laquo;حزب اللهraquo; وraquo;تشرينraquo; ينتقدان موسى وتفسيره للحل
14 آذار تتهم المعارضين بالسعي الى تغيير النظام
بيروت، القاهرة، دمشق- الحياة
غداة مغادرة الأمين العام لجامعة الدول العربية عمرو موسى بيروت ليل أول من أمس، تاركاً للفرقاء اللبنانيين ان يخوضوا حرب التفسيرات لخطة الحل العربي للفراغ الرئاسي في لبنان، والتي أقرها وزراء الخارجية العرب في 5 كانون الثاني (يناير) الجاري، لم يسلم موسى نفسه من هذه الحرب فوجّه رموز في المعارضة، وخصوصاً laquo;حزب اللهraquo;، انتقادات لتفسيره لها، فيما انتقدت صحيفة laquo;تشرينraquo; السورية laquo;انحيازraquo; الأمين العام الى laquo;فريق الموالاةraquo;، معتبرة انه laquo;كشف حقيقة موقف النظام العربي الرسمي وعدم قدرته على اتخاذ أي مبادرة لا توافق عليها الإدارة الأميركية مسبقاًraquo;.
وفيما أطلع موسى الرئيس المصري حسني مبارك على نتائج مهمته في بيروت ودمشق، قالت مصادر ديبلوماسية عربية في القاهرة لـ laquo;الحياةraquo; ان laquo;هناك اطرافاً في المعارضة اللبنانية مصرون على إفشال مهمة موسى وبالتالي إفشال المسعى العربيraquo;. وبدا ان تبادل الاتهامات حول المسؤولية عن إفشال المبادرة الذي حفلت به المواقف اللبنانية المحلية انعكس ايضاً على المستوى العربي، إذ ان المصادر الديبلوماسية العربية في القاهرة أشارت ايضاً الى laquo;اتصالات هؤلاء الأطراف (في المعارضة) خارج لبنانraquo;.
وفيما كان موسى أبلغ laquo;الحياةraquo; ليل أول من أمس قبيل مغادرته بيروت الى القاهرة، أن الجميع موافق على التفسير الذي قدمه حول البند الثاني من خطة الحل العربي والمتعلق بتشكيل حكومة كفة الترجيح فيها لرئيس الجمهورية، بمن فيهم سورية ورئيس المجلس النيابي نبيه بري، قال رئيس كتلة laquo;الوفاء للمقاومةraquo; النيابية محمد رعد (حزب الله) ان laquo;لا تفسير (لهذا البند) إلا ان لكل طرف (الأكثرية والمعارضة ورئيس الجمهورية المفترض العماد ميشال سليمان) 10 وزراء... ويكونون سواسية مع بعضهم بعضاًraquo;.
وانتقد رعد موسى من دون ان يسميه بالقول: laquo;جاء من يفسر المبادرة العربية بأنها لا الأكثرية لديها النصف +1 ولا المعارضة لديها الثلث+1 (وهو تفسير موسى الذي كرره مراراً في بيروت ودمشق في تصريحاته)raquo;. وأضاف النائب رعد غامزاً من قناة الأمين العام: laquo;على رغم ان النص لا يعني ذلك، ومن لا يعرف اللغة العربية عليه ان يتعلمها ثم يأتي الى لبنان لأن في لبنان من هو أفقه في اللغة العربيةraquo;. وتحدث رعد عن laquo;شكوك حول جدية المبادرة العربيةraquo;.
ويترقب الوسط السياسي اللبناني اجتماع وزراء الخارجية العرب الذي سينعقد يوم الأحد المقبل لعرض تقرير موسى عن مهمته في بيروت ودمشق، بعد ان كان الوزراء العرب يأملون ان تؤدي الخطة التي توافقوا عليها وأيدتها سورية، الى مخرج يتيح إنهاء الفراغ الرئاسي وانتخاب العماد سليمان.
وكان رئيس الجمهورية السابق أمين الجميل أكد أمس ان قوى الأكثرية على laquo;انسجام كاملraquo; مع تفسير موسى للبند الثاني من خطة الحل العربي المتعلق بالحكومة. وعرض الجميل الذي مثل مع زعيم تيار laquo;المستقبلraquo; النائب سعد الحريري الأكثرية في اجتماع الحوار الذي رعاه موسى مع ممثل المعارضة زعيم laquo;التيار الوطني الحرraquo; العماد ميشال عون الخميس الماضي، جانباً مما دار في الاجتماع. وقال: laquo;تمسكنا بترشيح العماد سليمان وهو بالنسبة إلينا مرشح نهائيraquo;. وحمل الجميل على المعارضة متهماً إياها بأنها لا تريد الحل، laquo;فكلما تقدمنا باقتراح إيجابي تقدم المعارضة شروطاً تعجيزية جديدةraquo;. وسأل: laquo;هل الهدف من إبقاء الفراغ (الرئاسي) إعطاء laquo;حزب اللهraquo; قرار الحرب والسلمraquo;؟ وانتقد الجميل خطاب الأمين العام للحزب السيد حسن نصر الله يوم السبت الماضي وحديثه عن أشلاء جنود إسرائيليين. كما انتقد سورية وذكر ان جريدة laquo;الوطنraquo; السورية بشرت بعودة خطف الرهائن في لبنان laquo;كأن سورية تريد تفريغ لبنان من أي وجود دولي أو عربي من خلال حلفائهاraquo;. وقال: laquo;نحن نتحضر للاحتمالات كافةraquo;، بعد ان اعتبر ان المعارضة laquo;تريد تغيير النظام لا الشراكةraquo;.
وهاجم رئيس laquo;اللقاء النيابي الديموقراطيraquo; وليد جنبلاط المعارضة متهماً إياها بتوسل laquo;كل السبل للإطاحة بمرتكزات النظام الديموقراطي في لبنان وبالصيغة الميثاقية التي حددها اتفاق الطائفraquo;. ووصف شعارات المعارضة حول laquo;الشراكة ووقف التفرد والاستئثار بأنها لم تعد تنطلي على أحدraquo;، واصفاً قواها بأنها laquo;تنضوي تحت لواء الدور السوري ndash; الإيرانيraquo;.
ومن جهته، رأى رئيس حزب laquo;القوات اللبنانيةraquo;، سمير جعجع ان laquo;المسألة ليست مسألة أرقام (في الخلاف على الحكومة) بل في الخيارات السياسيةraquo;. واستغرب laquo;استعمال البعض مسألة التوطين كفزاعةraquo;. وقال: laquo;هناك من يحاول اعادة النفوذ السوري الى لبنان وقد حاولوا ذلك من طريق رئاسة الجمهورية وعندما لم يتمكنوا من ذلك بدأت محاولة تحقيق ذلك من طريق الحكومة والثلث المعطلraquo;. وأضاف جعجع: laquo;يجب على اللبنانيين ان يختاروا بين لبنان الرؤوس والأرجل (خطاب نصر الله عن الأشلاء) ولبنان بكركي وجبران خليل جبران... ونحن اخترنا الأخيرraquo;.
ولقيت مواقف الأكثرية ردوداً من laquo;حزب اللهraquo; خصوصاً على الجزء المتعلق بخطاب نصر الله، فوصفها مسؤول العلاقات الدولية نواف الموسوي بـ laquo;التهجم الفاجرraquo;. وقال إن laquo;ثمة تعليمة أميركية ndash; إسرائيلية بهدف إثارة غبار التصريحات لنقل الأزمة الداخلية التي أخذت تشتعل في الكيان الصهيوني الى لبنانraquo;. وسأل: laquo;اين هي المشاعر الإنسانية لتلك الزمرة أمام المجزرة التي يرتكبها أصدقاء الأميركيين وحلفاؤهم في غزةraquo;. وانتقد جنبلاط (أقام مأدبة يوم السبت الماضي للسفير الأميركي لمناسبة مغادرته لبنان) من دون ان يسميه بإشارته الى laquo;مآدب العار لسفير الإدارة الأميركيةraquo;. ووصف الموسوي الانتقادات لنصر الله بأنها laquo;استمرار لحلف الخيانة والتواطؤ الذي بدأ مع العدو قبل الحرب واستمر أثناءها وبعدهاraquo;.
وشهدت بيروت مزيداً من التحركات على الأرض التي تقوم بها أطراف المعارضة، تحت عنوان الأوضاع المعيشية. وشهدت العاصمة ومحيطها قطع طرقات احتجاجاً على التقنين في الكهرباء في منطقة الأوزاعي صباحاً، ثم بعد الظهر في منطقة البسطة ndash; الخندق الغميق وشارع سليم سلام حيث انتشر الجيش وقوى الأمن الداخلي لمنع إقفال الطريق. ورمى متظاهرون القوى الأمنية بالحجارة. وتنقلت محاولات قطع الطرقات الى تقاطع منطقة المصيطبة، بعد منطقة زقاق البلاط، ثم عادت الى شارع سليم سلام على شكل تظاهرات طيّارة. وتحركت القوى الأمنية للحؤول دون قطع الطرقات في هذه التظاهرات المتنقلة التي استمرت خلال ليل أمس. وكانت حصلت احتكاكات محدودة بين جمهور المعارضة وجمهور الأكثرية خلال اليومين الماضيين في عدد من الأحياء قامت القوى الأمنية بمعالجتها. وتخوف القادة السياسيون من تصاعد الاحتكاكات، خصوصاً ان تحركات الاحتجاج التي حصلت أمس وقعت في مناطق مختلطة. ونقل زوار الرئيس بري عنه قوله ليل أمس انه اذا كان هناك من احتجاج على وضع الكهرباء فهذا أمر يعالج بالاتصالات وبالضغط من اجل تحسين التغذية بالتيار بدلاً من النزول الى الشارع. وطلب بري حسب زواره من مسؤولي حركة laquo;املraquo; ان يحولوا دون نزول مناصريها الى الشارع laquo;لأن هذا أمر لا يجوز ويزيد الاحتقان في البلدraquo;. وكان قائد الجيش العماد سليمان دعا في كلمة امام مقر للشرطة العسكرية، العسكريين الى laquo;التشدد في ردع الأعمال المخلة بالأمن والحرياتraquo;.
التعليقات