المرأة السعودية.. شهادات وإشادات

محمد صادق دياب

16/05/2009

رُبّ صورةٍ أبلغ تعبيراً من عشرات السطور، ذلك ما أحسسته، وأنا أطالع الصفحة الأولى من صحيفة laquo;الشرق الأوسطraquo; عدد الأربعاء الماضي، وخادم الحرمين الشريفين، الملك عبد الله بن عبد العزيز في لقطة جماعية مع الحاصلات على شهادات الاختصاص ـ الدكتوراه والزمالة السعودية ـ في المجالات الطبية المختلفة، وثمة شعور بالفرح الغامر قد ارتسم على ملامح الأب القائد، وهو يحتفل بنجاحات بناته، وهذه الصورة تستحق أن تعلق في كل مدارس البنات ليدرك الطالبات حجم الاحتفاء الذي تكنه القيادة بنجاحاتهن، ولتكن حافزا لهن على بلوغ أعلى المراتب العلمية والعملية. فالصورة تعكس مدى الاحترام الذي تكنه القيادة للمرأة، ومدى الإيمان بدورها وإسهاماتها في تنمية المجتمع، ومستقبل الوطن.

ويتزامن نشر هذه الصورة في الصحيفة مع كلمات بليغة مشجعة للأمير نايف بن عبد العزيز، النائب الثاني لرئيس مجلس الوزراء، وزير الداخلية في لقاء نظمته جامعة الأميرة نورة بنت عبد الرحمن، حيث قال: laquo;إن مواقع العمل للمرأة تنتظركن لتقمن بخدمة هذا الوطن، كما أن لكن الآن أخوات يقمن من مواقعهن بأداء الواجب نحو دينهن ووطنهنraquo;، معبرا عن مدى الاعتزاز والفخر بالمرأة السعودية، ودورها الكبير في تعليم الأجيال، وتربية النشء، والترابط الأسري.

تلك الشهادات، والإشادات المنصفة من القيادة للمرأة، وحقها في التعلم، والعمل، والإسهام في بناء الوطن والمجتمع لا بد أن تكون لها تأثيراتها المحفزة لمسيرة المرأة السعودية، فهي من ناحية تطلق العنان لطموحات المرأة لكي تصل إلى أقصى مراتب التعلم، وأن تحلم بأبعد مدى يمكن أن تؤهله استعداداتها في المواقع العملية، وهذه الإشادات والشهادات من ناحية أخرى تحمل رسالة للمجتمع أيضا بأهمية تضافر كل الجهود لتشجيع مسيرة المرأة، والاعتراف بحقها في التعلم والعمل.

هذه الإرهاصات الإيجابية الفاعلة التي تحيط بالمرأة السعودية في هذه الحقبة التاريخية من شأنها أن تشكل أبرز ملامح حياتنا الاجتماعية المعاصرة والمستقبلية، فالمرأة التي انطلق تعليمها الرسمي في مطلع الستينات من القرن الماضي استطاعت خلال عقود قليلة أن تثبت حضورها الفاعل في الكثير من مجالات الحياة، فهي اليوم مربية، وطبيبة، وعالمة، ومهندسة، وأستاذة جامعة، وإعلامية، وفي مختلف الموقع.

وفي مواجهة هذه المسيرة، التي ارتبطت بعطر السيرة لا يملك الفرد منا إلا أن يقول للمرأة: لك الحياة فانبتي الجيل الذي يليق به أن يحترم وجودك، ويعترف بفضلك، ويؤمن بأنك المدرسة التي تعلمنا أن المجتمع رجل وامرأة، وأن الحياة التي لا تقبل القسمة على اثنين ليست حياة.