خوفاً من تكرار التجربة الدنماركية في العالمين العربي والإسلامي

لاهاي - فكرية أحمد

تصاعدت في هولندا حدة المخاوف الأمنية والإجراءات الاحتياطية خشية رد فعل المسلمين في الداخل والخارج مع اقتراب موعد عرض أول فيلم في العالم معاد للإسلام في هولندا نهاية الشهر الجاري، والذي يصف القرآن بالفاشية ويطالب بحذف آيات منه.
وحذر الهولندى أديوان باكر خبير الإرهاب بمعهد quot;كلينندالquot; الهولندي للعلاقات الدولية صباح أمس في تصريحات له من خوض هولندا مغامرة خطرة ستؤدى إلى تعرضها لمقاطعة اقتصادية ولأعمال عنف في الداخل والخارج من قبل المسلمين، وذلك حال قبولها عرض الفيلم المعادى للقرآن لزعيم الحزب اليميني quot;الحريةquot; خيريت فيلدرز، مشددا على أن هولندا ستواجه ما واجهته الدنمارك إبان عرض الرسوم الكارتونية المسيئة للإسلام بداية عام 2006، والتي أشعلت الغضب الإسلامي في العالم.
وقال باكر إن ردود الأفعال العنيفة ستواجه هولندا في الخارج أكثر من الداخل، حيث يوجد متطرفون وجماعات راديكالية تنتظر مثل تلك الفرص للتربص بالغرب والهجوم عليه. وأكد أنه quot;من المرعب أن يتصور أحد ما يمكن أن يحدث من ردود أفعال غاضبة وعنيفة، كأن يشعل الباكستانيون النيران في العلم الهولندي، أو أن تفرض مقاطعة اقتصادية إسلامية ضد المنتجات الهولندية كما حدث ضد الدنمارك، فردود الأفعال في الخارج ستكون أفظع، لأنهم لا يعرفون من هو فيلدرز على النقيض من المسلمين داخل هولندا الذين يعرفون توجهاته ويتعاملون معها بهدوءquot;.
ومن جانبها حذرت الحكومة الهولندية بصورة رسمية مجالس المدن، وطالبتها برفع حالة الاستعداد لإمكانية مواجهة أية صدامات أو اشتعال فتنه بين المسلمين والمسيحيين حال عرض الفيلم، وكشف رئيس مفوضية الشرطة بالعاصمة أمستردام برنارد فيلتين أن وزارة الداخلية بعثت بخطابات رسميه إلى الشرطة ومجالس المدن تطالبها باتخاذ الاحتياطات الأمنية اللازمة لمواجهة أي ردود أفعال عنيفة.
كما أصدرت الخارجية الهولندية أيضا تعليمات إلى السفارات الهولندية في الشرق الأوسط وداخل الدول الإسلامية لعمل الاحتياطات الأمنية اللازمة، لتلافي ما واجهته سفارات وقنصليات الدنمارك إبان اشتعال أزمة الرسوم الكارتونية.
ووضعت سلطات الأمن الهولندية المناطق الحيوية ووسائل النقل ومحطاتها تحت الرقابة والاحتياطات الأمنية المشددة، ونشط جهاز الاستخبارات بصورة كبيرة لحماية فيلدرز من ناحية، ولتشديد الرقابة على العناصر الإسلامية المتشددة، بينما طال القلق أيضا منظمات حماية العمال، وذلك بسبب إمكانية فرض مقاطعة على المنتجات الهولندية بالخارج وتأثير ذلك على الإنتاج والعمالة الهولندية. وقال متحدث رسمي من المنظمة العامة لحماية العمال إنهم يبحثون الآن تقليص الأضرار بقدر الإمكان حال فرض تلك المقاطعة.
كما تلقى الإمام ياسين الفرقانى إمام مسجد الأمة بأمستردام عشرات المكالمات الهاتفية من أبناء الجالية المسلمة، يطالبون فيها المسجد وبقية الأئمة بالتدخل لمنع عرض هذا الفيلم، فيما صرح الفرقانى في محاولة منه لتهدئة المسلمين بأن الإسلام يواجه في كل زمن من يعادونه وينتقدونه، لأن هؤلاء لا يعرفون شيئا على الإسلام ولا الرسول، لذلك يتحدثون بدون حق أو علم.