تركي السديري

ترددت كثيراً في الكتابة حول هذا الموضوع..

هل تستحق quot;حبة الخالquot; في الجسد الخليجي.. قطر.. التناول عبر مقارنات وسياق أدلة لا تحتاج إلى أعجف كاذب مثل هيكل الذي تحدث يوم الجمعة ظهراً وكأن لا أحد مسؤولاً في القاهرة غيره وغير عبدالناصر.. لأن نقل وجهات النظر مع أكثر من مسؤول أمريكي إلى عبدالناصر وبالعكس كان الوسيط فيه هيكل.. هذا الرجل الذي لا يزكي نفسه إلا عبر أموات.. استفدنا حقيقة لم يقصدها وهي أن هزيمة 67كانت بسلاح سوفييتي ولم تكن بالسلاح الأمريكي المرفوض..

وهيكل لا يختلف عن الخليط الذي لا يوجد فيه مشاركة قطرية داخل قناة الجزيرة، التي عندما نقوم باستعراض سريع لمسلكيتها الإعلامية ندرك وبوضوح أنها وجدت ورصدت لها الميزانيات كي تمارس دور هدم داخل المجتمع السعودي وليس داخل الحكومة السعودية.. هل المملكة هي أكثر الدول العربية عيوباً تنموية أو تعليمية أو اقتصادية أو سياسية؟.. طبعاً الجواب لا.. إذاً لماذا تقتصر الندوات والاستضافات والتقارير على المملكة فقط؟.. بل هناك دول عربية تعيش كوارث صراعات وتخلفاً.. ومع ذلك لم يمتد لها لسان النقد الجارح في قناة الجزيرة..

لعلنا إذا راقبنا هذه المسلكية وربطنا معها منذ سنوات بعيدة مسلكية قوى كبرى أوهمتها منظمات يهودية أن سقوط الاتحاد السوفييتي أصبح يسمح لها بأن تفكر في الاستيلاء على ثروات الشرق الأوسط وأن تنفذ ما سمي بعد ذلك بخارطة الشرق الأوسط الجديد.. عرقياً وطائفياً.. وكانت تطمح أن تكون إسرائيل الأكثر استقراراً وهيمنة.. لكن الله بالمرصاد.. فانكشاف الطموحات الإيرانية التي لم تقف عند حدود العراق ولكنها تواجدت في لبنان واستغلت الوضع السوري أمام الاحتلال الإسرائيلي فكان لابد أن تعيد الحسابات فتبرز الرياض كعاصمة ذات مصداقية لعبت أدواراً إيجابية لوضع حلول لمشاكل استعصت على القوى الدولية.. رافق ذلك حملات تشكيك لم يصغ إليها أحد لأن آراء من يعنيهم الأمر في العراق ولبنان وسوريا وفلسطين كانت أكثر وضوحاً في تقدير نزاهة قيادة الرياض.. وليس هذه الأطراف العربية وحدها من استفاد من نزاهة الرياض بل إن واشنطن أدركت أن الرياض هي الأقدر على صياغة نزاهة المواقف..

نستطيع أن نفهم أيضاً لماذا حتم دور من يحكمون قطر الآن أن يخلعوا الأب ليضعوا مكانه الابن؟.. وكان من السهل أن يوفر توافق بين أب وابن لما فيه مصلحة المجتمع الصغير في قطر.. ولكن لأن المطلوب في ممارسة حكم الدوحة هو خروج أخلاقي ما كان يمكن أن يقبل به الأب..

ترى كم برنامج تضليلي كان يمكن أن تبثه قناة الجزيرة لو أن المملكة فتحت مكتباً تجارياً لإسرائيل.. أو أن وزير خارجيتها قضى أوقاتاً ممتعة صيفاً في تل أبيب؟.. ومثلها صور خارجة عن أوضاع مخلة للغاية في باريس..

هل فواتير فنادق وادعاء عمولات لوسطاء هو في حجم ما يحدث في قطر من خرق للوئام الخليجي وتبديد لمساعي القوى العربية نحو سلام عادل.. وتبذير للعائدات الاقتصادية؟..

هل احتكرت زوجة أمير سعودي شركة لسيارات الأجرة؟.. وهذا أتفه انحدار للاستحواذ على المال.. من الذين اعتقلوا في المملكة؟.. لا أحد.. لكن كم عدد الذين غُيّبوا وبعضهم من الأسرة الحاكمة في قطر.. لأن ما يحدث مخجل ومعيب..

إن من يلتزم بأداء أدوار لا خيار له فيها لا يستطيع أن يلبي رغبة حاكم دولة خليجية عندما سمع الإعلان عن البرنامج التافه وطلب إيقافه فلم يفعل، ولا أن يعي مهاتفة حاكم خليجي آخر قال له ما تفعلونه ليس له ما يبرره.. أنتم تجمعون تصريحات أوروبيين أصحاب مشاكل مع بعضهم وليس رأي حكومات لكي تسيئوا إلى دولة خليجية كبرى.. اعذرونا لو جارينا أي قرار تتخذه السعودية..

لا أدري.. هل من المناسب لو اقترحت أن يبني سمو الأمير سلطان رجل الخير والنبل مدينة طبية في قطر مثلما فعل في المملكة.. أو يفتح جامعة أهلية أو ينفذ برنامج إسكان للمطرودين من آل مرة قرب حدود قطر مثلما تبنى مشاريع الاسكان الخيري في مدن المملكة؟..

سلطان لم يتعملق بأضواء إعلامية ولا بثناء من وزير إسرائيلي ولم ينفذ أدواراً سيئة ضد آخرين أو أن يكون مجرد حاكم لقناة تضليلية مثل قناة الجزيرة.. لكنها حبة الخال..