غزة - فتحي صبّاح

تبادل تنظيم laquo;جيش الاسلامraquo; وحركة laquo;حماسraquo; امس عمليات الخطف في قطاع غزة، في ما بدا انه توتر جديد يصيب العلاقة المتوترة اصلا بين الفريقين على خلفية قيام laquo;جيش الاسلامraquo; بخطف مراسل laquo;هيئة الاذاعة البريطانيةraquo; آلان جونستون قبل اكثر من ثلاثة شهور.

وقالت مصادر الطرفين ان مسلحين من laquo;جيش الاسلامraquo; خطفوا نحو 12 عنصراً من حركة laquo;حماسraquo; في مناطق متفرقة من قطاع غزة امس، بعدما خطفت laquo;حماسraquo; احد كبار قادة laquo;جيش الاسلامraquo;، وهو احمد المظلوم (خطاب المقدسي) واثنين من مرافقيه.

وقال مصدر قريب الى laquo;جيش الاسلامraquo; لـ laquo;الحياةraquo; ان مجموعة مسلحة من حركة laquo;حماسraquo; خطفت laquo;المقدسيraquo; من منطقة السامر وسط مدينة غزة، ليل الاحد - الاثنين، بعد معركة بالاسلحة النارية. وتردد ان laquo;المقدسيraquo; اصيب بجروح اثناء تبادل النار بينه وبين خاطفيه، لكن مصادر الطرفين لم تؤكد او تنفي اصابة laquo;المقدسيraquo; الذي يعتبر الذراع اليمنى لزعيم laquo;جيش الاسلامraquo; ممتاز دغمش والناطق باسم التنظيم.

ويقطن laquo;المقدسيraquo; في حي الدرج المعروف بكثافته السكانية وسط مدينة غزة. وهو قصير نسبياً، وملتح ذي شعر طويل اسمر البشرة، ويرتدي عادةً زياً اسود يشبه الزي الشعبي الباكستاني.

وبخطف laquo;المقدسيraquo; ومرافقيه، يرتفع عدد الذين خطفتهم laquo;حماسraquo; خلال الأيام الماضية الى سبعة، فيما قتل خلال الفترة نفسها شابان من عائلة دغمش التي يتألف معظم عناصر laquo;جيش الاسلامraquo; منها.

وتهدف laquo;حماسraquo;، من خلال خطف اعداد متزايدة من ابناء عائلة دغمش او عناصر laquo;جيش الاسلامraquo;، الى زيادة الضغط على التنظيم كي يطلق من دون شروط الصحافي جونستون المحتجز منذ 12 اذار (مارس) الماضي.

ويطالب laquo;جيش الاسلامraquo; بإطلاق الاردني من اصل فلسطيني laquo;ابو قتادةraquo; المعتقل في بريطانيا، والذي يعتبر الزعيم الروحي لتنظيم laquo;القاعدةraquo; في اوروبا. كما يطالب بإطلاق معتقلين آخرين من تنظيم laquo;القاعدة في بلاد الرافدينraquo; ومعتقلين في الاردن.

وتأتي محاولات حركة laquo;حماسraquo; للضغط على laquo;جيش الاسلامraquo; بعدما فشلت مفاوضات سابقة بين التنظيم من جهة والحركة والحكومة المقالة من جهة أخرى لاطلاق جونستون. وكشفت مصادر قريبة الى التنظيم وعائلة دغمش ان المفاوضات كانت اقتربت من الوصول الى نهايتها مطلع الشهر الماضي. وقالت ان هذه المفاوضات توقفت بسبب الاقتتال الداخلي وسيطرة laquo;حماسraquo; على غزة، ولم يتم استئنافها بسبب تصريحات اطلقها احد قادة laquo;حماسraquo; محمود الزهار امهل خلالها التنظيم بمدة زمنية محددة لاطلاق جونستون وإلا فإنه سيتم تحريره بالقوة، الامر الذي عطل اطلاقه.

ووجه الناطق باسم laquo;حماسraquo; فوزي برهوم الى laquo;المقدسيraquo; تهمة laquo;الضلوع في قتل الكثيرين الذين راحوا ضحية الحوادث الغامضةraquo; في القطاع. ووصفه بأنه laquo;احد قادة المجموعات المسلحة التي تشكل خطراً على أمن المواطن والسلم الاجتماعي ويستعملون السلاح غير المقاومraquo;. وقال ان laquo;هؤلاء لهم بصمات واضحة في خطف الصحافيين الاجانب وخطف ابناء حماس والعائلات، خصوصاً على يد المقدسيraquo;.

ووصف برهوم سلاح laquo;جيش الاسلامraquo; بأنه laquo;سلاح الإجرام والقتل وانه لا يزال يصر على خطف جونستون ولا يريد ان يفرج عنه حتى لو كان ذلك في مصلحة الشعب الفلسطينيraquo;. وقال إن laquo;هناك معلومات اكيدة وخطيرة كانت تحملها هذه الفرقة والتي منها القيام بعمليات لإرباك الساحة الفلسطينية وتحديدا في قطاع غزة. وربما يدلي (المقدسي) بمعلومات خطيرة من أين يتلقى الاموال ومن أين يتم دعمه وكيف يتساوق مع أي مشروع لا يخدم بالمطلق المصلحة الوطنية الفلسطينيةraquo;.