تركي بن عبد الله السديري


الزميل صالح الشيحي تناول منتصف الأسبوع الماضي الاحتياج الملح لإجراءات إصلاحية تعيد لجدة وجهها الباسم وتجعلها مدينة ساحلية لرفاهية الجميع. ويخطئ من يعتقد بوجود تباين في الصرف على المواقع التنموية جغرافياً، لأن لكل منطقة خصوصياتها التي تلتهم ما يُعد لها من مصروفات مثل صعوبة الطرق مثلاً في عسير وبالتالي ارتفاع التكاليف، ومثل تزايد الاحتياج إلى التوسع في مواقع استيعاب الحجاج بمكة المكرمة، والانتشار السكاني المتسارع في مدينة الرياض، مما جعل جازان ونجران ومدن الشمال في حالة انتظار أنجزها الملك عبدالله بن عبدالعزيز في جولاته الأخيرة..
الرجل الآتي إلى جدة ضمن مسؤولياته كأمير لمنطقة مكة لم يكن يغريه في أي يوم عند ممارسة عمله التعامل مع quot;الهينquot; فهو مولع دائماً بتذليل صعوبات quot;الكايدquot; لأن مذاق النجاح فيه هو quot;الأحلىquot;..

فالأمير خالد الفيصل منذ عرفته مسؤولاً أول عن رعاية الشباب كان هو في الواقع المؤسس الحقيقي لانطلاقات الرياضة بمختلف تنوعاتها وميادينها ومسابقاتها العربية والدولية. بدءاً ببطولة دول الخليج وامتداداً إلى تغيير الملاعب الترابية. ثم توسع بعده المرحوم الأمير فيصل بن فهد باستيفاء انطلاقات إيجابية كبرى..

في عسير ينطبق مضمون أن quot;الكايد أحلىquot; هناك تماماً حيث ذهب والمنطقة مشدودة بإيقاع التجاذبات القبلية وأقرب ما تكون ميداناً مفتوحاً للفهم الخاطئ في كيفية ممارسة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، فأيقظ هناك الوعي الثقافي، وشجع على مبدأ الحوار، وخلق أخوة تفاهم اجتماعي وتعليمي طور المستوى العام. وعسير ليست بالمنطقة الثانوية بأي حال، فهي سكانياً وجغرافياً تحقق دائماً تصعيداً لأهمياتها الاجتماعية وهو ما شجعه الأمير خالد الفيصل ورعاه..

إذاً في إمارة مكة وحسب ما ينشر من مطالبات وتنويه بالتغاضي عن الإيجابيات وأن جدة بعد أمينها الأسبق الفارسي فقدت قدرة تأهيلها الحضاري المأمول ستجد مع رجل يبحث عن المهمات الصعبة كي يقودها الرجل المناسب الذي سيمزج بنجاح بين اهتماماته التنموية والأخرى الثقافية ما يرفع من قدرة جدة الحضارية والتي هي اجتماعياً ذات قابلية معروفة في ميادين بروزها الحضاري وقد أتى الرجل القادر على تصعيد هذه القابلية بقدراته المعروفة.