ماضي الخميس

يا سبحان الله.. ماذا حدث بعد أن شجبنا واستنكرنا وتداعى وزراء خارجيتنا لعقد اجتماعات طارئة من أجل الوضع في غزة.. قرروا.. الشجب والاستنكار وإرسال طائرات إغاثة ومؤونة.. يا سادة.. ما يحدث في غزة ليست مجاعة..إنها حرب.. ولا أدري إن لم يشعروا أن ما يحدث هو الحرب فمتى سيشعرون.
قررت إسرائيل شن حرب شعواء على الفلسطينيين بهدف تأديب حماس.. وحماس ليست كل الفلسطينيين.. وإسرائيل لا يحق لها تأديب حماس.. لكنها تعلم أن كائنا من كان.. من أمريكا وحتى مدغشقر لن يستطيع أن يردعها.. ولأنها تعلم أن العرب رحمهم الله، أمة كلامية.. وظواهر صوتية.. وأن التنديدات والوعيد والمظاهرات لن تأتي أكلها.. فلا تجد ضيرا من أن تواصل تقطيعها للأجساد العربية في إسرائيل.. العرب لا يتأثرون بالدم السائل هناك.. ولا يتأثرون بعشرات القتلى.. كل ذلك لا يؤثر في أمة تشبه النعام في تصرفاتها.. وتتبع الثور في حكمته.. هل تذكرون من قال: أكلت يوم أكل الثور الأبيض.. هذا شعارنا!!.
أجمل ما في العرب أنهم تسابقوا على إنتاج الأغاني الوطنية وجمع التبرعات وإرسال المعونات.. من باب تبرئة الذمة.. وإبداء تعاطفهم مع الأشقاء الفلسطينيين.
فلسطين يا سادة لا تريد التعاطف، وبيانات التنديد لا تساوي قيمة الأحبار التي كتبت بها.. فلسطين بحاجة إلى إصرار عربي وتضامن غير مسبوق من أجل نصرتها.. كان الأجدى والأولى أن يستقل وزراء الخارجية العرب جميعهم أسرع طائرة باتجاه البيت ليعقدوا اجتماعا مصيريا هناك لإنهاء تلك الأزمة المستمرة وحلها من جذورها.
أفهم أن هناك تفاصيل كثيرة في العلاقات الفلسطينية الإسرائيلية.. وأن هناك الكثير من الخفايا الغير معلومة.. وأعلم أن الفلسطينيين غير متفقين بينهم، وأنهم غير قادرين على حسم قضاياهم فيما بينهم وحل خلافاتهم التي تطورت ووصلت مداها.. ولكن ذلك جميعه لا يبرر تلك الأرواح التي تزهق.. وأولئك الأطفال الذين يتساقطون بالجملة بلا ذنب ولا إثم.. ولا يبرر أن تمارس إسرائيل أشد أنواع الوحشية والقهر والتعذيب.