طارق عزيز .. من دون سيكار | ||||||||||||
| ||||||||||||
اسم في الحدث عدنان ابو زيد على رغم إنه مازال خلف القضبان، فان شائعات إطلاق سراحه انتشرت كالنار في الهشيم .
هو .. طارق عزيز.. كاريزما المثقف والمحاور والسياسي، لكنه بالبيجاما هذه المرة ، وهو المترف المدلل لدى صدام، المولع بتدخين السيجار الكوبي الفاخر وأصناف الويسكي، ببدلته الغربية الفاخرة ورباطه الانيق، يبدو الان منهكا وما عليه جُلاقةُ لحم، حتى غابت عنه ملامحه المطبوعة في اذهان الناس فلم يبق منها غير نظارته الطبية السميكة . وبينما هو يقبع في السجن، اطلقته التوقعات والشائعات منه، ليصبح لاجئا في المملكة المتحدة مع ثمانية من أفراد أسرته . وكشفت صحيفة quot;ديلي ميرورquot; أنه طلب اللجوء السياسي في بريطانيا، حتى أن المحامي جيوفاني دي ستيفانو وجّه رسالة إلى وزير الخارجية البريطاني ديفيد ميليباند شدد فيها على quot;أن المملكة المتحدة مسؤولة جزئياً عن وضع عزيز رهن الإحتجاز طوال السنوات الست الماضية وسيتعرض للقتل في حال أُخلي سبيله في العراقquot;. ومن الشائعات التي افترضت اطلاق عزيز ان رئيس الولايات المتحدة باراك أوباما نصح الحكومة العراقية باطلاق سراحه. غير أن مسار المحكمة الى الان يدحض تلك الشائعات فمازال عزيز
يواجه اتهامات اعدام 42 تاجراً في عام 1992 وقتل وتهجير الأكراد الفيليين الشيعة خلال ثمانينات القرن الماضي . وميخائيل يوحنا المولود عام 1936 هو ذاته طارق عزيز، فقد استبدل اسمه الى عزيز لمقتضيات السياسة وتركيبة quot; الطائفة quot; المعقدة في العراق، وربما استجابة لهوى quot; صدام quot; الاسلاموي وquot; تكتيكه quot; السياسي، وكما هي عادة البعثيين في تغيير الاسماء، حين غيروا اسم ميشيل عفلق الى quot;محمدquot; وقالوا انه أعلن اسلامه قبل وفاته مسايرة للمد quot;لاسلاميquot; في العراق . لعب طارق عزيز في أغلب الأوقات دور quot;الفيلسوفquot; والموجه، لكن من خلف الكوليس، ويقال انه اول من اشبع غرور صدام، ودفعه نحو مواقفه، في السلم والحرب، وانه اتقن اللعبة وعرف صدام اكثر من نفسه، فاسمعه مايحب، وسكت عن مالا يريد .
في أبريل/نيسان 1980، نجا طارق عزيز من محاولة اغتيال واتهمت الحكومة حزب الدعوة المدعوم من ايران بتلك المحاولة. وفي 14 فبراير/شباط 2003، التقى طارق عزيز البابا يوحنا بولص الثاني معبرا عن رغبة الحكومة العراقية التعاون مع المجتمع الدولي في قضية نزع السلاح. في 19 مارس 2003 اشيع أن عزيز اغتيل عندما كان يحاول الوصول إلى كردستان ولكن سرعان ما تم تكذيب تلك الشائعات عندما عقد عزيز مؤتمرا صحفيا لتكذيب تلك الشائعات. وبعد سقوط بغداد وإختفاء رموز القيادة، نٌهِب منزله من قبل العراقيين وما لبث عزيز أن سلم نفسه للقوات الأمريكية في 24 ابريل 2003.وفي رواية عراقية انالقاء القبض على عزيز كان في 19 مارس ليلة محاولة الهروبمن بغداد . في محكمة الدجيل دافع عزيز بقوة عن صدام، واصفا اياه بquot;رفيق دربهquot;، كما وصف برزان التكريتي بquot;صديق عمرهquot;، نافيا علاقته بمذبحة الدجيل. مفسرا الحادثة quot;كجزء من حلقة في سلسلة طويلة من احداث استهدفتنا جميعا وانا كنت أحد المستهدفينquot;. عزيز في دفاعه عن صدام قال ..
لكن عزيز أعترف ان صدام حسين يتحمل مسؤولية إصدار قرار سحق انتفاضة 1991، لاسيما وان صدام اصدر قانونا يعتبر القرارات التي يصدرها لها قوة القانون. ولد عزيز في بلدة تل كيف ، من عائلة فقيرة فهو ابن مضيف مطاعم، مسيحي كلدو-آشوري، درس اللغة الإنكليزية في quot;كلية بغداد للفنونquot;ثم عمل صحفيا قبل أن ينظم إلى حزب البعث. شغل منصب وزير الخارجية (1983-1991) ونائب رئيس مجلس الوزراء (1979-2003) للعراق، و كان مستشاراً قريب جداً للرئيس العراقي صدام حسين لعقود وهوالذي تعرف عليه عن قرب في الخمسينات أعضاء في حزب البعث، عندما كان هذا الحزب لا يزال ممنوعاً في العراق قبل أن يحكم ثم يتم منعه مرة أخرى بعد الاحتلال الأمريكي. ونجح عزيز خلال فترة قصيرة في اعادة العلاقات الدبلوماسية مع الولايات المتحدة بعد اجتماعه مع الرئيس الامريكي حينذاك رونالد ريغان في الابيت الابيض عام 1984 بعد قطيعة دامت اكثر من 17 عاما.
كما تمكن من تأمين دعم الولايات المتحدة لبغداد أثناء حرب الخليج الأولى ضد إيران في الثمانينيات بعد اقناع الرئيس ريغان وموفده الخاص دونالد رامسفيلد بأن العراق يمثل حاجزا اساسيا في وجه ايران. ويقول المقربون من عزيز إنه هادئ ودمث الخلق، ويتمتع بالقدرة على الحديث بطلاقة. لكن هذه الصورة الوديعة تخفي وراءها سياسيا محنكا ذا شخصية صلبة، تمكن من البروز وتقلد أعلى المناصب في عهد الرئيس العراقي السابق صدام حسين. اقرا المزيد اسم في الحدث
| ||||||||||||
| ||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||
|
التعليقات