الرياض - محمد الملفي

كشفت التحقيقات مع عدد من المعتقلين السعوديين في العراق، وآخرين تم تسليمهم للأمن السعودي من دول غير العراق، أنهم تلقوا تدريبات في معسكرات بإيران، وأن آخرين تلقوا تدريباتهم في العراق نفسه على أيدي قياديين في القاعدة سبق لهم أن عملوا في إيران.

أكد ذلك لـquot;الوطنquot; مصادر أمنية خليجية مطلعة، دعمتها معلومات حصلت عليها quot;الوطنquot; من داخل العراق وتحديدا من محققين ومحامين لبعض المعتقلين.

وكانت quot;الوطنquot; قد نشرت الثلاثاء الماضي أسماء وتفاصيل وصول عدد من السعوديين النشطين في صفوف فتح الإسلام إلى لبنان من إيران إما مباشرة من طهران أو عن طريق سوريا، مما أثار قلق واستغراب جهات أمنية عدة من quot;الدور الإيرانيquot; ومدى صحة التزاماتها في الحرب على الإرهاب . كما يثير ذلك استغراب المراقبين من هذه العلاقة الدافئة بين أطراف في إيران والقاعدة رغم التباين المذهبي الهائل بينهما والذي يشوبه قدر كبير من التكفير والكراهية، ينعكس بجلاء في موقف القاعدة من عموم الشيعة في العراق.

وذكرت المصادر أن عدداً من المعتقلين السعوديين في العراق المنتمين لما يعرف بـ quot;القاعدة في بلاد الرافدينquot; أو quot;الدولة الإسلامية في العراقquot; اعترفوا بأنهم تلقوا تدريبات عسكرية في معسكرات يشرف عليها عناصر من فيلق القدس، وهو الذراع الاستخباراتي لحرس الثورة الإيراني.

وتعززت تلك المعلومات باعترافات سعوديين آخرين منتمين للقاعدة اعتقلوا في بلاد أخرى أكدوا الأمر نفسه وذكروا أن التدريبات كانت على أيدي عناصر من القاعدة في هذه المعسكرات بإشراف عناصر من هذا الفيلق متواجدة على الأراضي العراقية، مضيفة أن الذين يدربونهم من عناصر القاعدة كانوا قد أتموا تدريباتهم في معسكرات على الأراضي الإيرانية.
و لا تجزم المصادر بعلم الحكومة الإيرانية بهذه المعسكرات نظراً للاستقلالية الأيدلوجية التي يتمتع بها حرس الثورة الإيراني.

وحسب مصادر متطابقة فإن اعترافات المعتقلين أفادت أن هناك عناصر من السعوديين الذين تدربوا في هذه المعسكرات استطاعت العودة إلى السعودية للقيام بأعمال إرهابية.

من جهته لم يستبعد مدير قسم الأمن الوطني ودراسات الإرهاب في مركز الخليج للأبحاث الدكتور مصطفى العاني، إشراف فيلق القدس الإيراني العامل في العراق على معسكرات تابعة لتنظيم القاعدة هناك، مرجعاً السبب في ذلك إلى مصلحة إيران في دعم هذه العناصر ضد العدو المشترك بالنسبة لهما بغض النظر عن الاختلاف الفكري بينهما.

وأكد العاني أن إيران تستغل وضعها الجغرافي مع العراق ووجود حدود برية طويلة تتجاوز الـ1200 كم، لمرور عناصرها الاستخباراتية وتشجيع العناصر المتمردة في العراق وتزويدها بالسلاح والأموال وتقديم التدريب كدعم لوجستي.