ياريف أوفنهايمر - يديعوت أحرونوت
في الوقت الذي تمارس الحكومة الإسرائيلية المماطلة وتفرغ مفاوضات الحل الدائم من مضمونها، تتحول، على صعيد الرأي العام الدولي، فكرة تقسيم البلاد وإقامة دولتين إلى فكرة غير ذات صلة، لتحل محلها رؤية الدولة ثنائية القومية، التي تعني عمليا نهاية الرؤية الصهيونية.
في الأسبوع المنصرم، أقيم، للعام الرابع، في مئات الجامعات الكبرى في كندا وأوروبا، وللمرة الأولى في الولايات المتحدة أيضا، quot;أسبوع الفصل العنصري الإسرائيليquot;، وهو أسبوع مخصص بأكمله لعرض إسرائيل على أنها جنوب أفريقيا القرن الواحد والعشرين.
من يقود الصراع ليسوا فقط منظمات إسلامية ومؤيدة للفلسطينيين. فقد انضم هذا العام إلى الحملة الكثير من المنظمات والأكاديميين الذين يعتقدون أن فكرة إقامة الدولة اليهودية، التي تميز اليهود عن كل العالم، أمر مرفوض من أصله. الصور القاسية التي يولدها الإحتلال الإسرائيلي في المناطق تغذي المبررات النظرية (لهذه المقاربة) بنماذج ميدانية مروعة وتعيد البهجة إلى النظرية المناهضة للصهيونية التي تساوي بين الصهيونية والعنصرية.
الحركات المؤيدة للفلسطينيين أدركت أخيرا أن عليها، في سبيل الإنتصار على الحركة الصهيونية، التطلع إلى تحويل كل الأرض، من نهر الأردن إلى شاطئ المتوسط، إلى دولة واحدة ديموقراطية ومساوية في الحقوق، دول كل مواطنيها، لا طابع يهودياً لها.
وفقا لهذه الرؤية، يحصل الفلسطينيون، بعد إقامة الدولة الكبرى وإجراء انتخابات، على أغلبية برلمانية ويقومون، عبر التصويت الديموقراطي، بتغيير قوانين الهجرة إلى إسرائيل، التي تسمح اليوم لليهود فقط بالهجرة بحرية إليها. هكذا، ومن دون عنف أو نضال، سيتمكن خصوم الصهيونية من تحقيق أهدافهم وتحويل إسرائيل إلى مجرد دولة إضافية في عائلة الشعوب، كبيت مشترك للشعبين اليهودي والفلسطيني.
إن ممارسات الحكومة الإسرائيلية في المناطق، ومواصة الإحتلال، وكذلك توسيع المستوطنات وبناء الجدار بمسار لا يتطابق مع الخط الأخضر، كل ذلك إنما يصب في صالح معارضي الصهيونية ويتيح توسيع الدعم للحملة المعارضة لإسرائيل.
في quot;أسبوع الفصل العنصريquot; كان يمكن للمرء أن يشعر أنه في عالم اليوم، كل طالب جامعي ليبيرالي ومتنور، ممن يشاركون في النشاطات الخاصة بجودة البيئة والصراع ضد العولمة، إنما يُظهر اهتماما بالصراع ضد إسرائيل والحركات الصيونية. لقد تحولت معارضة إسرائيل إلى جزء من الموضة، فيما صور الإحتلال الإسرائيلي في المناطق تحول إلى بوسترات شعبية.
كلما ماطلت الحكومة الإسرائيلية في المفاوضات السياسية، كلما انخفض الدعم الدولي لفكرة الدولتين لشعبين لمصلحة حل الدولة الواحدة الثنائية القومية. دولة إسرائيل اليوم يُنظر إليها بوصفها نسخة محدثة لجنوب أفريقيا، حيث تسيطر أقلية يهودية غنية ومتخمة، بشكل غير ديموقراطي، على أغلبية فلسطينية مضطهدة يرثى لها. من دون انطلاقة سياسية، سيفرض العالم على إسرائيل ضم المناطق ومنح المواطنة لملايين الفلسطينيين، ويضع بذلك حدا للمشروع الصهيوني.
- آخر تحديث :












التعليقات