حسن مدن
للمرة الثانية، خلال عامين، يُلقن الرئيس الفنزويلي، نظامنا الرسمي العربي درساً في الطريقة التي يجب التعاطي بها مع المعتدي الصهيوني.
لقد فعل ذلك في عام ،2006 أثناء حرب يوليو/ تموز على لبنان، حين طرد السفير ldquo;الإسرائيليrdquo; من العاصمة الفنزويلية، احتجاجاً على الجرائم الصهيونية ضد المدنيين اللبنانيين.
وها هو يفعل الأمر نفسه اليوم احتجاجاً على الهمجية الصهيونية ضد أهلنا في غزة.
بحّت الأصوات الهادرة في المسيرات والاحتجاجات التي تملأ الشوارع في البلدان العربية مطالبة باتخاذ خطوات، حتى لو كانت رمزية، من قبيل استدعاء السفراء العرب في تل أبيب، أو الطلب من الدبلوماسيين ldquo;الإسرائيليينrdquo; مغادرة العواصم العربية، دون أن تجد هذه الدعوات صدى لدى المعنيين من العرب.
الصدى أتى من فنزويلا، غير البعيدة عن الولايات المتحدة راعية العدوان ومُهندسته، وبعيداً جداً عن غزة المنكوبة.
لم يطلب أحد ذلك من تشافيز، لم يكن هو أصلاً ينتظر أن يطلب منه أحد ذلك.
لعله أجّلَ خطوته أياماً عسى ldquo;النخوةrdquo; العربية تسبقهُ، فيجد فيها القدوة الحسنة الجديرة بأن يعلن تضامنه معها، ولكنه لما لم يجد من المعنيين العرب الخطوة المنتظرة، بادر هو بطرد سفير الكيان وطاقمه الدبلوماسي من بلاده، وأوعز إلى وزير خارجيته نيكولاس مادورا بالقول: ldquo;إن السفير ldquo;الإسرائيليrdquo; شخص غير مرغوب بوجوده على الأراضي الفنزويليةrdquo;.
لم يكتف تشافيز بما فعل. لقد قال عن ldquo;إسرائيلrdquo; كلمات كنا نتمنى لو سمعنا نصفها أو حتى ربعها من بعض نظامنا الرسمي العربي.
وصف تشافيز ldquo;إسرائيلrdquo; بأنها دولة قاتلة وضالعة في عملية إبادة. وقال أيضاً: يجب إحالة الرئيس ldquo;الإسرائيليrdquo; شمعون بيريز والرئيس الأمريكي المنصرف جورج بوش إلى المحكمة الجنائية الدولية في لاهاي، بتهمة ldquo;الإبادة الجماعيةrdquo;.
وفي ردة فعل أخلاقية عالية النبرة تجاه صمت حكومات العالم وتواطئها تساءل تشافيز: ldquo;أي عالم عبثي هذا الذي نعيش فيهrdquo;؟
وأضاف تشافيز للصحافيين: ldquo;كم هو جبان الجيش ldquo;الإسرائيليrdquo;، فهو يهاجم أبرياء أعياهم التعب وأطفالاً استغرقوا في النومrdquo;.
أكثر من ذلك خاطب تشافيز ضمائر ldquo;الإسرائليينrdquo; طالباً من كل واحد منهم لكي يتخيل بشاعة ما ترتكبه حكومته أن ldquo;يضع يديه على قلبه وينظر إلى أطفالهrdquo;.
أمام خزي خذلاننا العربي يبدو تشافيز هو ldquo;العربيrdquo; الوحيد.
- آخر تحديث :
التعليقات