صالح محمد الشيحي

لا أخفيكم أنني لم أكن أستسيغ الظهور المتكرر لبعض مسؤولي الجمعية الوطنية لحقوق الإنسان.. كانت أفعالهم تبدأ دائما بحرف السين.. سنفعل.. سنقوم.. سنعمل!
كنت أرى أن الحديث دون إنجاز حقيقي يلمسه الناس، إنما هو ضربٌ من حب البروز!
عزفت عن قراءة أخبار الجمعية.. وأرجو ألا يغضب مني السادة في الجمعية على صراحتي هذه.. كنت أرى أنها تستهلك مساحة من الورق والإمكانات دون جدوى.. حتى الأسبوع الماضي، حيث لمست أول الخطوات الحقيقية.
ـ حينما خرج الدكتور مفلح بن ربيعان القحطاني نائب رئيس الجمعية الوطنية لحقوق الإنسان بقوله إن بعض العقارات تم رفع إيجاراتها بنسب عالية رغم مرور فترة طويلة على إنشائها، ووصلت معدلات ارتفاعها إلى 51%، كما أن:quot; بعض التجار يقومون برفع أسعار سلعهم على المستهلك تبعاً لزيادة إيجارات المحلات، ومن الواجب تشديد الرقابة في هذا الشأنquot;
الدكتور أشار إلى جزئية كان يحاججني بها أحد أصحاب المطاعم قبل فترة.. كنت أسأله عن سر ارتفاع أسعار قائمة الطعام..
وللمعلومية وهذه خاطرة اعتراضية، فقوائم الطعام اليوم يتم تحديد الأسعار فيها تبعاً لرغبة صاحب المطعم دون وجود سبب مقنع.. فبإمكانك أن تجد الطبق هنا بعشرين ريالاً وتجده في مطعم آخر بسبعين ريالاً!
المهم بعدما سألته عن سر ارتفاع الأسعار قال لي بـ( عين قوية): الإيجارات ارتفعت علينا ونحن ملزمون برفع أسعارنا حتى نستطيع دفع الإيجارات!
السؤال: لماذا يرتفع إيجار عقار تم بناؤه منذ عشرين عاما، وتم استعادة تكاليف بنائه، بل وتم جني أرباحه؟!
الدكتور مفلح القحطاني يقول إن الارتفاع وصل إلى 51%، ولنا أن نسأله: ما الذي بوسعكم في الجمعية الوطنية لحقوق الإنسان أن تفعلوه من أجل الناس الذين تقولون إنكم تدافعون عن حقوقهم؟