مناحيم بن - معاريف

كدت افرك عيني إذ رأيت الاسبوع الماضي الصحافية القديمة نوعامي لفتسكي التي تدير برنامجا اعلاميا جديدا (ولد شيخا) في القناة الاولي، تعقد نقاشا غريبا حول قصور الصحافة المزعوم، في أنها لا تضغط من أجل صنع السلام مع سورية. ماذا يحصل هنا؟
ما الذي يدفع فجأة لان يتجند برنامج اعلامي مهني وغير شعبي، زعما، في القناة الرسمية في حملة من أجل سلام محتمل مزعوم مع سورية، في الوقت الذي يعارض فيه معظم الجمهور بالذات حسب الاستطلاعات التنازل عن الجولان؟ فحسب القانون فان الجمهور وحده سيقرر في هذا الشأن في استفتاء شعبي. بمعني، ليس حتي للحكومة الصلاحية بالتخلي عن الهضبة بدوننا. ولكن المدمنين علي الانسحاب وعلي هدم المستوطنات لا يهدأون. بعد يميت وغوش قطيف يريدون عمل هذا في الجولان أيضا. لن ينام ولن يهدأ مقتلع اسرائيل. ومن بشكل عام يغذي الحملة من أجل السلام المزعوم مع سورية، الاخذة في الاستشراء في الصحف في الاونة الاخيرة، من يوئيل ماركوس في هآرتس وحتي اودي سيغال الذي يجري مقابلة مع وزيرة الخارجية تسيبي لفني في القناة 2، ويسألها بشدة اذا كانت اسرائيل تفعل ما فيه الكفاية من أجل السلام مع سورية؟
هل يحتمل أن يكون خلف جزء من هذا يقف د. الون ليئال، الدبلوماسي بتكليف من نفسه، الذي يشارك هو الاخر في النقاش اياه لدي لفتسكي؟ إذهب لتعرف. فليئال نفسه يقف علي رأس اللجنة من اجل سلام اسرائيلي ـ سوري وقد التقي مؤخرا مع السفير السوري في الولايات المتحدة. وبالفعل، شيء آخر: فهو معروف باتصالاته الوثيقة مع الحكم التركي، الذي ينقل الرسائل، كما قيل، بين اسرائيل وسورية. الواضح هو أن احدا ما يحاول أن يطبخ هنا رأيا عاما داخليا، يرمي الي عرض حكومة اسرائيل كرافضة للسلام واتهامها بالحرب التالية مع سورية، اذا ما وقعت لا سمح الله. المعني: يحتمل بالتأكيد ان يكون ما يقف خلف رسائل السلام غير المباشرة من سورية، بوساطة تركية، هو سحابة دخان وتضليل، تخفي في واقع الامر الاستعدادات للحرب، بما في ذلك الحرب المعنوية. وبشكل عام، ما هو تفسير الانفصام في شخصيتنا بالنسبة لسورية؟ فمن جهة، يقصفون حسب مصادر اجنبية موقعا نوويا سورياً، حسب المصادر الاجنبية، لم يصل علي الاطلاق في المدي المنظور الي التشغيل، وفي السياق، يقتلون عماد مغنية في دمشق، ومن جهة اخري، يرتعدون خوفا ويوصون بالاعادة السريعة للهضبة الي سورية، لاخراجها من دائرة الحرب. ليس طوبي للمؤمنين.
ولتذكير أنفسنا، فان سورية تتسلح بوتيرة حثيثة ووقعت علي معاهدة دفاع مع ايران. لا يوجد أي احتمال لتفتيت هذا الحلف. ولتذكير انفسنا، فان سورية تسيطر علي حزب الله وعلي حماس ايضا. حسنا، وايران وكل الباقين سيهدأون حين سنعيد الجولان؟
يا الهي، بارك أمريكا التي تمنعنا من الدخول في هذا الشرك. إذ ان الطريق الوحيد لحماية أنفسنا من كل هذا هو ليست خطوة مع سورية لتحقيق سلام مشكوك فيه وخطير لا مثيل له، بل مرابطة قوة رادعة علي الحدود مع سورية. حائط حديدي سبق أن قلنا؟