زيّان
قمحة لا شعيرة ولا زؤانة، قال عمرو موسى، هاشاً باشاً، في ختام الاجتماع الرباعي الذي استمر ثلاث ساعات وانتج اختراقات أثلجت على ما يبدو صدر الأمين العام للجامعة العربيَّة.
وقد يظهر مفعولها بعد عودته من دمشق، وبعد ان تكون الوساطات الأقليميَّة والدوليَّة المتواصلة قد حقّقت بدورها quot;شيئاًquot; بهذا المعنى، وبهذا الخصوص.
منذ عودة موسى الى بيروت، وهو يحاول أن يقول للبنانيّين القلقين جداً إنه لن يسحب يده من الملف اللبناني... حتى وان لسعت النار بعض اصابعه.
سأبقى معكم، قال لصديق مشترك، سواء سافرت الى القاهرة أم بقيت في ضيافتكم. فوعد مني لكم أني باق على العهد، ومثابر على بذل كل الجهود مع كل المعنيين داخل لبنان وخارجه، وكل ما في وسعي لانهاء هذه الأزمة وانقاذ لبنان من محنته.
حتماً، ليس لهذه الأسباب وحدها يصرُّ الأمين العام على اختراق الحواجز الحديد الكثيرة، والتي تقطع الطريق على الاستحقاق الرئاسي والوفاق السياسي. بل لان استمرار التصعيد في لبنان، وعلى وتيرة مغلَّفة بالتحدّي وبالكثير من التلوُّن الطوائفي، من شأنه ان ينقل العدوى والشرارة الى دول الجوار، والى المنطقة بأسرها.
ولديه من المعطيات ما يجعله أشدُّ قلقاً من اللبنانيين أنفسهم.
ولكن، ولكن هل أصبح في الامكان القول للناس اذهبوا وحضِّروا المغلي والملبس على لوز، في انتظار اعلان ولادة الحل؟
بين القائلين إن الأزمة طويلة طويلة، وقد تعانق العام الفين وعشرة، والمؤكّدين ان حرب الاستحقاق الرئاسي ستضع أوزارها على أبواب القمة العربيَّة، يكمن السر ومفتاحه الذي لم يكن حتى أمس قد وصل الى يد حامل لواء المبادرة العربيَّة.
إنما من حق موسى ان يقول لنفسه وللآخرين إنه استطاع، على الأقل، أن يجمع أمين الجميل وسعد الحريري وميشال عون. ولثلاث ساعات ... سحبة واحدة.
بات التحفظ والحذر والانتظار من المواد الجديدة التي اضيفت الى التزكة اللبنانية الشهيرة.
- آخر تحديث :
التعليقات