ندوة لندنية تسلط الضوء على خوض إيران حربا laquo;غير تقليديةraquo; ضد التهديد العسكري

لندن ـالشرق الأوسط
تأتي أزمة البحارة البريطانيين ضمن سلسلة من التطورات تخص ايران على الساحة الدولية وخاصة التهديد العسكري ضدها. ولفت عدد من الخبراء، أمس، الى ان أزمة البحارة تأتي على خلفية شعور الشعب الايراني بالظلم من قبل البريطانيين منذ عقود. وقال الخبير في الشؤون الايرانية والمستشار في شؤون الطاقة مهدي وارزي، ان النظام الايراني laquo;يصارع من أجل البقاء وكسب احترام الآخرين لهraquo;. وأضاف وارزي الذي كان يتحدث في ندوة حول العلاقات البريطانية ndash; الايرانية في معهد laquo;تشاثام هاوسraquo;: laquo;إيران لديها تاريخ قديم، وتتوقع ان يحترمها الآخرون وألا يتجاهلها الآخرونraquo;. وأوضح أن أزمة البحارة على خلفية laquo;شك إيراني شعبي تجاه بريطانيا قديماً معمقا ومتصلا بتاريخ التدخلات البريطانية في إيران، منذ الحرب العالمية الاولى حتى الحرب في العراقraquo;. ولفت وارزي الذي كان يعمل في وزارة الخارجية الايرانية حتى الثمانينيات من القرن الماضي، الى ان laquo;ايران محاطة بالجنود الاميركيين وعناصر رفيعة المستوى في القيادة الايرانية، تتوقع ضربة عسكرية في وقت ماraquo;، مما يدفعها الى laquo;خوض حرب غير تقليديةraquo; ضد الولايات المتحدة وحلفائها laquo;لأن الحكومة تعلم أنها ستهزم عسكرياً اذا اضطرت الى محاربة الاميركيين بالطرق التقليديةraquo;. واعتبر الخبير الايراني هورمز نفيسي الذي عمل في الحكومة الايرانية حتى الثمانينيات من القرن الماضي، أن أزمة البحارة laquo;هي أزمة كان من المتوقع ان تحصل في أية لحظة مع كل الذي يحصل في المنطقةraquo;، منبهاً بأن laquo;مثل هذه الحوادث حدثت في الماضي ومع الاسف لم تأخذ الدروس، ولكن علينا النظر اذا ستتعلم الحكومات من هذه الحادثةraquo;. وأضاف: laquo;تاريخياً، الإيرانيون ينظرون الى انفسهم بأنهم مظلومون، من الانقلاب ضد مصدق (عام 1953) الى الحرب مع العراق حتى ازدواجية المعايير في التعامل مع الملف النووي، ولهذا سيستخدم النظام كل لعبة متاحة لكسب الدعم الشعبي لهذه المسألةraquo;. من جانبه، قال السفير البريطاني السابق في ايران السير ريتشارد دالتون ان laquo;التفاوض مع الايرانيين دائماً قابل للتقلبات... ومطالب الايرانيين بإعطائهم شيئاً للحفاظ على ماء الوجه في حل أي قضيةraquo;. واعتبر دالتون أن أزمة البحارة البريطانيين laquo;تثبت بأن ايران غير مسؤولةraquo; أمام الدول الغربية، إلا ان وارزي قال: laquo;تستطيع ايران اليوم ترك هذه القضية والقول انها كسبتraquo; هذه الجولة في الصراع المتواصل بين الطرفين.