أمير الملا

قد لا تكون من انجح القمم العربية لان أغلب القمم كانت تمر بمرحلة مخاض يصعب على المجتمعين ايجاد الحلول لان المثيرات والأوضاع الاقليمية تكون أصعب شأنا من روزنامة أي قمة عربية، لأن في الأساس هناك قرارات صدرت من مجلس الأمن ومن الأمم المتحدة، لم تطبق مع الأوضاع العربية وحتى ان كانت كل دولة معنية استلمت المذكرات الخاصة بالقرارات، وما هو حاصل حالياً في قمة دمشق اعتقد انه ببساطة وصول أكثر العرب مع مقررات وقرارات الأمم المتحدة والمنظمات الدولية لحالة من اليأس. وهنا علينا الاشارة ان كانت بعض الدول لديها بعض الاستفسارات أو المآخذ من سياسة دمشق بالمنطقة فلا يصح أن نحمل الشام أكثر مما تحتمل، على سبيل المثال الأزمة اللبنانية عمرها تجاوز النصف قرن باختلاف الأدوات وان كان هناك بعض التحسن عندما قامت سوريا بفض الحرب الأهلية بقوة السلاح وان كان ذلك في وقت كانت هناك علاقات سورية وغيرها من العلاقات العربية مع الولايات المتحدة الأمريكية في أحسن الحالات، وكان العرب يريدون ذلك آنذاك، اذن من الظلم معاقبة سوريا بعدم حضور بعض القادة العرب للقمة وان كان أمرا التمثيل أمر سياديا في هذا الشأن أيضاً، ولكن ما ذنب الشعوب العربية التي مازالت تعول على هذه القمم الدورية، وهنا علينا أن ننتبه إلى أمر هام وضروري هناك بعد التحليلات والمناظرات التي نراها من خلال وسائل الإعلام ان حجم الغياب العربي متمثلا في أكبر دولتين عربيتين كأن هناك تنسيقاً مع قوى اقليمية كبيرة لها شأن واستفادة بالمنطقة وهي بمنظورهم الغربي رغبة من بعض دول عربية تغير النظام في دمشق والخوف يحصل هذا التفسير من هذا الغياب، وهنا علينا أن نصحح الإعلام ونؤكد ان الغياب فقط لاختلاف في وجهات النظر العربية السورية وأيضاً في خانة ضيقة ولكن الاشكالية حتى وأن اقتنع العرب بهذا المفهوم الخوف الأكبر أن تكون الترجمة والقراءة الغربية وبالأخص من الولايات المتحدة الأمريكية ان هذا أذن لاحتلال دولة أو تكون هناك حرب اقليمية جديدة بالمنطقة لا سمح الله وعندها أخاف ان نقول بلسان واحد laquo;يا للهولraquo; مما حدث.

على القيادات العربية ان تكون أكثر برودة في التعامل مع الخلافات العربية لان الموضوع الأهم والمصيري للأمة العربية هو احتلال فلسطين وهذا التوتر يصب في مصلحة إسرائيل، كنت أرى من الضروري مشاركة جميع الأطراف وبمستوى عال من التمثيل laquo;ولكن تجرى الرياح بما لا تشتهي السفنraquo; وهنا علينا ألا ننسى أين صار موقع المدمرة كول من الاعراب، هل نراها بعد القمة على مشارف المياه الاقليمية لسوريا ولبنان ولكن الشاهد في الأمر ان هذه القمة أحبتها الجماهير العربية بسبب عدم رغبة من الولايات المتحدة الأمريكية في أن تكون لها قائمة والجمهور العربي أصبح يحب أي شيء يكرهه الأمريكان وحتى ان كان في الأمر مصلحة للعرب وربما تكون هذه القمة هي قمة صمود وتصد لأي تغير جغرافي أو اقليمي تكون التوصيات اجهاض ميلاد الشرق الأوسط الجديد وهي بحق قمة مثيرة للجدل، أو قد تكون قمة إضاعة الفرص الذهبية، كما قال عنها المعلم في المصالحة اللبنانية السورية بعد رفض السنيورة المشاركة. وان كان لا أحد ينكر أن لبنان هي في خاصرة الأمة العربية فعلينا أن نعلم أن دمشق هي قلب الأمة اذن هل لنا أن نبقى القلب حيا لنعالج باقي أعضاء الجسد، إن مات القلب فقدنا الجسد ولا نستطيع بعدها التعويض، وهنا نذكر الأمة والقادة والحكومات العربية قبل اجتماع دمشق وبعد الاجتماع بكم الخسائر العربية ولسالت الدموع دماً يا عرب خسرنا فلسطين ودمرت العراق وخسرنا الأمن بلبنان والتدخل الخارجي يهدد السودان والصومال، واحتبست أنفاس الجماهير العربية من الضياع والبطالة والجهل ماذا نفقد أكثر من ذلك وإلى متى خلافاتكم تطغى على مصالح شعوب الأمة العربية.