سميح المعايطة
قبل أسابيع كانت الزيارة الملكية الى دمشق، وهي خطوة لاقت اشادة كبيرة. وكانت تلك الزيارة تعبيراً عن رؤية اردنية بضرورة التغلب على كافة المعوقات التي تقف وراء تحسين العلاقات الثنائية بين البلدين الشقيقين. وشهدنا بعد زيارة الملك تحسُّناً تجسَّد في لقاءات وخطوات عملية، وهو ما أشار إليه كبار المسؤولين في الدولة، آنذاك، بأن الاردن لا يمكنه الاستغناء عن علاقات ايجابية مع سورية، وهي ايضاً مصلحة سورية، فنحن جيران تربطنا حدود مشتركة وتجارة واقتصاد وعمالة وسياحة ومياه وأمن، وكل منا عمق استراتيجي للآخر.
نقول هذا ونحن نعلم حالة الافتراق السياسي في الساحة العربية الذي جسدته احداث القمة، ونعلم ان الاردن ومعه دول اخرى له تحفظات على بعض مسارات السياسة السورية، لكن هذه التحفظات كانت حاضرة ايضاً عندما زار الملك دمشق وتبعتها عمليات تواصل سياسي وشخصي بين القيادتين.
الاردن شارك في القمة بتمثيل غير رفيع، وهو موقف كان متوقعاً حتى من الاشقاء السوريين، والقصة ليست بين سورية والاردن، بل بين سورية وحالة عربية تمثلها عدة دول، وإحدى نقاط الخلاف الاساسية تتمثل بالموقف السوري من الملف اللبناني. ومع اهمية هذا الملف الا ان العلاقات الثنائية بين البلدين والمصالح المشتركة اهم بالنسبة لنا في الاردن من الملف اللبناني.
هنالك عوامل ومحددات كثيرة تجعلنا على ثقة بأن اي خطوات لإعادة الدفء الى العلاقة بين البلدين الشقيقين لن تجد الكثير من العوائق بما فيها احداث القمة. لهذا ندعو حكومتنا الى خطوة للحفاظ على التطور الايجابي في علاقات البلدين الشقيقين. هذا التطور صنعته زيارة الملك، وقابله الاشقاء بخطوات ايجابية.
ولنتذكر، اننا كما الاشقاء في سورية، لا يمكن لأي طرف ان يستغني عن الآخر، ان لم يكن من باب العلاقة السياسية فمن ابواب العلاقات الثنائية والمصالح الكثيرة لكل طرف لدى الآخر. فسورية دولة شقيقة، فليس هناك علاقة كاملة الاوصاف بين اي دولتين. وكما اشرت فإنّ استقرار لبنان مهم، لكن المصالح الاردنية أهم، وحسن الجوار مع الاشقاء السوريين اهم.
هنالك علاقات هامة للأردن مع اشقاء آخرين، وهي علاقات استراتيجية ولا غنى عنها، لكن العلاقة مع سورية لا غنى عنها كما ان علاقة سورية بالاردن هامة للاشقاء. وهنا لا نتحدث عن خيال، بل عن اعادة مسار إيجابي قد تكون مجريات القمة العربية قد تركت عليه بعض الآثار السلبية.
هل يحتاج الامر الى بعض الوقت؟ ربما، لكنني اعتقد ان الاشقاء في سورية، يحتاجون الى كل علاقاتهم العربية ومن اهمها العلاقة مع الاردن. وكما اشرت إن ما جرى في القمة، لم يكن مفاجئاً لأحد، وبالتالي فإنه قد يكون ضعيف الأثر على علاقات أخوية ومصالح مشتركة قابلة للتطوير.
- آخر تحديث :
التعليقات