محمد بن إبراهيم الشيباني
نظر أنس بن مالك إلى الناس يوم الجمعة فرأى طيالسة. فقال كأنهم الساعة يهود خيبر! وله قول آخر: ما شبهت الناس اليوم في المسجد وكثرة الطيالسة إلا بيهود خيبر!
والمعروف أن الطيالسة- كما وردت بذلك الروايات الحديثية المختلفة والمتفرقة في كتب السنة- من علامتهم، لبستها يهود خيبر بالأمس وسيلبسها يهود اصفهان في المستقبل حين ظهور الأعور الدجال، وسيكونون من جنوده كما قال نبينا في الحديث الصحيح laquo;يتبع الدجال سبعون ألفا من يهود اصفهان عليهم الطيالسةraquo;! والمراد بها التيجان على الرؤوس، وقيل المراد بها الأكسية بشكل عام.
هذا هو الظاهر كما قال أهل العلم: والذي يظهر أن يهود خيبر كانوا يكثرون من لبس الطيالسة! وكان غيرهم من الناس الذين شاهدهم أنس بن مالك لا يكثرون منها. فلما قدم البصرة رآهم يكثرون من لبس الطيالسة فشبههم بيهود خبير! ولا يلزم من هذا كراهة لبس الطيالسة، وإنما انكر ألوانها لأنها كانت صفراء! وهي علامتهم التي اشتهروا بها، اي الطيلسان الأصفر. واشتهر في العهد المملوكي بمصر لبس الطيالسة، فقد ألف جلال الدين السيوطي المصري كتبا عدة اسماها laquo;طي اللسان عن ذم الطيلسانraquo;، وكتابا آخر سماه laquo;المفاخرة بين الطيلسان والطرحةraquo;، وآخر سماه laquo;مناظرة بين الطيلسان المحنك والطيلسان المسدولraquo;، وآخر laquo;الأحاديث الحسان في فضل الطيلسانraquo;. وألف د. بدر محمد فهد (العراقي) كتابا بعنوان laquo;المطيلسانraquo; طبع ببغداد سنة 1966.
ويدل انتشار الطيلسان أيام المماليك على انتشار اليهود وألبستهم في هذا العصر، كما قال بذلك ابن قيم الجوزية الدمشقي: انهم وصلوا إلى أن أصبحوا موظفين في ادارات الدولة بل مستشارين عند الخليفة ونوابه ووزرائه! ويتحدث عن دسائسهم وكيدهم ومكرهم وتخطيطهم بتوظيف أكبر قدر من جماعتهم وتقلدهم المناصب الكبرى وإدارتهم زمام الأمور والوظائف المهمة! هذه طبعا حال اليهود في التاريخ الإسلامي أو تواريخ الأمم الأخرى. القلة التي ترى دائما أنها مستضعفة يكون تآفها وتجمعها وترابطها أكثر من المجموعات الكثيرة الأخرى.
قد لا يكون الجامع هو العقيدة أو المذهب فقط، وإنما حب السيطرة والاستحواذ للبقاء لأطول مدة في الكرسي أو المكان.
لا أتطرق في هذه المقالة إلى تاريخ اليهود وكيدهم ... و... و... فهذا يطول ومكانه في موضع آخر، ولكنه البحث الذي أخذك من هنا وهناك وتأبى النفس إلا نشره وتعميمه ليستفيد منه أكبر قدر من القراء. والله المستعان.














التعليقات