تركي الدخيل

أصيب بالذهول كل من قرأ أو سمع خبر إقامة القصاص بعسكريين اثنين استغلا وظيفتهما وأجبرا مقيماً على التوقف بسيارته مظهرين له بطاقتيهما من أجل إيهامه بأنهما يقومان بمهمة، ثم أشغل أحدهما الأب، واختطف الثاني سيارة الأب المقيم، وبها ابنته ذات العشرين عاماً، ليصل إلى الصحراء، ثم فعل الفاحشة بالفتاة، وأعاد السيارة للوالد، الذي كان العسكري الأول قد هدده بسكين!
يا إلهي! كيف يمكن أن يتصور عاقل مشاعر هذه الفتاة التي ترى شخصاً استغل عمله العسكري ليقتادها من أمام والدها ويغتصبها!
يا رباه! ما شعور هذا الأب وهو يرى ابنته قد عادت إليه بعد أن انتهى هذا المجرم من فعلته الشنعاء، وأي أثر سلبي يمكن أن يقع عليه، بل أي أثر وقع على هذه الفتاة، وكيف ستستمر شروخ البنت وأبيها داخل نفسيهما، وفي أسرتهما، وداخل مجتمعهما؟!
كانت مشاعر من يقرأ خبر إقامة القصاص، على هذين المجرمين مختلطة بين الشفقة على حال الأب وابنته، وبين السخط والغضب على هذين الوحشين، وبين الفرح بقدرة رجال الأمن على القبض عليهما، حيث لجأ الأب إلى دورية أمنية، بعيد الحادثة، وقامت الدورية، طبقاً لخبر وكالة الأنباء السعودية، المنقول عن بيان وزارة الداخلية، بالتبليغ عن المجرمين ثم ألقي القبض عليهما، وحوكما، ثم أقيم عليهما القصاص.
قدرة الإنسان على الشر، ليس لها حدود، وإذا لم يردع المرء دينه ووعيه وثقافته ومجتمعه، فإنه ينحط بممارسته إلى ما ترتقي عنه الحيوانات، وتعف عنه البهائم أحياناً!
كانت تعليقات القراء في quot;الوطنquot; أمس تعبر عن هذه المشاعر، لكن اللافت فيها أن تعليقاً طالب الكُتاب بالكف عن ممارسة التحريض على الوافدين، حتى لا تجَيش المشاعر باتجاه سلبي ضدهم وتكون المآسي تجاههم.
التعليق الأخير، بعيداً عن كونه صواباً أو خطأً، أو أن فيه من هذا وذاك، إلا أنه استوقفني كثيراً، لأتساءل مع نفسي، هل نحن نمارس هذا الدور، دون أن ندري؟!