ارسلت انثروبولوجيين لا علاقة لهم بالعراق ولغته

لندن ـ quot; القدس العربي quot;

من المشاكل التي واجهها الامريكيون في العراق والتي كانت سببا في وقوعهم في مستنقعه ان فهمهم له كان فقيرا واعتمدوا في تخطيطاتهم للحرب علي مجموعة من المنفيين العراقيين الذين كانت لهم مصلحة في الاطاحة بنظام صدام حسين، وفي المقابل كان هناك خبراء اليمين الجديد الذي دق طبول الحرب ودفع لها وبشر بمعركة مثل المشي علي الكعك وان العراقيين سيلاقون المحررين بالورود والقبلات، كل هذا تبخر مع انطلاق المقاومة بعد اسبوع من سقوط بغداد.
وركز البريطانيون والامريكيون علي اهمية كسب عقول وقلوب العراقيين لكن في وضع معقد وارض غريبة وجدوا انفسهم جاهلين لتعقيدات المجتمع العراقي وعلاقاته المتشابكة ومن هنا صارت اشكالية فهمه ضرورة واضطروا للبحث عن خبراء يساعدونهم. ولم يكن سرا ان توني بلير، رئيس الوزراء البريطاني، تجاهل آراء خبراء وباحثين مهمين في مجال العراق والشرق الاوسط واظهر نوعا شديدا من الجهل حسب آراء وفد ذهب لمقابلته قبل الحرب. ولم يثبت البريطانيون نجاحا في جنوب العراق حيث تذرعوا بتجربتهم العسكرية في عموم العراق في العقد الثاني من القرن العشرين. الآن، بدأ الجيش الامريكي بانفاق ملايين من الاموال من اجل الاستعانة بخبراء لفهم العراق ولكنه يواجه صعوبة في هذه المهمة حسب تحليل لمجلة نيوزويك .
واشارت الي مهمة باحث احضره الجيش الامريكي للمساعدة في حل وتفكيك العقد الاجتماعية العراقية مع انه لم يزر العراق من قبل ويعرف كانثروبولوجي عن الفلبين اكثر من العراق، وقالت انه قام اثناء جولة مع الجنود في بغداد نقب في تل من النفاية بحثا عن ما قال انه اشكال من الحياة تقدم له فكرة وقال معلقا ان العراقيين يشربون بيبسي كولا بشكل كبير. وقالت ان الباحث وان كان في الزي العسكري ويحمل بندقية الا انه جزء من مشروع مثير للجدل نظام الحقول الانسانية . وبحسب تعليمات البنتاغون، وزارة الدفاع الامريكية، فالهدف من البرنامج هو الاعتماد علي خبراء واكاديميين يمكن ان تسهم خبرتهم في تطوير استراتيجية ذكية لمكافحة التمرد او المقاومة في العراق وافغانستان، حيث يقوم من خلاله الباحثون برسم صورة عن السكان في المدن والقري وتحديد العشائر والخطوط الوهمية بينها ثم تقديم نصائح للعسكريين. وتقول المجلة ان تطبيق البرنامج الذي يكلف 40 مليون دولار واعطي لشركة هندسة انظمة الطيران البريطانية المعروفة بي اي اي بدون طرحه لعطاءات لم يحقق النتائج المرجوة منه.
وقالت انه باستثناء 19 عضوا يعملون في خمس فرق، قلة من الخبراء لديهم معرفة بالشرق الاوسط وثلاثة منهم فقط يعرفون اللغة العربية. والباقون متخصصون في البحث الاجتماعي او جنود يحاولون نقل خبراتهم في هذا المجال وتطبيقها في العراق. وقالت المجلة ان الخبراء يتلقون راتبا سنويا يصل 300 الف دولار مما يعني ستة اضعاف عن الراتب الذي يحصلون عليه في حقولهم في امريكا. واشارت الي ان معظم العاملين في البرنامج تحدثوا عن مصاعب اجراء بحوث ميدانية في مناطق الحرب، كما اشتكي اخرون ان البرنامج التدريبي الذي درسوه لمدة اربعة اشهر في امريكا كان مضيعة للوقت، خاصة ان تجاربهم تظهر ان ما يعتقد انه بحث ودراسة ما هو الا دراسات سطحية تفتقد الرؤية الواقعية. وقالت المجلة ان عملية التوظيف في البرنامج منذ البداية عانت من مشاكل خاصة ان المتخصصين في دراسات الشرق الاوسط في امريكا معروفون. خاصة ان عددا من الباحثين المعروفين في مجالاتهم شعروا بالقلق عندما قالت جمعية الانثروبولوجيين الامريكية ان من يوقع عقدا في المشروع فانه ينتهك اخلاقيات عمله الاكاديمي.
ولهذا فان من ارسلوا للعراق كانوا متخصصين في ثقافات امريكا اللاتينية او حياة الهنود الاصليين ومنهم من يكتب اطروحته عن الثقافة الهامشية القوطية التقريظية السفلي. واشارت لباحثة امريكية من اصل ايراني تعرضت للتحقيق والشك لانها زارت ايران ونظر اليها علي انها جاسوسة وكيف تحولت نكتة الي تحقيق وملف امني يهدد مستقبلها الاكاديمي مع انها كانت من اكثر المتقدمين تأهيلا للعمل في البرنامج. ولا يوجد اي عراقي باستثناء اثنان احدهما رفض طلبه لانه كما تقول الشركة خضع لعلاج نفسي. ونقلت عن مسؤول البرنامج اعترافه ان نتائجه لم تكن حسب التوقعات ووعد باصلاح الوضع خاصة ان برنامجه حصل علي دعم 120 مليون دولار.