أوسلو تكسر الحصار وأوروبا مستعدة لتعاون مشروط



غزة، رام الله ، عواصم - منتصر حمدان، رائد لافي، وكالات

قررت النرويج كسر الحصار المفروض على الشعب الفلسطيني متمردة على حملة الابتزاز الأمريكي ldquo;الإسرائيليrdquo; والتردد الغربي، وأعلنت رئاسة الاتحاد الأوروبي استعدادا مشروطا للتعاون مع الحكومة الجديدة، ولاحظ وزير الإعلام الفلسطيني د. مصطفى البرغوثي بداية تفكك الحصار الدولي، في الوقت الذي بدأت حكومة الوحدة مهماتها الصعبة بعد حصولها على الثقة وأدائها اليمين الدستورية، وستعقد أول اجتماعاتها اليوم.

ولوحظ أن كلمتي الرئيس محمود عباس ورئيس الوزراء إسماعيل هنية بدتا متناغمتين في ما يشبه توزيع الأدوار.

وأعلن وزير الخارجية النرويجي يوناس غارستور، في بيان، ان برنامج حكومة الوحدة يقوم بخطوات مهمة تلبية للشروط التي فرضها المجتمع الدولي، ولهذا السبب تريد النرويج استئناف العلاقات السياسية والاقتصادية مع الحكومة الفلسطينية.

وأعلن البيت الأبيض أن الرئيس الأمريكي جورج بوش لن يتفاوض مع الحكومة الفلسطينية الجديدة لأنها لا تقبل شروط المجتمع الدولي، ومنها الاعتراف بحق ldquo;إسرائيلrdquo; في الوجود، في موقف يتطابق بالكامل مع الموقف ldquo;الاسرائيليrdquo;.

ودعا الأمين العام لمنظمة المؤتمر الإسلامي اكمل الدين احسان اوغلو العالم إلى منح فرصة للحكومة الفلسطينية ورفع الحصار. وقال اوغلو لوكالة فرانس برس ldquo;أتوجه إلى دول العالم اجمع لتلتف حول حكومة الوحدة وترفع الحصار الدولي المفروض وتعطي الحكومة التي التزمت المواثيق الدولية فرصةrdquo;. وتمنى اوغلو الذي حضر أداء الحكومة اليمين الدستورية ان ldquo;تنجح هذه الحكومة في تحقيق الازدهارrdquo;، مشددا على أهمية تأمين الدعم المالي لها.

وأعربت رئاسة الاتحاد الأوروبي، التي تشغلها حاليا ألمانيا، في بيان عن ldquo;استعدادها للتعاون مع حكومة فلسطينية شرعية تتبنى برنامجا يعكس مبادئ اللجنة الرباعيةrdquo;. ورحبت بتشكيل الحكومة.

واعرب الاتحاد عن استعداده ldquo;لتقديم الدعم مجدداrdquo; للحكومة الفلسطينية مشددا على انه ldquo;سيدرس بعناية برنامج الحكومة والأعمال التي ستقوم بها والتي سيقوم بها وزراؤهاrdquo;.

وكانت متحدثة باسم رئاسة الحكومة ldquo;الاسرائيليةrdquo; أعلنت أن ldquo;تل أبيبrdquo; لن تتفاوض مع الحكومة الفلسطينية الجديدة مؤكدة، ان ldquo;إسرائيلrdquo; لن تعترف أبداً بهذه الحكومة ldquo;ولن تعمل معها ولا مع أي من اعضائهاrdquo;.

لكن د. مصطفى البرغوثي أكد بداية تفكك تحالف الضغط الذي جندته ldquo;إسرائيلrdquo;، وأكد في حديث خاص ل ldquo;الخليجrdquo; أن الحكومة التي ستعقد اليوم أول اجتماع لها، ستبحث برنامج عمل جرى إعداده مسبقا ويتضمن المباشرة بمجموعة تحركات دبلوماسية وسياسية على الصعيد العربي والدولي من اجل كسر الحصار.

وقال البرغوثي ldquo;ان إنجاز تشكيل حكومة الوحدة الوطنية سوف يساهم في تفكيك الحصار والتحالف الظالمrdquo;، مؤكدا أن البرنامج السياسي الذي طرحته الحكومة الجديدة يمثل البداية الأولى في مواجهة الحصار الذي بدأ يتفكك، مشيرا إلى أن الموقف النرويجي يمثل البداية وسيتبعها سلسلة انهيارات في الحلف ldquo;الإسرائيليrdquo;، وأكد أن وزير الخارجية النرويجي في طريقه للأراضي الفلسطينية وسوف يلتقي مع أعضاء الحكومة الجديدة.

اجتماع الحكومة اليوم أكده رئيس الوزراء هنية، وأضاف أن الاجتماع الذي سيعقد بحضور الرئيس عباس يمثل بداية العمل، وأكد أنه تلقى اتصالا هاتفيا من العاهل السعودي الملك عبدالله بن عبدالعزيز الذي هنأه بتشكيل الحكومة.

وقال وزير المالية في الحكومة الجديدة سلام فياض ldquo;ان الحكومة سوف تبذل كافة الجهود من اجل تجنيد الدعم المالي والمساعدات الدولية لضمان إنجاز مهامهاrdquo;.

وأوضح أن الحكومة الجديدة معنية بإعادة العلاقات مع المجتمع الدولي على الصعيدين الاقتصادي والسياسي الا انه قال ldquo;لا توجد ضمانات أو وعود بشأن مساعدات، لكننا سنحاول بكل جهدنا من اجل توفير ما يحتاجه الشعب الفلسطينيrdquo;.

وأدت الحكومة الفلسطينية أمس اليمين الدستورية في احتفال أقيم في مقر المجلس التشريعي في آن واحد في غزة ورام الله. وعلى التوالي أدى أعضاء الحكومة يتقدمهم رئيسها إسماعيل هنية اليمين، وصافح الرئيس محمود عباس أعضاء الحكومة واحدا واحدا.

وكان المجلس صوت بأغلبية ساحقة على منح الثقة لأول حكومة وحدة وطنية، وحصلت الحكومة على تأييد 83 نائباً من بين 87 نائباً حضروا الجلسة، فيما حجب ثلاثة نواب الثقة عنها بينهم نائبان من الجبهة الشعبية، كما امتنع نائب عن التصويت، وتغيب أربعة بداعي السفر مع العلم أن ldquo;اسرائيلrdquo; تعتقل 41 عضواً غالبيتهم من نواب ldquo;حماسrdquo;.

وفي افتتاح الجلسة حدد الرئيس الفلسطيني الخطوط العريضة لبرنامج عمل الحكومة الجديدة، مؤكداً أن الفلسطينيين ldquo;ينبذونrdquo; العنف بكل أشكاله، ودعا ldquo;إسرائيلrdquo; الى استئناف مفاوضات السلام للتوصل الى حل يستند إلى الشرعية الدولية، ودعا رئيس الوزراء هنية الى وضع حد للعزلة الدولية للفلسطينيين، وقال في كلمته إن حكومته ldquo;تحترم قرارات الشرعية الدولية والاتفاقات التي وقعتها منظمة التحرير الفلسطينية، واضاف أن المقاومة بكل أشكالها بما فيها المقاومة الشعبية الجماهيرية حق مشروع للشعب الفلسطيني كفلته كافة الأعراف والمواثيق الدولية. وأكد القبول بدولة فلسطينية على حدود ال67 عاصمتها القدس.

وقال النائب الثاني لرئيس المجلس التشريعي د.حسن خريشة لrdquo;الخليجrdquo;: إن التوافق الذي جرى تحقيقه بين حركتي فتح وحماس، يحمل حسنة واحدة تمثلت في وقف الاقتتال الداخلي، مبديا خشيته من ان يمتد هذا التوافق ليشمل خرق القانون الأساسي والأنظمة الداخلية.

اضاف خريشة انه لم يمنح الثقة للحكومة لأسباب عديدة منها إدراكه أن تشكيل حكومة الوحدة جاء ldquo;استجابة للضغط والتدخلات الأمريكية بأدوات فلسطينيةrdquo;، إضافة إلى التزامه بربط منح الثقة للحكومة بالإفراج عن النواب المعتقلين، بمن فيهم رئيس المجلس التشريعي.