زيّان

سمع الناس جيّداً ما قاله الرئيس نبيه بريّ عن تأجيل موعد الجلسة الرئاسيَّة الى أجل غير مسمّى، وربطه تعيين الموعد الجديد بـquot;نتائج طاولة الحوارquot;. وفهموا عليه. مثلما فهموا ان النهار الجيِّد يظهر من أوله.
وسمعوا تالياً ما قاله المستر ديفيد ولش عن quot;الصيف اللبناني الحارquot;، ولم يفتهم مغزى تحذير أميركا رعاياها من التوجه الى لبنان ودعوة quot;الموجودينquot; فيه الى الحيطة والحذر. وقرشوا الحمَّصة للمرة الثانية أو الثانية عشرة. وأدركوا ان قصتهم طويلة طويلة...
وانتبهوا كذلك الى quot;اللفتة الكريمةquot; التي خصهم بها أيمن الظواهري، وقوله انه سيكون للبنان quot;دور محوري في معارك القاعدة المقبلةquot;.
وأيقنوا أنَّ أوان التسوية لم يحن بعد. وقد تكون الأشهر أو الاسابيع أو الأيام الفاصلة بينهم وبين موعد انتخاب رئيس جمهورية جديد حبلى بالعواصف والأعاصير، وربما الحروب.
فالمنطقة كلها، بكل ما فيها ومَنْ عليها مرشَّحة لتكون مسرحاً ملتهباً لتطورات إقليمية جامحة بدأت عناصرها تتجمَّع في الأُفق. وبؤر التفجير جاهزة ما بين ايران وفلسطين ولبنان.
والسؤال الذي لا جواب عنه في المنطقة يتمحور على احتمالات المواجهة بين أميركا وايران وquot;حزب اللهquot;، والى أين يمكن أن تصل في حال اندلاع شرارتها من أحد أضلاع هذا المثلَّث.
لكن الازمة الرئاسيَّة في لبنان قد لا تصعد الى قطار المسافات والانتظارات البعيدة. فليس من المستبعد، مثلاً، ان تظهر ملائكة التسوية وملامحها وملائحها أيضاً في منتصف هذه المرحلة الشائكة.
كما ليس من المستبعد ان تمتد رحلة الانتظار حتى مطلع أو منتصف تشرين الثاني، حيث تكون أميركا قد غطست في الاستحقاق الرئاسي، ويكون الخيط الأبيض قد ظهر من الخيط الأسود بالنسبة الى المحكمة الدوليّة.
هذه هي خلاصة المشهد، وخلاصة العناصر التي تتكوَّن منها الازمة الرئاسيَّة، والتي تبدو من بعيد كأنها مرتبطة بمزاج رئيس المجلس، أو برغبته في المماطلة والتسويف وquot;تشويقquot; الناس أكثر فأكثر على طريقة الافلام الأميركيَّة العنيفة.
بل ان عقدتها على ثلاثة طوق وثلاثة أضلاع وثلاث مراحل...
أما بالنسبة الى ما يُقال ويحصل في الوقت الحاضر، فليس أكثر من اعداد للمسرح وتحضير عدته، ريثما يحين الموعد الحقيقي، الذي لا يزال كغدٍ في ظهر الغيب!