درور زئيفي ـ يديعوت احرونوت

حماس في أزمة وقادتها يلمحون باستعدادهم لحلول وسط لغرض فتح المعابر ومعبر البضائع. مقربون من حماس يصرون علي أن هناك استعدادا في اوساط رجالها لحث هدنة طويلة المدى.

حكومة اسرائيل تتمتع في هذه اللحظة بتفوق تكتيكي واضح ويخيل أنها تملك معظم الاوراق. والحل السهل هو قيادة المنطقة الي شبه انهيار، وكما يتحدث الضباط والنواب مؤخرا: السماح لهم بالاحتفاظ برؤوسهم فوق الماء .
ولكن سيكون من الخطأ مقاطعة حماس. طريقة العمل المنطقية هي الانصات الي قادتها ومحاولة التوصل معها الي تسوية.
هستيريا الهجمة عليهم تغشي عيوننا من أن نري الجوانب الايجابية في سيطرة حماس. بعد سنوات من انعدام الفعل من جانب ابو مازن وحكومته، بدأت حماس تعيد الحكم المرتب الي القطاع.
قادتها مصممون علي نزع سلاح الميليشيات، اعادة العشائر الي حجومها الطبيعية وادارة المنطقة كحكومة. السلطة الفلسطينية لم تفعل ذلك ابدا. وبتقديري فان لحماس فرصة معقولة للنجاح في ذلك لاسفي ربما أكثر من ابو مازن في الضفة.
تنتشر قصص عن وحشية حماس وحكمها الفظيع، ولكن لا ينبغي لنا أن نكون سذجا. رجال الامن الوقائي لفتح الذين حققوا مع خصومهم في غزة لم يكونوا اقل وحشية، ولو كانوا هم المنتصرين لشاهدنا بالتأكيد امورا مفزعة بذات القدر. حكم حماس لن يكون عنيفا أو تعسفيا اكثر من أي حكم عربي آخر.
الايام التي مرت تدل علي أن الحركة لا تريد أن تصعد الصراع ضد اسرائيل. اسبابها تكتيكية بالطبع. الحركة لم تتنازل عن أملها في العمل علي اختفاء الدولة الصهيونية وستواصل الانتظام والعمل من أجل ذلك في الخفاء، ولكن في المرحلة الحالية تحتاج حماس الي هدوء كي تعيد بناء المنطقة التي تحت سيطرتها، ولهذا فانها ستكون مستعدة لاحلال الهدوء. وبكلمات بسيطة، اذا شاؤوا، فان حماس ستنجح في ان تنفذ ما وعدت به فتح علي مدي السنين ولم تفِِِ به ـ هدوء في قطاع غزة ووقف نار القسام.
الخطة بعيدة المدي لحماس في اختفاء اسرائيل لا يجب أن تخيفنا. علينا أن نكون علي علم بها والا نفقد يقظتنا، ولكن في نفس الوقت علينا أن نوضح لحماس بأنه اذا كانت وجهتهم الهدوء فسيسرنا نحن ايضا ان نهدئ. واذا كانت وجهتهم هدنة لعشر سنوات فلنجلس معهم وجها لوجه او بوساطة سعودية ونحدد الشروط لمثل هذه الهدنة.
اذا نجحنا في التوصل الي اتفاق يتضمن من جهة هدوءا تاما، قيودا علي التزود بالسلاح والرقابة علي الحدود، ومن جهة اخري تحرير أسري، أنظمة لتزويد الغذاء، دخول عمال الي اسرائيل وفتح الحدود مع مصر ـ فهناك ربح لكل الاطراف.
مع أنه صحيح بان علينا ان نساعد ابو مازن ونثبت للعالم الفلسطيني والعربي بان الاعتدال هو الطريق، ولكن الموقف الاساسي لاسرائيل يجب أن يكون واضحا: الاستعداد للحوار مع كل جهة عربية وفلسطينية معنية بذلك، بما في ذلك الحركات الاسلامية المتطرفة. فقط الاعتراف بوجودنا يلبي باستعداد لاتفاق سلام كامل ولكن الاستعداد للتهدئة والهدنة يجب أن يستجاب باستعداد موازٍ من جانب اسرائيل.
وماذا سيكون في العام 2017؟ يحتمل ان تنجح حماس في غضون عقد من الزمان أن تنتظم، تجمع السلاح وتهدد أمننا، ولكن كما رأينا فان هذه الاحتمالية موجودة ايضا حتي بدون هدنة وفي ظروف القتال المتواصل. وبالمقابل، يحتمل أن تخلق عشر سنوات من الهدوء ظروفا ومستوي معيشة ستكون حماس معنية ايضا بمواصلتها، وربما ايضا يحصل تغيير ايديولوجي في قطاع غزة.