نبيل عبدالفتاح
وسط استعراضات القوة الإسرائيلية الغاشمةrlm;,rlm; والانتهاكات الجسيمة للقانون الدولي الإنسانيrlm;,rlm; يبدو العجز العربي شاملا لمحوري الاعتدال والممانعة معاrlm;,rlm; وفي ذات الوقت تبدو الاستعارات والمجازات سيدة اللغة السياسية المهيمنةrlm;,rlm; بين حدي اللغة النارية ورخاوة اللغة الناعمة والاعتداليةrlm;,rlm; وبين التنابذ والشجب اللغوي تبدو ارتخاءات إرادة الصفوات السياسية الحاكمة ومعارضاتهاrlm;,rlm; حيث لا تملكا شيئا سوي بؤس الخطابات القديمة ومقولاتها الخشبيةrlm;,rlm; وأساليب إدارة سياسيةrlm;,rlm; تتسم بالعقم ورهانات غالبها خاسر في إطار اختلال جسيم في موازين القويrlm;,rlm; والأهم فقر الملكات والخيال والخبرات والمهارات السياسية الخلاقةrlm;!rlm; إذا تجاوزنا الدخان اللغوي والفسفوري الشائع تثور أسئلة عديدة منهاrlm;:rlm; ما هي أهداف أطراف النزاع في إدارتها للأزمة ومساراتها ؟rlm;,rlm; وماهي نتائجها حتي الآن ؟
الحرب الإسرائيلية علي قطاع غزةrlm;,rlm; هي جزء من محاولة لإعادة رسم معادلات القوة في الإقليم الشرق أوسطي كلهrlm;,rlm; وغالب الأطراف الفاعلة سعت لتحقيق أهداف تتجاوز الصراع الإسرائيلي ـ الحمساويrlm;,rlm; وهو ما يمكن استخلاصه من أهداف الأطراف المختلفة علي النحو التاليrlm;:rlm;
rlm;1-rlm; إسرائيل رمت إلي تحقيق عدد من الأهداف منهاrlm;:rlm; توظيف المرحلة الانتقالية من إدارة بوش إلي إدارة أوباما في إعادة ترتيب بعض أوراق القوة وعلاقاتها في المنطقة لصالح تقويض بعض النفوذ الإقليمي الايرانيrlm;,rlm; وتحجيم الأوراق السورية في مفاوضات التسوية المباشرة القادمةrlm;!rlm;
rlm;2-rlm; تصوير النزاع في المنطقة علي أنه يدور مابين الدول المعتدلةrlm;,rlm; وبين الراديكالية المؤيدة للجماعات الإسلامية الراديكالية التي تنشر العنف والإرهاب وعدم الاستقرارrlm;,rlm; ومن ثم إغفال أن الاحتلال الإسرائيلي هو الأصل المنتج لأبرز ظواهر العنف وعدم الاستقرار في الإقليم كلهrlm;.rlm;
rlm;3-rlm; تقويض القوة العسكرية واللوجيستيكية لحماس وحلفائها ـ الجهاد الإسلامي والشعبية ـrlm;,rlm; وذلك عن طريقين الأولrlm;:rlm; تدمير منصات الصواريخrlm;,rlm; والثانيrlm;:rlm; الأنفاق التي تتفاوت بشأنها التقديرات منrlm;1200rlm; إلي عديد الآلافrlm;,rlm; والتي تنقل عبرها مكونات الأجهزة الصاروخيةrlm;,rlm; والغذاء والدواءrlm;,rlm; والبشرrlm;.rlm;
rlm;4-rlm; لاتهدف إسرائيل ـ حتي اللحظة ـ إلي إنهاء سلطة حماس كليا حتي لايحدث فراغ قيادي في التنظيمrlm;,rlm; ومن ثم إدارة شئون القطاعrlm;,rlm; ويؤدي ذلك إلي فوضي وعدم سيطرة علي القواعد الحمساويةrlm;,rlm; وبما يؤدي إلي مزيد من التطرف الراديكاليrlm;,rlm; وإنما إضعاف يؤدي إلي خلق فجوة بين حماسrlm;,rlm; وسكان القطاع يدفع إلي خلخلة في التوازن علي الأرض لصالح السلطة الفلسطينيةrlm;,rlm; حتي في ظل اختيار قيادة جديدة من فتح مستقبلاrlm;!.rlm;
rlm;5-rlm; السيطرة علي المحور بين مصر وإسرائيلrlm;,rlm; ولاسيما عند معبر فيلادلفيا ـ رفح ـrlm;,rlm; ومحاولة فرض قوات دولية أو علي الأقل ترتيبات فعالة لنظام رقابي صارم علي الحدود بما يؤدي إلي السيطرة علي كافة أشكال التهريب لمواد إنتاج الصواريخrlm;,rlm; وغيرها من الموادrlm;,rlm; وإبعاد حماس عن الحدود وفق اتفاقيةrlm;2005.rlm;
rlm;6-rlm; إيران سعت إلي تحقيق عدد من الأهداف علي رأسها تعزيز تمددها ونفوذها الاقليمي من خلال علاقاتها مع سوريا وحزب الله وحماسrlm;,rlm; ومحاولة ترتيب أوراقها للتعامل مع إدارة أوباما بشأن برنامجها النوويrlm;,rlm; ومحاولة التأثير علي الاتجاه السوري للتفاوض المباشر مع إسرائيلrlm;,rlm; ومن ثم يشكل التوتر وعدم الاستقرار والحرب علي غزةrlm;,rlm; محاولة لدفع أمريكا أوباما للانغماس في تداعيات الحرب علي غزة والتغاضي مؤقتا عن الملف النووي والإقليمي الإيرانيrlm;.rlm;
rlm;7-rlm; محاولة تطويق الحرب المذهبية الباردة بين رجال الدين العرب الرسميين السنةrlm;,rlm; ومنظري بعض الحركات الإسلامية السياسية السنيةrlm;,rlm; كالقرضاوي وغيرهrlm;,rlm; وبين الأيديولوجيا الشيعية تحت مظلة الفكر والسلاح المقاوم والاستشهادي وتعميمه إزاء إسرائيل من خلال تصدير نموذج حزب الله وأدائه القتالي في حرب يوليوrlm;2006,rlm; وهو ما حاولته مع قادة ومنظري حزب الله منذ انسحاب إسرائيل من جنوب لبنانrlm;.rlm;
rlm;8-rlm; سورياrlm;,rlm; تملك ـمع إيران ـ التأثير علي قيادة تنظيم حماس بالخارجrlm;,rlm; ومن ثم ذهبت إلي دعم إنهاء الهدنة كجزء من ترتيبات دعم أوراق تفاوضها المباشر المستقبلي مع إسرائيلrlm;,rlm; ومحاولة إعادة علاقاتها الدبلوماسية والسياسية مع الولايات المتحدة علي نحو يؤدي إلي السماح ببعض نفوذها في لبنانrlm;,rlm; من ناحية أخري محاولة دعم الدور الإقليمي المتنامي لسوريا في ظل تعرية وإضعاف دور محور الاعتدالrlm;.rlm;
rlm;9-rlm; حماس سعت من خلال إنهاء الهدنة إلي تحسين شروط حضورها السياسي في إطار الصراع مع السلطة الفلسطينيةrlm;,rlm; من خلال الحشود والتعبئة السياسية الدينية في الشارع العربي والإسلامي للضغط من أجل إنهاء العدوان ووقف إطلاق النار مع دعم إيران وسوريا وحزب اللهrlm;,rlm; والأهم هو الاعتراف الدولي والإقليمي بها كطرف مفاوض بشأن غزة علي الأقلrlm;,rlm; ومن ثم كسر حصارها منذ سيطرتها علي غزة عامrlm;2007,rlm; وضرب كوادر فتحrlm;.rlm;
في ضوء الأهداف السابقةrlm;,rlm; وتطورات الأوضاع علي الأرض يمكننا رصد بعض المؤشرات الأولية فيما يليrlm;:-rlm;
rlm;1-rlm; الأدوار الإيرانية وحزب الله وسورياrlm;,rlm; لا تتجاوز سوي الحرب البلاغية من خلال الخطاب السياسي التعبوي الذي ينتقد إسرائيل ويهاجم مصر أساساrlm;,rlm; ثم لا يعدو ذلك كثيرا عبر توظيف فائض الغضب الجماهيري العربي والإسلاميrlm;.rlm;
rlm;2-rlm; الدعوة إلي إرسال متطوعينrlm;,rlm; دعائيا وتعبوياrlm;,rlm; وكدعم مجازي ومعنوي لحماسrlm;.rlm; المسعي السوري لم يتجاوز الدعوة إلي قمة عربية مع قطر وآخرينrlm;,rlm; والإمساك بنصف ورقة حماس ومحاولة التشويش علي المبادرة المصريةrlm;,rlm; واستثمار الدور التركي لتبدو كقوة مؤثرة علي صياغة آليات وقف العدوانrlm;.rlm;
rlm;3-rlm; حزب الله لم يتجاوز ما قام به سوي الدعم اللفظي من خلال قياداتهrlm;,rlm; وفي ذات الوقت أنكر إطلاق صاروخين من الجنوبrlm;,rlm;وذلك لأنه لايريد العودة للحرب في هذه الظروفrlm;,rlm; وهناك انتخابات نيابية قادمةrlm;,rlm; فضلا عن إعلان الانحياز للمقاومة وثقافتهاrlm;,rlm; ودعم المقاومين الحمساويينrlm;,rlm; إلا أن الشيخ نعيم قاسم نائب السيدrlm;/rlm;حسن نصرالله ذهب إلي أنهم مع أي قرار تتخده المقاومة بما فيها إذا وافقت علي بعض الاقتراحات أو قررت بعض الخطواتrlm;,rlm; هم ادري بمصلحتهم من الموقع المقاوم لمصلحة غزة الفلسطينيةrlm;,rlm; وغزة المنطقةrlm;,rlm; موقف حزب الله وقيادته لن يتجاوز حدود الموقفين الإيراني والسوريrlm;,rlm; سوي بالخطاب الحماسي والتعبويrlm;.rlm;
rlm;4-rlm; إسرائيل استطاعت إحداث خسائر بشرية جسيمة لترويع الأبرياءrlm;,rlm; وألحقت خسائر كبيرة بحماسrlm;,rlm; وسلاحهاrlm;,rlm; واستعادت فيما يبدو الهيبة وقوة الردع لجيشها إزاء دول المنطقة عبر أجساد الشهداء والجرحي وأحدثت فجوة نسبية بين قيادة حماس بالداخل والخارج حول المبادرة المصريةrlm;,rlm; ولكنها لن تستطيع إنهاء حماس كأيديولوجيا وفكر وتنظيم لإنهاء جزء من صراع إيديولوجيا الأصولية الإسلامية الراديكالية ومنظماتها وخطابها ذو التبرير الفقهي الوضعيrlm;,rlm; وبين الدول والصفوات الحاكمة وبين القوي السياسية شبه العلمانية والليبرالية واليسارية والقوميةrlm;,rlm; وبين الدول الممانعةrlm;,rlm; والدول المعتدلةrlm;,rlm; وبين الدول كفاعل سياسي في الأقليمrlm;,rlm; وبين المنظمات كفواعل ما دون الدولة علي التأثير علي هوية الإقليم وعلاقات القوة داخله وهويته الأيديولوجيةrlm;.rlm; من رماد الضحايا .
ونهر الدماء والدمار يبدو العالم العربي كله ـ دول ومنظمات ومعارضات ومورد بشري ـ ضعيفاrlm;,rlm; بينما تلعب دول الجوار الجغرافي العربي ـ إيران وتركيا وإسرائيل ـ أدوارا أكثر نفوذا وتأثيرا في تشكيل الإقليم وهوياته ومقاديره ومصالحهrlm;.rlm; إنها الحرب علي روح العالم العربي ومصائره القادمة في ظل أخيلة العجز وإرادته المعتقلةrlm;.rlm;
- آخر تحديث :
التعليقات