قال إن قوى laquo;14 آذارraquo; قادرة على اختيار مرشحها للرئاسة


بيروت -ثائر عباس


اعتبر وزير الشباب والرياضة اللبناني ان تراجع حزب الله عن موافقته على خطة النقاط السبع التي اقرها مجلس الوزراء خلال الحرب الاسرائيلية على لبنان laquo;يزعزع الثقةraquo; بأي اتفـاق مسـتقبلي مع الحزب. واكد ان قوى laquo;14 آذارraquo; قادرة على حسم اسم مرشحها للانتخابات الرئاسية. وقال لـlaquo;الشرق الاوسطraquo; انه يفضل حضور جميع النواب جلسة انتخاب الرئيس، مبديا اقتناعه بان قوى laquo;14 آذارraquo; ستعقد جلسة بنصاب عادي اذا كان هناك احتمال للوصول الى فراغ رئاسي. وحذر من ان بقاء رئيس الجمهورية اميل لحود في منصبه بعد انتهاء ولايته يحوله مغتصبا للسلطة وان اقدامه على تشكيل حكومة اخرى هو انقلاب فعلي واستيلاء على السلطة بالقوة.

* هل اصبحت المحكمة الدولية خارج النقاش المحلي بالكامل؟

ـ للاسف، المعارضة اصرت على شل مجلس النواب، ما ادى الى عدم امكانية اقرار المحكمة الدولية. وبالتالي بعثت الاكثرية والحكومة برسالة الى الامم المتحدة تطلب فيها اقرار الاجراءات الممكنة على الصعيد الدولي. لكني ما زلت مقتنعا بان الفرصة لا تفوت امام اقرارها محليا، حتى ليلة اقرارها في مجلس الامن. واذا انتهت الدورة العادية (لمجلس النواب) فمن الممكن فتح دورة استثنائية اذا كان الطرف الاخر مستعدا. لكن استمرار الوضع على ما هو يعني ان المعارضة هي التي تدفع باتجاه اقرارها دوليا. وانا استغرب كيف ان المعارضة، التي تقول انها واثقة من شعبيتها وانها مسألة وقت قبل تسلمها السلطة عبر الانتخابات النيابية، تواصل تعطيل المحكمة. فالمعارضة لديها مصلحة باقرارها في لبنان لانها اذا اصبحت الاكثرية ويمكن ان تنقض القانون وتغيره. اما اذا اقرت في مجلس الامن فلا امكانية امامها.

* يبدو ان المعارضة اكتفت بهذا القدر من التصعيد بانتظار اقتراب موعد الانتخابات الرئاسية، فهل تتوقع صيفا هادئا؟

ـ الامر يتعلق بكثير من العوامل. اذا لم تصعّد المعارضة تحركها، فالصيف سيكون هادئا. لكن هناك الكثير من العوامل الاخرى، فلبنان يقع في منطقة مضطربة بين دولتين. واحدة نعاديها انطلاقا من خيارنا القومي. واخرى، ويا للاسف، نظامها يعادينا. وفي اي لحظة يمكن لوضعنا الامني ان يضطرب مجددا لان مصالح الدول المجاورة قد لا تتناسب مع ما يجري في لبنان، فيمكن لاسرائيل او ـ ويا للاسف ـ للنظام الامني في سورية السعي الى خربطة امنية داخلية.

* نحن نقترب من استحقاق الانتخابات الرئاسية من دون مؤشرات توافق، مع مواقف متناقضة من الطرفين حول نصاب الجلسة؟

ـ تحالف laquo;14 آذارraquo; سينظر في الموضوع ويتخذ القرار المناسب. اما رأيي الشخصي فهو انه افضل ان تجرى الانتخابات بحضور جميع النواب وليس بحضور الثلثين فقط. اذ عندها يعبّر الرئيس عن حقيقة الواقع اللبناني. لكن اذا تم التعطيل ووجدنا ان هناك احتمالا للوصول الى الفراغ نصبح في واقع خطير جدا، وهو ان الحكومة ستتسلم صلاحيات رئيس الجمهورية بعد انتهاء ولايته. وهذه الحكومة بالذات لديها مشكلة في تركيبتها (انسحاب الوزراء الشيعة) فنصبح امام مشكلتين كبيرتين. الاولى وضع الحكومة. والثانية ان صلاحيات رئيس الجمهورية ستنتقل الى مجلس الوزراء مجتمعا. وشئنا ام ابينا، فان الرئاسة هي الموقع المسيحي الاول. وانتقاله الى حكومة برئاسة سني سيؤدي الى زعزعة في اسس الوفاق الوطني. ومن هنا نحن ضد الفراغ. والضرورات تبيح المحظورات. فاذا اوجبت الضرورة علينا انتخاب رئيس الجمهورية بالغالبية العادية، فاعتقد اننا سنفعلها. انما يجب ان تتوافر شروط اهمها نوع من غطاء مسيحي سياسي ـ ديني لهذا الموضوع يسمح بتمرير قرار بهذا الحجم في الحياة الســياسية اللبنــانية كي يكون له مردود ايجابي. لا تهمني كثيــرا شخصية الرئيس المقبل، بل اي برنامج يحمل. انتخابات الرئاسة مفصلية في هذه المرحـلة. ونحن بحاجة الى رئيـس يحمل برنامجا توافقيا، ويكون قويا ويمثـل المسيحييـن فعلا ويتمتع بتأييد طائفتـه.

* هناك حديث عن امكانية قيام حكومتين ورئيسين اذا لم يتم التوافق، وان الرئيس لحود قد يبقى في منصبه ويكلف حكومة انتقالية؟

ـ اولا، رئيس الجمهورية لا يسلم السلطة، فعندما تنتهي ولايته يذهب الى بيته. واذا رفض المغادرة يصبح مغتصبا للسلطة تطبق عليه القوانين. اما الكلام عن حكومتين فيجري بسهولة غريبة. لا يوجد شيء اسمه حكومة انتقالية. في الدستور السابق كان يحق لرئيس الجمهورية ان يعين رئيس الحكومة ويشكلها ثم يرسلها الى البرلمان. وهذا الموضوع انتهى. وما قام به الرئيس امين الجميل (اواخر ولايته) عام 1988 (تعيين العماد عون رئيسا لحكومة انتقالية) لم يعد ممكن التطبيق. وأي محاولة لاقامة حكومة ثانية هي انقلاب فعلي واستيلاء على السلطة بالقـوة. ويصبح القائم بها واقعا تحت طائلة القانون. وهذا امر لا اساس دستوريا له ابدا. ويناقض الطائف ومنطق الديمقراطية التوافقية، تماما مثل طرح انتخاب الرئيس مباشرة من الشعب. انا لا اتصور اننا مقبلون على مرحلة مماثلة. وما يجري هو تصعيد كلامي في اطار تحسين المواقع بعدما اكتشفت المعارضة ان اسلوبها السابق، من احتلال الساحات وغيرها، لم يعد مجديا. فهي تحاول ان تصعّد وتخيف الناس بخيارات خرجت عن كل اسس التعامل بين اللبنانيين.

* حزب الله يقول انه لم يوافق على نزع سلاحه في اطار خطة النقاط السبع؟

ـ النقاط السبع اقرت في مجلس الوزراء برئاسة فخامة الرئيس (اميل لحود). ووافق عليها حزب الله، ثم السيد حسن (نصرالله) شخصيا وفي خطاب متلفز في 9 اغسطس (آب) ـ نملك تسجيلا له ـ طالب الحكومة بالاستمرار في الدفاع عن النقاط السبع والالتزام بها. وفي النقاط السبع نقطة تقول بالتزام حصرية السلاح بيد الدولة اللبنانية.

* هل هناك مرشح لقوى laquo;14 آذارraquo;؟

ـ من المبكر الحديث عن ذلك. في العرف اللبناني لا توجد ترشيحات. لكن عندما تحتاج المعركة الى مرشح، بالتأكيد فان قوى laquo;14 آذارraquo; قادرة على ان تحسم موقفها وتختار مرشحها.