا تستند في تحقيق ذلك؟
- في ما يتعلق بموضوع حقوق الانسان فان المملكة تنطلق من تعاليم عقيدتنا الاسلامية التي كرمت الانسان وحفظت حقوقه الاساسية، وحكومة المملكة في مجال حقوق الانسان عبرت عنه بإنشاء هيئتين احداهما حكومية والاخرى اهلية لمتابعة المواضيع المرتبطة بحقوق الانسان وضمان عدم الاساءة الى اي مواطن او مقيم او المس بحقوقه، ولعل ما ذكرته من تكريم لجمعية حقوق الانسان السعودية شاهد دولي على تقدير جهود المملكة في مجال حقوق الانسان.

bull; كيف ستتعامل الحكومة السعودية مع مطالبة الاصلاحيين السعوديين بانتخابات حرة؟
- المملكة ماضية في مشاريعها وتحديث المجتمع السعودي ومسيرة الاصلاحات السياسية لم تتوقف ابدا فيها، ولعل الانتخابات البلدية التي اجريت قبل عامين مؤشر على توجه حكومة المملكة في هذا المجال، اذ ان قيادة المملكة دائما ما تضع مصلحة المواطن السعودي فوق كل اعتبار، وتدرك ان تنمية المجتمع بكافة جوانبها ستؤدي الى اختيار المجتمع الاساليب الملائمة لتطوره وتقدمه.

bull; يعقد العديد من القمم السياسية المهمة من وقت الى آخر في المملكة على مستوى القيادة منها القمة الروسية- السعودية، والقمة الايرانية -السعودية، والقمة الاردنية- السعودية، وغيرها، فهل هذا يعني ان المملكة ماضية في مساعيها لتحقيق السلام العالمي وليس مجرد السلام في الشرق الاوسط؟
- كما ذكرت فان المملكة تدرك ان تحقيق الامن والسلام في الخليج والعالم العربي سينعكس ايجابيا على السلم والامن الدوليين، ولعل ما اشرتم اليه مؤشر واضح على جهود المملكة في هذا المجال، والمملكة العربية السعودية في جهودها تلك لا تنطلق من نظرة انانية تقتصر على مصالحها الوطنية فقط، بل تذهب في نظرتها الى ابعد من ذلك لتحقيق المصالح العربية والاسلامية.

bull; مازال مسلسل الارهاب والاعتداءات مستمرا في المملكة وآخرها ما شهدته المدينة المنورة من اعتداءات على فرنسيين فكيف تواجه المملكة هذه الاعتداءات وما التحديات التي تعيشها في الوقت الذي تحذر القيادة السعودية من التفرقة باسم الدين؟
- الارهاب ظاهرة عالمية والارهاب لا وطن ولا دين له، ومحاولة صبغ الارهاب بصبغة اسلامية محاولهة يرفضها كل مسلم والاعمال الارهابية في السعودية تضاءلت والحمد لله بفضل كفاءة الاجهزة الامنية واصبحت اعمالا فردية معزولة جبانة، والحادث المؤسف الذي راح ضحيته عدد من المواطنين الفرنسيين المسلمين دليل على ان من قام به لا يمكن ان يكون مسلما حقيقيا، فالاجهزة الامنية السعودية وبفضل من الله ومن ثم بفضل دعم القيادة استطاعت ان تصل الى درجة من الكفاءة والقدرة على التعامل مع الجماعات الارهابية ولكن يجب ان ننظر الى العمليات الارهابية على انها مرض ابتلي به العالم وليس المملكة فقط، والمملكة العربية السعودية تقوم بدورها في مكافحة هذا المرض.