قطر ستقترح إرسال وفد وزاري خليجي إلى بيروت
بيروت ــ نبيه البرجي
بعد الفراغ المنظم، الاختلاف المنظم، اي التفاهم المباشر او غير المباشر لادارة الازمة، فيما اتفق الموالون والمعارضون على النظر الى المحطة الجديدة التي اما ان تفضي الى تفكيك الازمة، او الى تعقيدها وتفاقمها، اي قمة دمشق المقرر عقدها في اواخر شهر مارس المقبل.
خلاصة الاتصالات التي قامت بها laquo;القبسraquo; تؤكد اكثر فأكثر ان العامل الداخلي في بقاء الازمة يشبه الجزء المرئي من جبل الجليد، فيما العوامل العربية والاقليمية والدولية تشكل الاجواء اللامرئية وهي الاعظم، حتى اذا لم تتم حلحلة العلاقات بين دمشق والرياض قبل القمة، فإن الازمة اللبنانية قد تأخذ ابعادا اكثر حساسية وخطورة، وبعدما اتضح ان الحل الدولي شبه مستحيل، اذ اكدت تقارير دبلوماسية واستخباراتية، ان الوضع اللبناني هو من الهشاشة، بحيث لا يتحمل اي قرار جديد من مجلس الامن، وبعدما توقـف او أوقـف القـراران رقم 1559 و1701 عند الحدود المعروفة.
الفراغ اللبناني والفراغ العربي
عمليا، الامين العام لجامعة الدول العربية عمرو موسى، وكما يرى وزير الخارجية الاسبق فواد بطرس، حاول ان يملأ الفراغ اللبناني بالفراغ العربي، اي ان الوضع العربي ليس في laquo;حالة الامتلاءraquo; التي تتيح معالجة موضوع على ذلك المستوى من الدقة والتعقيد. وهناك نواب في الاكثرية، وكما في المعارضة، اشاروا امس الى ذلك، ولم يكونوا يتوقعون حصول اي اختراق مهما كان حجمه، لأن laquo;حبالا غليظةraquo; تجر الازمة صعودا، ودون ان يعرف الى اين ستنتهي الاتصالات والوساطات التي يتوقع ان تنشط في الاسبوع الاول من مارس من اجل احداث نوع من الانقشاع في العلاقات العربية ــ العربية، وان كان هناك في لبنان من يراهن على ان يأخذ المجلس الوزاري لمجلس التعاون الخليجي باقتراح قطري حول ايفاد بعثة وزارية الى لبنان تجري اتصالات مكوكية مع الاطراف، لاسيما ان افرقاء النزاع يراعون الى حد بعيد اي مسعى من ذلك القبيل.
اللقاء الرباعي الرابع كشف ان الفجوات التي تحدث عنها هشام يوسف، مدير مكتب الامين العام للجامعة العربية، لا تزال هناك، فلا اتفاق على اي صيغة حكومية، ولا على آلية عمل هذه الحكومة، حتى ان الاختلاف لامس ايضا نص البيان الوزاري للحكومة العتيدة، وهو ما يعكس تباينا حادا في laquo;الفلسفة السياسيةraquo; لكل من الطرفين، ولاسباب تتعدى الحدود بطبيعة الحال.
موسى و.. غاية الخطورة
في القاهرة، كان موسى اكثر وضوحا مما قاله في بيروت، فهو رأى laquo;ان الامور لا تزال معقدة، لكن المهم اننا نستمر ولا نيأس، ويجب ان تكون المبادرة العربية مستمرة ونشطة، وتصر على تحقيق اهدافهاraquo;، لافتا الى laquo;وجود عقبات امامنا، وهي عقبات لبنانية في المبدأ اللبناني القديم laquo;لا غالب ولا مغلوبraquo;، وهو المبدأ الذي جرى تبديله بآخر، اي ان يكون هناك طرف غالبraquo;.
وقال laquo;ان احدا لا يستطيع ان يهزم الآخر الا اذا هزم لبنان كله، ولذلك ليس امامهم سوى الاتفاق، فالتجييش وتجيير قوى خارجية مسألة غير مقبولة لان لبنان وصل الى نقطة في غاية الخطورة حول كيانه ونسيجه الاجتماعي وهرم استقراره. لذلك فان الكلام الذي تم في اجتماعاتنا مع الموالاة والمعارضة كان واضحا، وعلينا ان نبدي نشاطا عربيا واقليميا بشأن المسألة اللبنانية لان الزعماء اللبنانيين وصلوا الى اخر ما يستطيعون تقديمهraquo;.
عمل عربي واقليمي
وأكد على وجوب laquo;عمل عربي واقليمي او عربي بالذات، لوقف النزيف اللبنانيraquo;، ملاحظا ان قمة دمشق laquo;ربما تكون مناسبة للدفع نحو هذا الهدف، فلبنان دولة عضو في جامعة الدول العربية ولها الحق، كما كل الدول الاخرى، بالمشاركة في هذه القمة وبطرح قضاياraquo;.
واشار موسى الى انه في الوقت نفسه هناك اهمية واضحة للتأكيد على وجود علاقة مميزة ذات طابع خاص بين سوريا ولبنان، وهذه العلاقة يجب ان تكون صحية، وليست علاقة يشعر فيها كل من الطرفين بالحذر من الآخر، وهذه مهمتنا، وهي مهمة غاية في الدقة والحساسيةraquo;.
وختم بالقول: laquo;انا لا اذهب كل مرة الى بيروت لاعود واقول ان النتيجة واحد ndash; صفر او 2 ndash; صفر، بل هي عملية مدروسة خطوة بخطوة، ونحن نحقق في كل مرة تقدما ما في هذا الطريقraquo;.
لا تدويل
وهذا يعني ان دعوة رئيس المجلس النيابي نبيه بري الى الجلسة (او اللاجلسة) السادسة عشرة لانتخاب رئيس الجمهورية في 11 آذار/ مارس المقبل (وهو موعد ينطوي على دلالة رمزية لوقوعه في الوسط بين يومي 8 آذار/ مارس و14 آذار/ مارس، اي اليومين اللذين بات يعرف بهما طرفا النزاع)، ليست سوى دعوة شكلية اذ لا يرتقب حصول جديد، وبعد ما كان موسى قد اعطى اللبنانيين وفي احسن الاحوال نسبة 5 في المائة بالنسبة الى دورهم في حل الازمة.












التعليقات