كوكب الوادعي

أشهر امرأة في تاريخ إسرائيل quot;إسترquot; التي أنقذت اليهود من إبادة جماعية علي يد ملك الفرس، وتخليداً لنجاة اليهود على يد الملكة اليهودية مازالوا حتى يومنا يصومون ويتلون الأدعية من سفر إستر.
لنساء اليهود دور هام ورئيسي في خدمة القضية الصهيونية، وأشير هنا إلى أشهر امرأتين في الحكومة الإسرائيلية الحديثة. فجولدا مائير لم تصل لمنصب رئيسة وزراء عام 1967م إلا بعد أن التحقت بعصابة صهيون إحدى الجماعات العسكرية اليهودية التي ارتكبت أبشع المجازر بحق الفلسطينيين.وكان لها دور بارز في تأسيس الدولة اليهودية التي قامت على جثث الأبرياء.
وتسيبي ليفني التي تنحدر من أسره لها تاريخ عريق في الإجرام والإرهاب فوالدها ووالدتها من أعضاء حركة أرجون التي كانت لها اليد في مجازر دير ياسين وغيرها من قتل وتفجير وترحيل للفلسطينيين عن أراضيهم. تسير على نفس الدرب ففي مقابلة لها مع صحيفة نيويورك تايمز الأمريكية قالت :quot; أنا أؤمن، كوالدي، بحق اليهود في كل أرض إسرائيلquot;.
وتسيبي عملت في الموساد وكانت ضمن وحدة مسؤولة عن اغتيال قادة منظمة التحرير الفلسطينية ،وبعدها تبناها أرييل شارون وعينها وزيرة في حكومته ،والآن تتزعم حزب كاديما المتطرف الذي أسسه. وكما كانت جولدا مائير وزيرة للخارجية في الستينات تسير على خطاها ليفنى. والفارق الوحيد بينهما أنهم كانوا يطلقون على جولدا مائير quot;الرجل الوحيد في الحكومةquot;. بينما ليفني تستخدم كل الأسلحة ومنها أنوثتها في خدمة مصالح إسرائيل العليا ولديها مقدرة عالية على الإقناع والتأثير في السياسيين التي تلتقي بهم.
هؤلاء النسوة جمعهن الإيمان بالعقيدة اليهودية وشعب الله المختار وأرض إسرائيل الكبرى التي تمتد من النيل إلي الفرات،والحقد والكره اللذين تحملهما ليفني جعلاها تتخذ استراتيجية القتل والاغتيالات وتدمير البنية التحتية للشعب الفلسطيني على اعتبار أنها الطريق الأسلم لحماية أرض إسرائيل.
قادة إسرائيل لهم تاريخ عريق في الإرهاب ولكن لا أحد ينظر إليهم أو يلاحقهم دولياً بتهمة انتهاك حقوق الإنسان وارتكاب جرائم حرب. بل تمتد الأيدي إليهم للمصافحة ويستقبلون كزعماء وأبطال حتى على أراضينا العربية.
لا يختلف اثنان على أن الإسرائيليين يحسنون اختيار قادتهم سواء كانوا رجالاً أو نساء. فقدموا دويلتهم للعالم بأنها واحة الديمقراطية في الشرق الأوسط محاطة بدول ديكتاتورية.وأجادت ليفني تسويق هجومها على غزه بأنه quot;دفاع عن العالم الحرquot;.
لا نجد في الحكومات الإسرائيلية المتتالية إلا الصقور الجارحة التي توجه مخالبها لنهش الشعب الفلسطيني والتلذذ برؤية دمائهم وأشلائهم تتناثر.بينما الزعامات العربية مشغولة عن كل ذلك ببناء أعشاش حمائم السلام.