الجمعة 23 مارس 2007


ساركوزي يؤكد quot;ضرورةquot; المحكمة وجعجع ينقل عن صفير دعمه المطلق لها
ويدعو برّي الى quot;التصرّف كحَكمquot;

السنيورة يحذّر من quot;تشريعquot; توجّهات انقلابيّة تطيح الدستور

على مسافة أربعة أيام من انعقاد القمة العربية في الرياض، وفي انتظار ما ستحمله الأيام القليلة المقبلة، يختتم الأسبوع على مجموعة مؤشرات تحمل دلالات من شأنها إبقاء الأفق مفتوحاً على كافة الاحتمالات.

في المعطى الأول، ان رئيس quot;تيار المستقبلquot; النائب سعد الحريري لا يخفي، وبحسب ما نقل عنه وزير الدولة البريطاني لشؤون الشرق الأوسط كيم هاولز، quot;قلقه من النفوذ الذي تمارسه سوريا على المفاوضات (القائمة بينه وبين الرئيس نبيه بري) وعلى الحياة السياسية اللبنانية بشكل عام، وتخوفه من أن سوريا القلقة على موقعها، والتي تبدو ملاذاً للإرهاب، ستتصدى لأي نهاية ناجحة لهذه المفاوضاتquot;. ولفت هاولز الى أن تقويم الحريري quot;كان تقويماً متشائماً لإمكان قيام استقرار وتوافق في المستقبل(..)quot;.
السنيورة
بالتزامن، وفي المعطى الثاني، مواقف بارزة لرئيس مجلس الوزراء فؤاد السنيورة الذي لفت الى quot;أننا في أزمةٍ كبيرةquot;، لكنه جدد تأكيد دعوته الى quot;الحوار والعودة إلى منطق المؤسساتquot; سبيلاً للخروج من الأزمة، معلناً تأييده الحوار quot;دون شروط مسبقة، شرط ألا يؤدي إلى نتائج تعطل الدستور وتطيحهquot;.
الرئيس السنيورة نبّه الى quot;ان الظروف التي يمر بها لبنان بالغة الخطورة والأهمية، والخروج من الأزمة بات يتطلب جهداً كبيراً لتجاوز ما حصل ويحصلquot;. وعزا سبب ما حدث الى quot;الخروج على الدستور وعلى النظام الديموقراطي ومؤسساتهquot;، معرباً عن أسفه quot;لأن البعض كان يمارس سياسة بوجهين: وجه القبول بالنظام الديموقراطي ووجه التلطي خلف الخيار الديموقراطي، ولكن في اللحظة التي لم يعد ينفع فيها التلطي والاختباء والمواربة كانت القطيعة الداخلية بالخروج على المؤسسات ورفض الحوار واعتباره خديعة لا طائل من ورائهاquot;.
ورأى أنه quot;ليس مجدياً تخريب الموجود دائماً والعودة إلى نقطة الصفر أو الإرغام على أعراف غير دستورية مثل أعراف الوصاية أو بدعة الاعتصام اللانهائي في وسط بيروت، وكلها تناقص أسس نظامنا الديموقراطيquot;، وقال quot;لقد تظاهر إخوان لنا واعتصموا منذ أكثر من مئة يوم وقلنا لهم إننا نرحب بتعبيرهم عن رأيهم بالرغم من أن اعتصامهم ليس خطوة قانونية وهي من خارج المؤسسات الديموقراطية، وفي المقابل، فإن مجرد تحرك مجموعة من نواب منتخبين من الشعب إلى قاعات مجلس النواب للمطالبة بجلسة عامة ولممارسة دورهم اعتبر البعض أن تحركهم يشكل استفزازاً وخروجاً عن الأصولquot;، منبهاً الى أن quot;ما نشهده هو محاولة لتشريع توجهات انقلابية تطيح بقيمنا الديموقراطية عبر وسائل رفضناها سابقاً ونكرر اليوم أننا لن نخضع لها (..)quot;.
ثالثاً، وفي أول زيارة له الى الصرح البطريركي اثر عودته من العاصمة الفرنسية حيث التقى الرئيس جاك شيراك، لفت رئيس الهيئة التنفيذية لـquot;القوات اللبنانيةquot; سمير جعجع بعد لقائه البطريرك الماروني الكاردينال نصر الله صفير الى المؤتمر الصحافي الأخير لبري، فرأى أنه quot;كتير حلو، ولكن فيه مشكلة وحيدة أنه غلطquot;، وقال إنه quot;أفقد نفسه صفة الحكمquot;، وتمنى عليه quot;ان يستدرك ويعود لتأدية دوره كحكم لأننا في حاجة الى هذا الدورquot;، مضيفاً quot;انهم يحضرون منذ اليوم لتعطيل انتخابات رئاسة الجمهورية بواسطة طروحات كاعتماد الثلثينquot;.
جعجع شدد على وحدة قوى 14 آذار وأن النائب الحريري quot;يفاوض انطلاقاً من ورقة عمل مشتركةquot; لهذه القوى، وعلق على ما يثار عن صفقة على حساب المسيحيين بالقول إن quot;من يفكر هكذا عقله صغيرquot;، وأعلن أن quot;ما يقوله البطريرك صفير حول المحكمة هو أننا أصبحنا تحت مستوى الدرك ولا نستطيع إقرارها في لبنان وهو مع المحكمة بالمطلقquot;، ونعى quot;ميثاق الشرفquot;، وسأل أين هو هذا الميثاق، وقال quot;نحن من جهتنا كلمتنا وحدها تكفي وأعطينا كلمتنا في هذا الخصوص. ولكن للأسف الذين وقّعوه رأينا ماذ فعلوا بعد أيام عدة (..)quot;.
ساركوزي
في المعطى الدولي، مواقف للمرشح للرئاسة في فرنسا نيقولا ساركوزي، الذي أعلن أن لبنان سيكون أولوية بالنسبة اليه في حال فوزه، وأنه quot;لا يمكن الابتعاد عن الكلام مع سورياquot;، لكنه سأل هل هذه الأخيرة quot;جاهزة لأن تصبح محاوراً جدياًquot;، معتبراً quot;حزب اللهquot; quot;ميليشيا مسلحة خارجة عن سلطة الدولة اللبنانية وهو يتقيّد بأوامر ومصالح سوريا وإيرانquot;.
ساركوزي أكد في مقابلة صحافية أن قيام المحكمة الدولية quot;ضرورةquot;، وقال quot;إن جرائم بشعة وجبانة كالتي أودت بحياة الرئيس رفيق الحريري وحياة الوزير بيار الجميّل يجب ألا تبقى بلا عقابquot;، معتبراً أن quot;العدالة ليست خياراً وإذا تحولت قضية المحكمة الى مادة خلافية فذلك لأن هناك عدداً قليلاً من الناس داخل لبنان وخارجه لا مصلحة لهم في كشف القتلة (..) وإذا كان البعض يعارض إنشاءها فذلك لأن حملة واسعة من الأضاليل سعت الى جعلهم يعتقدون أنها لن تكون نزيهة (..)quot;.
بيلليغريني
في غضون ذلك، أعلن القائد السابق لقوات الطوارئ الدولية في لبنان quot;اليونيفيلquot; الجنرال آلان بيلليغريني من باريس أن التهديد quot;الرئيسيquot; في لبنان quot;ليس حزب الله بل المجموعات الإسلامية المرتبطة بتنظيم القاعدةquot;. وقال quot;حين يفكر المرء في التهديدات في لبنان يفكر في حزب الله، ولكن أعتقد أن الوضع اليوم ليس على هذا النحو، التهديد هو التهديد الإسلامي، إنهم هؤلاء المرتبطون بالقاعدة، المجموعات الصغيرة السنيةquot;، مضيفاً quot;نعلم بوجود مجموعات لا تريد الخير، نعلم تقريباً مكان وجودها، نعلم أنها في صدد إعداد خطط لإلحاق الضرر باليونيفيل (..)quot;.
مسلسل العبوات
وغير بعيد، برز تطور أمني خطير، ويحمل غير دلالة ومعنى، تمثل بالعثور داخل حرم الجامعة الأميركية في بيروت على عبوة من المواد المتفجرة، على مقربة من مكان انعقاد الجمعية العمومية لعمال ومستخدمي الجامعة، وقبله بساعات معدودة.
وأوضح رئيس الجامعة بالوكالة الدكتور مارون كسرواني quot;أن زنة العبوة 200 غرام وهي من مادة quot;تي ان تيquot; كانت موضوعة في كيس ورقي في باحة قاعة عصام فارسquot;، وقد عملت القوى الأمنية على تفكيكها.
كذلك تلقت القوى الأمنية اتصالاً هاتفياً من فتى مجهول الهوية أفاد بوجود عبوة داخل ثانوية جبران في منطقة بئر حسن، تبين اثر الكشف أن الاتصال كاذب.
مواقف داخلية
في هذه الأثناء، أعلن أمين سر quot;حركة اليسار الديموقراطيquot; النائب الياس عطا الله أن أي اجتماع لقوى 14 آذار quot;محكوم ببرنامج 14 آذار المبني على الثوابت الوطنيةquot;. واعتبر أن quot;حجم الانفعال والسلبية الذي تمثل برد الرئيس بري على ما قام به النواب لا يصب في جوهر منطق عمل المؤسسات الدستوريةquot;. وسأل quot;ما الذي لسع بري في مشهد النواب في المجلس في بداية الدورة العادية؟quot;، فيما أعلن القيادي في حركة 14 آذار النائب السابق فارس سعيد دعم الحركة حوار بري ـ الحريري، مشيراً الى أنها quot;مع تسهيل مرور المحكمة الدولية ومناقشتها على قاعدة ألا يعطى لأي حزب أو لأي طائفة أو لأي تجمع سياسي الثلث المعطل (..)quot;.
quot;حزب اللهquot;
في المقابل، لفت quot;حزب اللهquot; على لسان رئيس كتلة quot;الوفاء للمقاومةquot; النائب محمد رعد الى أن ما يسمى quot;معارضةquot; قدمت quot;أقصى التنازلات الممكنةquot;، معتبراً أن ما طرحه الرئيس بري quot;هو الجاهز والمطلوب (..)quot;.