ناصر صالح الصرامي


الاجتماع الإقليمي الثالث للبرلمانيات الخليجيات والقيادات النسوية بدول مجلس التعاون الخليجي الذي أشرف على تنظيمه مجلس الشورى العماني بالتعاون مع الاتحاد البرلماني الدولي بجنيف، كان فرصة للقاء عدد من ممثلات المرأة الخليجية في الحقل السياسي والاجتماعي بثقة واقتدار.

كانت فرصة ثمينة للقاء، خلال محاضرة شاركت بها حول دور الإعلام في خدمة قضايا المرأة السياسية، ونقل تجربتها السياسية والإدارية، وأن تكون العلاقة شراكة لا خصومة؟.

اللقاءات والاجتماعات كانت مثيرة في تنوعها وخلافها، وهو ما كشف أن البرلمانيات الخليجيات يسرن نحو تجربة ناضجة، وباستثناء البحرين فإنها لا توجد كثافة كما قد نعتقد في حضور المرأة السياسي، كما أن الجميع معينات، والمرأة تطالب بحق (المحاصصة) في المجالس والإدارات وحتى الإعلام!.

ف(الكوتا) هي الطريقة الوحيدة للحصول على حقوقها السياسية ومشاركتها في القرار. وهذه جدلية مستمرة، حيث نظام تحديد نسبة للمرأة يعطي المجتمع بعض الوقت ليعتاد على مشاركة المرأة في المحفل السياسي والإدارة العليا، ومن ثم قد يكون انتخابها مستقبلاً امراً وارداً، لكن علينا أن نتذكر أن أكثر من 80% من الرقم الإجمالي من أعضاء مجالس الشوري والبرلمانات الخليجية من الرجال والنساء معينون. أحب أن أشير إلى أن أكثر تجربة ديمقراطية مكتملة وصاخبة في المنطقة، وهي الكويت لم تكن ممثلة في الاجتماع، فيما كانت اليمن موجودة بفعالية.

وتبقى تجربة المرأة العربية في العمل البرلماني بوجه عام حديثة وتواجه صعوبات في العالم كله، حيث نسبة النساء في البرلمانات العالمية لا تتعدى الـ18%.

المثير، أن من بين الحضور وفداً سعودياً يمثل مجلس الشوري، ففي مجلس الشوري ست سيدات فاضلات بمرتبة مستشار يشاركن في لجان ونقاشات المجلس. كنت استمع إليهن، وأتخيلهن عضوات رسمياً في مجلس الشورى، مداخلاتهن، إضافة إلى إدارة الجلسات هو في مستوى متقدم مقارنة بمن سبقتهن تجربة في العمل السياسي بالمنطقة. والحقيقة أن لا شيء ينقصهن ليصبحن عضوات رسمياً في المجلس، فالسيدات المستشارت في مجلس الشوري يقمن بأدوار لا تقل بأي حال من الأحوال عن دور أعضاء الشورى من الرجال.

فالتجربة الإيجابية للاجتماع منحتني شعوراً عميقاً بأنه لن يمر وقت طويل قبل أن نسمع عن تعيين عضوات في مجلس الشورى، وربما في الدورة الجديدة.. ربما.

أشياء كثيرة كنا نعتقد أنها متعثرة أو صعبة التحقيق، لكن الواقع يبدو أنه يستجيب أحياناً، بل أسرع من إلحاح توقعاتنا.

[email protected]