الثلاثاء 10 أبريل 2007



رسالة نيويورك ـ طارق فتحيا الأهرام

السيناريو بدأت تظهر ملامحهrlm;,rlm; جميع الأطراف سارت معا في طريق تصعيد الضغوط علي السودانrlm;:rlm; السفيران الأمريكي والبريطاني لدي الأمم المتحدة من ناحيةrlm;,rlm; والمفوضية العليا لحقوق الإنسان والاتحاد الإفريقي من ناحية أخريrlm;,rlm; والاتحاد الأوروبي من ناحية ثالثةrlm;.rlm;

الجميع يعتقد أن قرارا جديدا بالعقوبات من مجلس الأمن ضد السودان قد آن أوانهrlm;,rlm; وباتت كل الأطراف مقتنعة أن قرار مجلس الأمن رقمrlm;1706rlm; القاضي بنشر قوات دولية في دارفور لم يعد كافيا للتعامل مع الرئيس السوداني عمر البشير الذي وصفه في أكثر من مناسبة بأنه قرار جائرrlm;,rlm; لأنه ساوي بين الفصائل المتمردة التي وقعت اتفاقية سلام معه في أبوجاrlm;,rlm; والفصائل التي لاتزال تحمل السلاحrlm;,rlm; مما يوصل رسالة سالبة تعيق التوصل إلي إحلال السلام في الإقليمrlm;.rlm;

الجميع يسير في هذا الاتجاه إلا بان كي مون الأمين العام للأمم المتحدةrlm;,rlm; الذي يفضل حتي الآن الظهور في دور المايسترو الذي يضبط إيقاع سرعة وصول قرار العقوبات إلي جلسة التصويت في مجلس الأمنrlm;.rlm; فهو يري أنه لايزال في حاجة إلي مزيد من الوقت لإقناع الرئيس البشير بقبول نشر القوة المشتركة من الأمم المتحدة والاتحاد الإفريقي لحفظ السلام في الإقليمrlm;.rlm;

الخرطوم نفسها تقولrlm;:rlm; إن قرار العقوبات ضدها قد تم إعداده بالفعل في مجلس الأمنrlm;,rlm; فها هو السفير البريطاني جونز باري لدي الأمم المتحدة قد حدد عناصره الرئيسية ولم يتبق سوي تمريره في جلسة تصويت وشيكة قد تعقد خلال أسبوعين أو ثلاثةrlm;.rlm;

السفير البريطاني بدت عليه السعادة في أول مؤتمر صحفي يعقده بمناسبة تولي بلاده الرئاسة الدورية لمجلس الأمن في أبريل الحاليrlm;,rlm; وقالrlm;:rlm; إن قرار العقوباتrlm;(rlm; كما تريده لندنrlm;)rlm; لابد أن يتضمن فرض عقوبات علي اثنين من كبار مساعدي الرئيس السودانيrlm;,rlm; وحظر تصدير السلاح إلي السودانrlm;,rlm; وفرض قيود علي الحركة من وإلي دارفورrlm;.rlm;

القائم بأعمال المندوب الأمريكي لدي الأمم المتحدة السفير ألكساندرو وولف قالrlm;:rlm; إن صبر الأمين العام للأمم المتحدة ليس كبيرا تجاه الخرطومrlm;,rlm; ولم ينف أو يؤكد إعداد واشنطن مجموعة جديدة من العقوبات لفرضها علي الخرطومrlm;,rlm; من بينها تشديد القيود علي الشركات السودانية التي تتعامل بالدولارrlm;,rlm; وفرض قيود علي السفر والتعاملات المصرفيةrlm;.rlm;

أنجيلا ميركل المستشارة الألمانية طرحت أمام البرلمان الأوروبي في بروكسل الأربعاء الماضي مسألة فرض الاتحاد الأوروبي لعقوبات منفردة ضد الخرطوم بسبب استمرار تدهور الأوضاع الإنسانية في إقليم دارفورrlm;,rlm; وقالتrlm;:rlm; إنه يجب بحث هذا الإجراء في حال عدم تصرف مجلس الأمنrlm;,rlm; وإن بلادهاrlm;(rlm; التي ترأس الدورة الحالية للاتحاد الأوروبيrlm;)rlm; ستبذل كل ما في وسعها لإصدار قرارات أكثر صرامة في مجلس الأمن حتي تتمكن أخيرا من إحراز تقدمrlm;.rlm;

وفي سياق توزيع الأدوار أعلنت وزارة الخارجية الأمريكية أن جون نيجروبونتي المسئول الثاني بالوزارة سيزور السودان وليبيا وتشاد الأسبوع الحالي لمناقشة الأزمة في دارفورrlm;.rlm; وقال شون ماكورماك المتحدث باسم الخارجية الأمريكيةrlm;:rlm; إن المحادثات ستركز علي دارفور وليس علي القضايا الثنائيةrlm;.rlm; كما سيزور نيجروبونتي تشاد وهي طرف إقليمي آخر في الصراع بدارفور التي تصف الولايات المتحدة ما يحدث بها للإبادة الجماعيةrlm;.rlm;

لويز أربور المفوضة العليا لحقوق الإنسان في الأمم المتحدة الحكومة السودانية طلبت في بيان عاجل لها الجمعة الماضية سرعة الكشف عن عمليات الاغتصاب وجرائم الحرب التي ارتكبها الجنود السودانيون والميليشيات الحليفة لها في دارفور خلال ديسمبر الماضيrlm;,rlm; وطالبت بتحقيق محايد وشفاف في أسرع وقتrlm;,rlm; وقالتrlm;:rlm; إن نتائج هذا التحقيق يجب أن تنشرrlm;,rlm; كما يجب ملاحقة المسئولين قانونيا وتعويض الضحاياrlm;,rlm; وأعربت عن قلقها البالغ إزاء تصاعد الاعتداءات الجنسية في منطقة جبال مرةrlm;(rlm; شرق دارفورrlm;),rlm; حيث تشكل جرائم حرب لاستخدامها بشكل منهجي لإرهاب الأهاليrlm;,rlm; وأحصت الأجهزة التابعة لها وقوعrlm;15rlm; حالة اعتداء جنسيrlm;,rlm; أي بمعدل حالة اغتصاب كل يومين في الإقليمrlm;.rlm;

الاتحاد الإفريقي برئاسة كوناري ندد من جانبه بمقتل خمسة جنود سنغاليين من قوة حفظ السلام التابعة له الأسبوع الماضي في الإقليمrlm;,rlm; وانتقد الاتحاد الإفريقي السودان لفرض قيودا علي عملية حفظ السلام المحملة بأعباء تتجاوز طاقتهrlm;,rlm; واعتبر الاتحاد الإفريقي في بيان له أن مقتل الجنود الخمسة الذين كانوا يحرسون خزانا للمياه قرب الحدود مع تشاد يعد أكبر خسارة بشرية في هجوم منفرد علي قوة الاتحاد في السودانrlm;.rlm;

واشتكي الاتحاد الإفريقي من أن قوته البالغ عددهاrlm;7000,rlm; قد ناءت بالحملrlm;,rlm; وأنها تفتقر إلي العتاد والسلاح بشكل لا يمكنها بمفردها من حفظ الأمن في دارفورrlm;,rlm; ولعل المحادثات التي سيجريها كوناري مع بانكي مون في الأمم المتحدة منتصف أبريل الحالي سوف تركز علي هذه النقطة بالذاتrlm;.rlm;

مناقشات مجلس الأمن الأسبوع الماضي حول الأوضاع في الشرق الأوسط اتهمت هي الأخري في مجملها الرئيس السوداني ومساعديه بتعطيل اتفاقات سبق أن وافقت الخرطوم عليها بشأن نشر قوات حفظ السلام التابعة للأمم المتحدة جنبا إلي جنب مع قرارات الاتحاد الإفريقي في الإقليمrlm;.rlm; وتتكون خطة الأمين العام للأمم المتحدة من ثلاث مراحلrlm;,rlm; الأوليrlm;:rlm; إرسال قوة محدودة العدد من عسكريين ومدنيين تابعين للأمم المتحدة إلي دارفورrlm;,rlm; يتبعها في المرحلة الثاني إرسال قوة منrlm;2500rlm; رجلrlm;,rlm; وأخيرا قوة من عشرة آلاف جندي آخرين لتشيكل قوة مختلطةrlm;.rlm;

وبات السؤال الآنrlm;:rlm; إلي أي مدي يمكن أن تتحمل الخرطوم قرارا جديدا بالعقوبات؟ وهل تتطور الأزمة إلي التهديد بإصدار العقوبات بموجب الفصل السابعrlm;,rlm; أي بالعمل العسكري ضد بوابة مصر الجنوبية؟

الأسبوعان المقبلان قد يحملان الكثير للسودان ولجميع بلدان المنطقةrlm;.rlm;